Saturday  12/03/2011/2011 Issue 14044

السبت 07 ربيع الثاني 1432  العدد  14044

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أصبحت على يقين تام بعد تطبيق نظام ساهر أن لكل مشكلة في الوجود حل أو حزمة من الحلول حتى ولو كانت مستعصية ومزمنة إلا مشكلة هذا النظام المرعب ساهر الكاسر.

لست ضد تطبيق هذا النظام وردع المتجاوزين والمتهورين متي ما جاء تطبيقه بصورة عادلة ومنصفة تأخذ في الاعتبار كل الظروف ومنها على الأقل القناعة بأنهم يتعاملون مع مواطنين ومقيمين في هذا البلد يعيشون وسط كم هائل من الظروف المادية الصعبة مع تدني رواتب الكثيرين وغلاء المعيشة ونظام الإعالة، إذ تجد فرداً واحداً يعول أكثر من أسرة ثم تأتي مخالفات ساهر على خلفية تجاوز للسرعة المحددة بستين أو سبعين بكيلومتر واحد فقط فتجهز على بقايا ما يملك من مال إن كان قد بقي لديه مال.

تحديد السرعة بالصورة المعمول بها حالياً غير منطقي ولا يتماشى مع الواقع. كيف تستطيع تطويع سيارتك لتسير بسرعة 60 كم في شارع طويل وفسيح وهي مصممة لتسير بسرعة تتجاوز مائتي كيلومتر في الساعة يعني وأنت ترفع قدمك يصل مؤشر السرعة إلى الحد الأقصى؟ إذن لماذا لا يتم التجاوز عن السرعة القصوى بنسبة لا تقل عن20%من السرعة المقررة؟

صاحبي الذي صعقته كاميرات ساهر «الغادرة» بمخالفتين صريحتين في بدايات تطبيق النظام لأنه تجرأ وتجاوز السرعة في المرة الأولى بأربعة كيلومترات وفي المرة الثانية بثلاثة كيلومترات قرّر أن يخوض تحدياً قوياً مع كل كاميرات ساهر المزروعة داخل السيارات الرابضة على الأرصفة الجانبية أو المختبئة خلف الأشجار. وحقق بالفعل رقماً قياسياً في الصمود والتصدي والوقوف بشموخ الكبار أمام كل محاولات السائقين المتهورين لجره ودفعه بخبث ليقع فريسة سهلة أمام عيون كاميرات ساهر. تمكّن على مدى أربعة أشهر أن يفلت من كل الكمائن وحالات التربص وحقق استقراراً نفسياً ونماءً اقتصادياً جاء على خلفية سلامة جيبه من المخالفات التي تهطل كزخات المطر على الآخرين. وبكل سعادة بوضعه المستقر راح ينقل تجربته الناجحة من وجهة نظره للآخرين كي يستفيدوا منها فقد أصبح يعرف كل خبايا ساهر وهو ما أهله أن يكون خبيراً محترفاً في الأنظمة المرورية. لقيت هذا الصاحب الطيب الأسبوع الماضي وفي وجهه لمسة من الحزن وكأنه يعيش حالة انكسار سألته ما أخبارك مع ساهر؟رد علي بامتعاض اسكت يا رجل تلقيت أمس رسالة مخالفة ومعها عرفت أن هذا الساهر ليس له حل! ومعها أعلن استسلامه وفوّض أمره إلى الله.

ساهر صار حديث المجالس والشغل الشاغل لكل الناس. لم يصبح نظام جباية فقط ولا نظام ضبط مروري يحد من تهور السائقين. ساهر تحول إلى بعبع مخيف زرع القلق داخل النفوس. الكل صاروا في حالات ترقب للقادم المجهول من الرسائل المنتظرة وهي أسوا شيء ينتظر.

قد تستيقظ صباحاً على وقع رسالة تزيد من ضربات قلبك خوفاً من أن تحمل تبليغاً بمخالفة أو تأتيك لحظة دخولك للمكتب أو وأنت تتناول وجبة الغداء لتسد نفسك بقية اليوم. وتجلب لك الهم والنكد! هل لاحظتم تأثير ساهر النفسي الخطير؟ آثاره مادية أولاً ونفسية ثانياً واجتماعية ثالثاً.

أطلب من أخي العزيز العميد عبد الرحمن المقبل، ولدعم قبول تطبيق النظام اجتماعياً إعادة النظر في السرعات القصوى المحددة داخل المدن فهي نقطة الجدل والخلاف وما عداها يهون.

Shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
ساهر ما له حل!
د. عبد الرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة