Sunday 20/10/2013 Issue 14997 الأحد 15 ذو الحجة 1434 العدد
20-10-2013

حادث وفاجعة الياسمين العبرة والمخاوف!!

فجع سكان شمال الرياض فجر اليوم الجمعة بالحادث المروري في الياسمين، وتجرع أسرة الدحيم الكريمة مرارة الفقد الموجع لابنهم وأخواته الأربع سائلين الله لهم المغفرة والرحمة ولأهلهم بالصبر والسلوان، وأن يربط الله تعالى على قلوبهم ويثبتهم والذين فاضت أرواحهم جراء حادث مؤسف.

إن هذا الحادث المفجع والمؤسف يجعلنا نتوقف أمام مخاوف ومطالب من موقعه الذي حدث فيه، فأول ما يلفت الانتباه أن الحادث وقع في أحد الدوارات

(دوار تقاطع شارع أنس بن مالك مع طريق الملك عبدالعزيز) وهو من الدورات التي كثر الحديث عن عدم جدواها وخطورتها في ظل عدم المراقبة الأمنية لها ومع وجود سائقين كثر عندنا لم يتدربوا على احترام حق الطريق، بل يرون أن الطريق ملكهم وحدهم، وهم فقط من يملكون حق المرور في أي اتجاه وأي وقت، وعلى الغير أن يتوقفوا تماما لأجلهم، ما يعني أن نجاح تلك

الدوارات تكون لدى من يحترمون الطريق ويعرفون بعقوبة التعدي على الغير وألا تساهل مع أدنى الأخطاء.

قد يرى البعض في الإشارات حلا كما حدث في بعضها، وهي وإن كانت حلا فوريا بوجود الكاميرات، لكن العارفين بلغة الطريق يرون أنها على المدى الطويل ستعيق المرور خاصة مع ازدحام الناس، ويرون أن الأنفاق والكباري هي الحل الأمثل الذي كان يفترض تنفيذها من الأساس قبل ازدحام المنطقة كما الآن!! خاصة أن ضرورة النفق حتمية في المستقبل مع توسع الرياض المتسارع فالمشكلة الأزلية لدينا أنه ومع تزاحم الناس وحدوث الأضرار يأتي وقت التصحيح بعد استنفاد الحلول المسكنة من إشارات ودوارات لنفيق على ضرورة الحلول الجذرية وحين يبدأ وقت التصحيح تزيد الأضرار والازدحام وحرب الأعصاب، وبالتالي وقوع الحوادث والكوارث ولعل إطلالة قصيرة لشوارع الرياض يدرك ما أقوله وقاله وكرره الكثيرون بعد معاناة بالطبع ويصدق فينا المثل الغربي الذي يقول الذي يأتي أخيرا يأتي قليلا!!

الشيء الملفت أيضا والمثير للأهمية أن هناك من يقودون سياراتهم بسرعة جنونية مستهترين بحياة الناس وغير آبهين بالعقوبة الأمنية، فالعقاب لابد أن يكون رادعا لكل مستهتر في كل الأحوال لتكون عقوبة رادعة أمام المستهترين من قائدي السيارات لمنعهم من القيادة وسحب رخص القيادة منهم حين يتسببون في وفاة أحد ما فالعقوبة تكون صارمة.

أكرر دعواتي للمتوفين رغم عدم علمي بالأسباب الحقيقية التي ساهمت في وقوع هذا الحادث المؤسف من جانب (الطرف الآخر) متمنيةً لشبابنا بالهداية وأن يبعد عنهم كل مكروه وأن يعين كل من يتحمل مسؤولية المجتمع ويبصرهم بدورهم وواجباتهم.

 
مقالات أخرى للكاتب