Friday 18/10/2013 Issue 14995 الجمعة 13 ذو الحجة 1434 العدد
18-10-2013

العيادة المصغَّرة ضرورة في المنتجعات

الدولة أعزّها الله اهتمت بالمواطن في جميع مناحي الحياة ومن أولوية هذا الاهتمام، الاهتمام بالجانب العلاجي والوقائي الصحي لذا نجد ميزانية وزارة الصحة تأخذ الجانب الأكبر من ميزانية الدولة لحرص خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- بأن تشمل مظلة الرعاية الصحية سكان كل مدينة ومحافظة وقرية وهجرة بحيث يأخذ كل مواطن حقه في الرعاية الصحية سواء كانت وقائية أو علاجية لذا افتتحت أكبر المستشفيات منها العامة أو التخصصية وجلب له العاملين من الأطباء الاستشاريين سواء كانوا سعوديين أو متعاقدين من الخارج إلى درجة أن الدولة تتكفّل بعلاج من لا يتوفر له علاج في الداخل بعلاجه في الخارج إلا أنني لاحظت أثناء وجودي بالمنطقة الشرقية أثناء إجازة عطلة عيد الفطر المبارك حين زرت أحد المنتجعات المقامة على المرتفعات الرملية برفقة أسرتي والتي تتميَّز بالمناظر الجميلة والجو المنعش وتمتعنا متعة لا تُوصف في هذا الجو الرائع الذي ينافس بعض المنتجعات التي تُوجد في بعض الدول العربية.

وكم تأثرت حين وقع طفل في التاسعة من عمره لإحدى الأسر في المنتجع على صخرة وسالت من رأسه الدماء ولم تجد الأسرة أي إسعافات أو حتى إسعافات أولية في المنتجع الذي كنا فيه واضطر الأب أن يلف عليه بعض القماش حتى يوقف الدم الذي يسيل من رأسه وقد ذهب به إلى أقرب مستشفى الذي يبعد حوالي 40كيلو متراً تقريباً.

عندها تساءلت ماذا لو كانت هذه الوقعة أشد وكانت الإصابة أكبر ماذا كان سيفعل أبوه؟ من يسعف المواطن أو أحد أفراد أسرته إذا سقط من على الصخور وأقرب مستشفى على بعد 40 أو 50 كيلو متراً؟ من يغيث من أصابه مغص في بطنه أو حتى مساعدة امرأة تمشي على الشاطئ وقد جاءها المخاض.

إن وجود عيادة مصغَّرة للإسعافات الأولية تابعة لوزارة الصحة أو الهلال الأحمر وسيارة مجهَّزة لنقل المصابين إلى أقرب مستشفى مع إعطائهم العلاج اللازم حتى يصلوا إلى المستشفى هو أمر ضروري ليس فقط من أجل المنتجع في حد ذاته وإنما أيضاً لتنشيط السياحة بشكل عام والمحافظة على أرواح الناس.

والدولة أعزها الله كما ذكرنا تنفق البلايين على المستشفيات والعيادات الطبية ولكن يبقى التخطيط الجيد والاهتمام بالمناطق السياحية التي يذهب إليها المواطنون في فترة الصيف وليس لديهم أي استعدادات طبية أو إسعافات أولية.

فهل نبخل على السائح الداخلي والمواطن الذي فضَّل قضاء فترة الصيف في أحد المنتجعات داخل وطنه بدلاً من السفر إلى الخارج، هل نبخل على هذا المواطن الذي لديه انتماء لوطنه بأبسط الخدمات الصحية الأولية والإسعافية؟

إنها دعوة صادقة للالتفات لهذه الأماكن السياحية بالخدمات الصحية وغيرها من الخدمات، بل بالعكس المفروض أن تكون أفضل الخدمات هي تلك التي تُؤدى للسائح الداخلي تشجيعاً له على تفضيله قضاء إجازته داخل ديرته بدلاً من الذهاب للخارج لينفق الأموال الطائلة ويتحمَّل عناء السفر من مشقة وتعب.

أما أنا فقد قمت بالنزول لأقرب صيدلية للمنتجع واشتريت حقيبة إسعافات أولية تتوفر بها بعض الإسعافات الأولية البسيطة من مسكِّن للمغص ومسكِّن للصداع وأربطة وشاش. وإنني أوجه نداء لوزارة الصحة بأن تهتم بالمنتجعات التي يذهب إليها الناس في مناسبات الأعياد والإجازة الصيفية؛ بأن توفر عيادة مصغّرة مؤقتة مع سيارة إسعاف يتبع العاملون فيها من طبيب وممرض ومسعف لمنطقة الشئون الصحية التي يقع فيها المنتجع وهذا مما يشجع الناس على الذهاب إلى هذه المنتجعات.. والله من وراء القصد، وكل عام وأنتم بخير.

- عضو هيئة الصحفيين السعوديين

 
مقالات أخرى للكاتب