Monday 21/10/2013 Issue 14998 الأثنين 16 ذو الحجة 1434 العدد
21-10-2013

غيِّر حياتك في (30) يومًا

ومضة

عش كل لحظة وكأنها آخر لحظة في حياتك، عش بحبك لله سبحانه وتعالى، وبالتطبع بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسَّلام، وبأخلاق الرسل والأنبياء والأولياء الصالحين، عش بالعمل والكفاح، عش بالفعل والالتزام، عش بالصبر والمرونة، عش بالحب والعطاء، وقدِّر قيمة العطاء، وقدِّر قيمة الحياة...

يستهل الكاتب والمفكر د. ابراهيم الفقي كتابه (غيِّر حياتك في 30 يومًا) بأن يتعهد القارئ أمام الله سبحانه وتعالى، ثمَّ أمام نفسه، بأن يستخدم ما في هذا الكتاب لكي يحدث التغيير الذي يريده في حياته، وأن يلتزم بمدة هذا التعاقد وهي (30) يومًا، وأن يستخدم المهارات التي سوف يكتسبها من هذا الكتاب لمساعدة أكبر عدد ممكن من الناس.

وفي مقدمته يُوضح أن الإنسان لكي يحدث تحوَّلاً في حياته لا بُدَّ أن يَرَى الأشياء بطريقة مختلفة، فيتعلم من الماضي ويقبله، ويحوّله إلى مهارة وخبرة، ليكون عونًا له في حياته. وأن يكون دائم البحث عن الحكمة، فهي ضالة المؤمن، وهي البصيرة التي تحدث توسعًا في الآفاق، وتعطي إدراكًا يجعل الإنسان يَرَى الأمور بطريقة أفضل، تغيّر أفكاره، وتحسن تركيزه، فترتاح أحاسيسه، وتتوازن تصرفاته.والحكمة توجد في أيّ شيء، في إصرار النملة والتزام العنكبوت، في انطلاق الصقر وتغريد العصافير، في دفء الشمس وحرارتها، في ابتسامة الطفل وبراءته.. الحكمة موجودة حولنا وفي كلِّ مكان.. في الطّبيعة، في المواسم وتغييرها وتتابعها، في اختلاف اللَّيل والنهار، في أنفسنا، في كلِّ كلمة، في كلِّ نظرة، في الشهيق والزفير، في التأمَّل...

وفي هذا الكتاب يقدم لنا الكاتب - الذي كان يُعدُّ نفسه تلميذًا في مدرسة الحياة - خلاصة لأقواله التي ساعدت عشرات الآلاف من الناس على التغيير، وتحقيق الأهداف، والاتزان في الحياة، والوصول إلى النجاح المتزن بين الدنيا والآخرة إن شاء الله. وعند فهم هذه الأقوال ودراستها وتنفيذها، سترى بنفسك التغيير الإيجابيّ الذي تريده في حياتك.

وقد أورد الكاتب (15) قولاً وحكمة، لكي يحصل القارئ على أفضل استفادة منها، فعليه اتباع إستراتيجية اليوم الأول والثاني التي وردت في الكتاب. فاليوم الأول لإدراك الحكمة والفعل الداخلي، واليوم الثاني للفعل الإستراتيجي. وهذه الأقوال هي:

* نرى ما لا نريد، ونريد ما لا نرى، فنفقد قيمة ما نرى، ونضيع في سراب ما لا نرى، كن حريصًا على ألا تفقد قيمة ما ترى.

* لولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى.

* هناك أشياء وأشخاص وحتى أجزاء منا تسير معنا في رحلة حياتنا لغرض محدد، ولفترة محددة، وليس لمصاحبتنا طوال الرحلة.. لذلك حان الوقت أن تدعهم وشأنهم، وأن تأخذ مسؤولية حياتك، وتركز على نفسك وتنمي قدراتك، وأن تضع قواعد جديدة لحياتك، وأن ترتبط أكثر وأكثر بالله سبحانه وتعالى.

* هناك أوقات نشعر فيها بأنها النهاية، ثمَّ نكتشف أنها البداية. وهناك أبواب نشعر بأنها مغلقة، ثمَّ نكتشف أنها المدخل الحقيقي.

* عندما لا تعرف ماذا تفعل يبدأ عملك الحقيقي، وعندما لا تعرف أيّ طريق تسلك تبدأ رحلتك الحقيقية... لأنه سيمر عليك وقت صعب لن تعرف فيه ماذا تفعل أو كيف تفكر أو أيّ طريق تسلك، فلا تجزع ولا تقلق، فهذه لازمة لكي يبدأ عملك الحقيقي لكي تدرك قدراتك الحقيقية، لكي تستخدم إمكاناتك ومصادرك، لكي توقظ المارد النائم داخلك، لكي تحقق أهدافًا لم تتوقع أنك تستطيع تحقيقها، لكي تعيش الحياة التي خلقت لتعيشها بإذن الله.

* لولا تحدِّياتي لما تعلمت، لولا تعاستي لما سعدت، لولا آلامي لما ارتحت، لولا مرضي لما شفيت، لولا فقري لما اغتنيت، لولا ضياعي لما وجدت، لولا فشلي لما نجحت، لولا إدراكي لما أصبحت.

* ما تراه في حياتك الآن ليس إلا انعكاسًا لما فعلته في الماضي، وما ستفعله في المستقبل ليس إلا انعكاسًا لما تفعله الآن.

* حياتنا مشغوله بخلافات غير ضرورية، لأن عقولنا مملوءة بأفكار غير ضرورية، لذلك نعيش حياة بلا معنى... وفي الحقِّيقة غير ضرورية..

* من الممكن أن نفقد ما نخاف أن نفقده.

* عندما نلوم الآخرين نصبح ضحاياهم، ونبرر تصرفاتنا تجاههم، ونعطيهم جزءًا منا ومن لحظات حياتنا التي من الممكن أن تكون الأخيرة.

* ما كان يبدو مؤلمًا وجدته مريحًا، وما كان يبدو محزنًا وجدته مفرحًا، وما كان يبدو صعبًا وجدته سهلاً، وما كان يبدو فشلاً وجدته نجاحًا، وما كان يبدو مظلمًا وجدته مشرقًا، وتعلمت ألا أنظر إلى الأمور من ظواهرها.

* عندما نفقد الأمل نفقد الرغبه، وعندما نفقد الرغبه نفقد الرؤية، وعندما نفقد الرؤية نفقد الحياة، ونعيش تائهين في سراب الألم.

* عمل من دون أمل يُؤدِّي إلى ضياع العمل، وأمل من دون عمل يُؤدِّي إلى خيبة أمل، فسعادة الحياة تجدها مع الأمل، وروعة الأمل تجدها في العمل.

* ما يعيش في قلبي ويسري في عروقي ودمي ويسيطر على فكري ووجداني يجب أن يخرج للحياة.

* ما تجنيه ليس إلا ما قررت أن تعطيه... فما تزرعه تحصده من نفس نوعه، ولا يمكن أن تحصد إلا ما تزرع، فإذا أردت حبًّا يجب أن تزرع حبًا، وإذا أردت سعادة يجب أن تزرع سعادة... وهذا هو صدى الحياة.

يُعدُّ هذا الكتاب رحلة مسلية تبحر في أعماق النَّفْس البشرية، وتكشف أسرار الحكمة واستخدامها في حياتنا اليومية، والأهم من ذلك هو ربطها أكثر بالله سبحانه وتعالى، كما أنها تساعدنا على تحقيق الأهداف لنترك بصمة تدل على أننا عشنا يومًا ما على هذه الأرض فنساعد أكبر عدد ممكن من الناس أثناء حياتنا وبعد مماتنا.

وكان ختام الكتاب بعبارة رائعه تحمل كمًا هائلاً من الإيجابيَّة والأمل والتفاؤل والقوة وهي: أنت أكبر وأقوى مما تتخيل، ثمَّ الدُّعاء من القلب للقلب لكل القراء بأن يجعل الله أيامهم سعادة... فشكرًا لكاتبنا الفاضل عليه رحمة الله.

الرياض

 
مقالات أخرى للكاتب