Al Jazirah NewsPaper Friday  22/12/2006G Issue 12503أفاق اسلاميةالجمعة 02 ذو الحجة 1427 هـ  22 ديسمبر2006 م   العدد  12503
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

لقاءات

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

تحقيقات

مدارات شعبية

الأخيــرة

حولها ندندن
الأمن الأخلاقي
د. جواهر بنت عبد العزيز آل الشيخ (*)

مهما قيل ومهما يقال عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنها تظلّ صرحاً حضارياً دينياً ودنيوياً، فالأمة بلا أخلاق هي أمة ارتضت على نفسها الإبادة العاجلة المحاطة بالغضب الإلهي، ولكن العجب كل العجب من آراء - وإن كانت قليلة - تناولتها بالهجوم القاسي الذي يدعو في النهاية إلى التحريض على مسارعة إزالتها والخلاص منها!
فهل هذا رأي واقعي ومعقول؟! أننادي بإنهاء الأمر بالصلاح والحث على الطهر والعفاف وبالتالي سلامة المجتمع واستقراره، في حين أن الأمم الأخرى تنادي بالعودة للفضيلة وتتألم أشد الألم على ضياعها الخلقي؟! أولم ينادِ رئيس أمريكي سابق شعبه بضرورة العودة للفضيلة بعد صدمته بانتشار وباء الإيدز في بلاده بكثافة؟ وكذلك رئيسها الحالي الذي طالب بفصل البنين عن البنات في الدراسة، لا سيما في الصفوف المتقدمة من طفولة ومراهقة لأنها سنوات الاندفاع واللاوعي؟ أولم يفاخر بسعادة أنه هجر باقتناع تام منذ شبابه حانات الخمر لكي يقود بلاده إلى الصدارة وسيادة العالم؟
ليس في المجال الغربي فحسب نجد مثل هذا بل حتى في العديد من العواصم العربية رغم انفتاحها نراها تتمسك بقوانين الأخلاق وتنتهج أحياناً سبيل الصرامة في ذلك، ففي إحدى المدن العربية الكبرى التي يؤمّها السياح بكثافة نلحظ في بعض فنادقها لافتات معلقة تنهى عن زيارة النزلاء في غرفهم وتطالب بأن يتلقوا بهم في الصالات المفتوحة، كما روت لي إحدى السيدات الفضليات أنها كانت في يوم من أيام إجازتها حزينة لأمر يخصها، فانفصلت عن مجموعتها لكي لا يروا دموعها وانزوت في أحد الأركان الخلفية للفندق الكبير المشهور في تلك العاصمة، وحينما مرّ بها رجل الأمن سألها مستنكراً عن أسباب جلوسها وحيدة في هذا المكان المنعزل، وأمرها زاجراً أن تقوم فوراً من المكان، فلبّت الأمر وهي تحمل مشاعر الاحترام لمثل هذه الاحتراسات الخلقية رغم معاناتها الشخصية آنذاك.
أما عن (شرطة الآداب) في تلك البلاد وغيرها فحدث بلا حرج عن دورها القوي المتمكن الذي لا يخشى لومة لائم في أداء دوره الأخلاقي مع الجميع الكبير والصغير والمشهور والمغمور والرجل والمرأة على حد سواء، وقد أعطيت حق مداهمة جميع أوكار الفساد بقوة لا هوادة فيها، فما بالنا فنحن وقد امتدت يد البعض منا بالاعتداء القولي أو الفعلي على من نادى بسلوك طريق الورع والطهر؟
لذا فنحن نريد - كمجتمع صالح - تفعيلاً جديداً لهيئة حديثة تساهم حق المساهمة في الأمان الخلقي الاجتماعي عن طريق الإصلاح للباطن المتستّر قبل الظاهر الذي قد يكون محاطاً بالرقابة المباشرة وغير المباشرة، وذلك بأسلوب رسمي لا اجتهادي، بأن يطالب كل مستأجر لشقة مفروشة أو استراحة، أو نزيل فندق: أن تبرز المرأة التي برفقته بطاقتها الخاصة التي تثبت صحة هويتها الذاتية، وليس الاكتفاء بمجرد بطاقة العائلة التي قد تكون ستاراً وهمياً وادعاء كاذباً، فتكون هذه إحدى الفوائد الإيجابية للبطاقة النسائية، وكذلك لا يسمح لصبي أو مراهق بالسكنى مع رجل أكبر منه في خلوة غير متكافئة ومريبة. مع ضرورة مراعاة حسن اختيار أفراد الهيئة في ثوبها الجديد المعاصر، بأن تتوفر فيهم الصفات الضرورية الآتية:
أولاً: أن يكون جميعهم من الناضجين عمرياً لأن الصغير يكون في حال اندفاع وحماس قد يصلان لحد التهور.
ثانياً: أن يكونوا جميعاً على درجة من الوعي العلمي الديني، ولا يكتفى بمجرد النوايا الحسنة، حيث نريدها هيئة ترمز للوقار والهيبة لا للإرعاب والتخويف والتخوين.
ثالثاً: أن يكونوا من المشهود لهم بالحلم والتؤدة وحسن الخلق، وجميل القدوة.
لذا فإن دورنا جميعاً هو التعاون مع هذا المرفق العظيم، سواء أكنا مسؤولين أم رعية، لحماية مجتمعاتنا من التلوث الأخلاقي والصحي، لأننا إن لم ندعم هذا الأمر الإلهي الإصلاحي فسنرى أن عدد اللقطاء في ازدياد، والأوبئة الجنسية في اطراد، والخيانات العائلية في تكاثر، ولبئس الضياع.

(*) الأستاذ المشارك بكلية التربية للبنات بالرياض



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved