Wednesday 02/10/2013 Issue 14979 الاربعاء 26 ذو القعدة 1434 العدد
02-10-2013

التخلص من غبن السنة التحضيرية

هي ليست المرة الأولى التي نكتب فيها عن السنة التحضيرية، والتي تبنتها الجامعات السعودية بشكل جماعي، مقلِّدة لبعضها البعض دون وجود دراسات ورؤية تخص كل جامعة بذاتها. كما هو حاصل في كثير من القضايا الجامعية.

إحدى أهم الملاحظات على السنة التحضيرية يأتي من المستفيدين منها، حيث هناك إحساس عام بالغبن وربما عدم العدالة الذي يشعر به الطلاب والطالبات المستجدون بالجامعات، لأنها قد تقودهم أو تجبرهم إلى الالتحاق بكلية أو تخصص لم يكونوا يرغبونه عند دخولهم الجامعة، أو حتى حرمانهم من التعليم الجامعي بتضييق الخيارات أمامهم.

يسأل الطالب؛ أبعد اختبارات الثانوية والتحصيل والقياس والقدرات والمقابلات وغيرها أجد نفسي وكأني أبدأ مرحلة جديدة هي التي تحدد مساري الجامعي وليس كل ما سبق من اختبارات وجهد في تحصيل نتائجها؟ لماذا كل هذه الاختبارات طالما معدل السنة التحضيرية هو من سيحدد تخصصي وكليتي ومستقبلي؟ فكرة السنة التحضيرية من وجهة النظر الأكاديمية ليست سيئة، ويرى البعض أن أغلب مكوناتها موجود بالجامعة حتى قبل أن تسميها تحضيرية، وبالتالي هي قضية ترتيب المواد الدراسية وربما الإضافة عليها بحيث تكون مواد السنة الأولى أشبه بالإعداد العام للطالب للسنوات الأكاديمية التالية.

سنؤجل التفصيل في مكونات السنة التحضيرية ونركز هنا على طرح فكرة لطريقة القبول بالجامعة لا تسبب في حرمان الطالب من اختيار كليته/ تخصصه الجامعي عند الالتحاق بالجامعة مباشرة.

وفي نفس الوقت يتيح المجال للبعض الأقل حظاً من التنافس من خلال السنة التحضيرية.

بغض النظر عن المكون الأكاديمي لما يدرسه الطالب بالسنة الأولى وهل يسمى تحضيرية أم لا، اقترح أن تتاح الفرصة للطالب لاختيار كليته وتخصصه، إن أمكن، طالما تنطبق عليه شروط القبول لتلك الكلية أو التخصص.

وربما أضيف بأن تقبل الكلية ما نسبته 90% من قدرتها الاستيعابية مباشرة بعد الثانوية وقبل بدء السنة الجامعية الأولى والتي تُسمى تحضيرية.

هناك طلاب معدلاتهم أقل أو أنهم يصرون على كليات معينة وليس لديهم الدرجات التي تؤهلهم لذلك أو أنهم لا يدرون بعد ما هو التخصص الذي يريدونه.

هؤلاء الطلاب نسجّلهم كطلاب جامعة وتتاح لهم الفرصة خلال السنة الأولى أو التحضيرية لإثبات قدرتهم للالتحاق بالكلية التي يرغبون.

تذكَّروا أن كل كلية سيبقى لديها طاقة لاستيعاب ما نسبته 20 أو 10 في المائة وفق النقطة الأولى.

الخلاصة هي أنه من حق الطالب المتميز أن يختار تخصصه أو كليته عند التحاقه بالجامعة مباشرة ومن حق الطالب الأقل حظاً أن يمنح فرصة أخرى للمنافسة على مقعد أفضل ومن حق الجامعة أن تتأكد من قدرة الطالب الضعيف على السير في الدراسة الأكاديمية.

وهنا نحن نحقق مختلف الرغبات بأكبر قدر ممكن من العدالة والحفاظ على حقوق الطلاب، وعالجنا أهم مشكلة تخلقها السنة التحضيرية والمتمثلة في قبول جميع الطلاب في السنة التحضيرية دون معرفة الكلية والتخصص الذي قد يواصل به الطالب دراسته بعد تلك السنة.

هناك أفكار أخرى يتم تداولها كبديل للسنة التحضيرية، كما أن هناك تساؤلات حول مكوناتها وطريقة تدريسها.

ربما نستعرض ذلك في مقالات قادمة.

malkhazim@hotmail.com

لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

 
مقالات أخرى للكاتب