Tuesday 08/10/2013 Issue 14985 الثلاثاء 03 ذو الحجة 1434 العدد
08-10-2013

التنسيق السعودي المصري تعزيز للقوة العربية

بعد يوم من احتفالات الذكرى الأربعين لانتصار 6 أكتوبر حل الرئيس المصري المستشار عدلي منصور ضيفاً على الشعب السعودي وخادم الحرمين الشريفين.

توقيت الزيارة جاء ومصر لا تزال تحتفل بالانتصار الذي جسد الوحدة العربية الحقيقية، التي أعادت الهيبة والاعتبار للقوة العربية وإرادة أبنائها، فكلنا يعلم أن إرادة التحرير للأراضي العربية المحتلة آنذاك جرى الإعداد لها من قِبل قادة مصر والمملكة العربية السعودية وسوريا والأردن والمغرب والجزائر والعراق والكويت والسودان، وحتى الدول العربية التي لم ترسل جنوداً كانت لها مواقف مساندة.

المؤرخون لتلك الحقبة يذكرون أن قرار الحرب اتُّخذ بتفاهم تام بين الرئيس المصري آنذاك محمد أنور السادات والملك فيصل بن عبدالعزيز - يرحمهما الله - وأن السادات طلب من الملك فيصل أن يخبر حافظ الأسد بالموعد، ويطلب منه المشاركة في التنسيق لمعركة التحرير. يومها قاد الرئيس السادات المعركة الحربية، فيما حصن الملك فيصل قرار السادات، وعززه بمعركة سياسية اقتصادية؛ إذ استعمل لأول مرة قرار وقف تصدير النفط دعماً لمعركة التحرير. وقرار الملك فيصل الذي انضم إليه قادة آخرون، في مقدمتهم الشيخ زايد آل نهيان - يرحمه الله، أحدث صدمة سياسية اقتصادية، أوضحت للعالم أجمع أن العرب إن توحدوا فهم قوة عسكرية وسياسية واقتصادية لن تقهر، وهذا ما حصل في 6 أكتوبر؛ إذ أعاد الجيش المصري ومن شاركه من جيوش عربية، حتى وإن كانت رمزية، الهيبة والاحترام للعرب، وأظهر موقف الملك فيصل قدرة العرب على اتخاذ قراراتهم دون ضغط أو خوف، وهو ما عزز الانتصار العربي، وجعل له أبعاداً سياسية واقتصادية مؤثرة.

اليوم يتكرر (التماسك العربي)، فوقوف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت والبحرين والأردن مع الإرادة الشعبية في مصر لإنهاء الوضع الشاذ الذي كان سائداً في عهد نظام محمد مرسي عزز الإرادة العربية، ودعم القرار المستقل؛ لأن الإرادة الشعبية المصرية دعم للإرادة العربية، فقد تكشفت الأحداث أن مصر كانت مستهدفة، وأن الخطط كانت تسعى إلى إلحاق مصر بسوريا والعراق، وتحويلها إلى دولة فاشلة، لتنفيذ مخططات هدم القوة العربية وتفتيت الدول العربية القوية إفساحاً للقوى الطامعة التي تعمل على تكوين إمبراطوريات عنصرية ومذهبية على حساب الدول العربية؛ ولهذا فإن موقف المملكة العربية السعودية الداعم لمصر في مسيرة التغيرات وإجهاض المؤامرات المحاكة ضدها هو تحصين لكل العرب، وهو ما ينعكس إيجابياً على الجميع، بما فيها المملكة ودول الخليج العربية؛ ولهذا فإن موقف المملكة مع مصر هو الموقف الصحيح والواجب اتخاذه؛ ولهذا فإننا نستقبل المستشار عدلي منصور في بلده أملاً بإضافة بنى جديدة لتعزيز التنسيق والعمل المثمر للقوة العربية، ولا ننظر إليها كزيارة شكر أو رد للجميل كما ذُكر في بعض الصحف المصرية.

jaser@al-jazirah.com.sa

 
مقالات أخرى للكاتب