Thursday 31/10/2013 Issue 15008 الخميس 26 ذو الحجة 1434 العدد
31-10-2013

السامي سامي .. وإعلام الخوالف والقواعد

لم تعرف الكرة السعودية في ماضيها العتيق وحتى حاضرها الذي نسأل الله له غايات الجمال ومقتضيات الكمال، لم تعرف الكرة السعودية عبر تاريخها سوى (نجمين) استحقا لقب (الأسطورة).. هما النجمان الكبيران سامي بن عبد الله الجابر وماجد أحمد عبد الله، وقد قدمت أصغرهما سناً لأنه يتفوق على الآخر لكونه يحمل بجانب لقب الأسطورة أفضلية مُقتضى مفردة (الأذكى) عند مقارنتهما ببعض كما يحلو لإعلام (الخوالف والقواعد) هذه الأيام.

مفردة الذكاء التي جعلت من هذا السامي مالئ الدنيا وشاغل الناس حتى اليوم، فلم يتفرغ للتنظير عبر شاشات (ثبّت وأنا أشوت) ويدّعي خدمة الكرة السعودية كما هو حال أهل الشِقاق والنِفاق ومساوئ الأخلاق.

قلت ذلكم الرأي وأنا في (ريعان الصبى) وأنا الأهلاوي الذي تأذّى من أهداف السام التي أدمت شباك عشقي الأهلي، ولا أنسى نهائي 1416هـ الذي تراءت لي نجوم الليل صبيحة يوم أجبرني فيه الفذ السامي على النوم المبكر، الذي لم أعتده إبان دراستي بجامعة الملك سعود.

وقلت ذات الرأي عن الأسطورة ماجد، وقد أرانا أبا عبد الله (سواد الليل) سنين وسنين كأهلاويين، وهنا أذكر أن رأيي في هذين النجمين الكبيرين لم يختل أو يختلف أو يصيبه داء (التصنُّع).. قلته - كما أسلفت - وأنا في ريعان الشباب (منذ العام 1418) بالمدينة والملاعب وعالم الرياضة والرياضية وما زلت أؤكده حتى اليوم ببيتي ومكان إقامتي بين عمالقة الإعلام الرياضي منذ العام 2009م وحتى اليوم جريدة الجزيرة.

وما زلت أردد ذلك الرأي وقد (شارفت ع الأربعين) أردده بحيادية لا تقبل الجدل، وبشجاعة يفتقدها الكثير من الكُتّاب، هذا، وإن كُنت غير محبذٍ للعودة لهكذا سجال لا يخدم - برأيي المتواضع - قادم الكرة السعودية طالما لم يخدمها في سالف عصرها الذهبي التليد.

إلا أن هنالك (إعلاماً بليداً) بدأ يقذف بل ويرمي ويعترض طريق الناجحين ما أمكنه مسلكه البغيض، هكذا، دون حسيب أو رقيب، ذلكم بعد أن قام بدوره (البليد) في إسقاط (كرة وطن) وعلى طريقة (يقتل القتيل ويمشي في جنازته) بات أكثر المتباكين اليوم يذرف (دموع التماسيح) على أطلال إنجازات لو كان له من الأمر شيءٌ لقضى حتى على تلك الأطلال.

إعلام يقوم على تصدر مشهده البائس بعضٌ من الخوالف من الرجال والقواعد من شقائق الرجال ممن يريدون قسراً جرّ كرتنا ومنجزاتنا إلى حيز ضيق، بل وشديد الضيق، كون مضرمي نار (الفتنة) فيه هم طفيليو إعلام (الإثارة الرخيصة) ودُمى (الهشك بشك) رواد الرقص ودق الطبول وإجادة الخاص من الفنون، كالنقازي (الساري والدحة) وصاحب الطرب والدندنة، والأعاجم، الذين لا يفقهون القول بخطورة ما يطرحون من قضايا حتى وإن خاطبت اليعربي منهم قبل (الأعجمي) بلسان عربي مبين.

قلت سابقاً وفي هذه المساحة لأبي عبد الله (الأسطورة الأذكى) السامي السام سامي إنني شخصياً أنظر لامتداد منجزك (كنجم بمرتبة سفير كرة وطن مُشرف فوق العادة) خدم رياضة الوطن بما لم يقدمه مثلاً من (يهرف اليوم بما لا يعرف) ممن أصابه داء (السُعار) ضد سامي اللاعب مبكراً وليزداد سُعاره حين عودته كمدرب..!

الامتداد (الأذكى) الذي زاد الفجوة بين أي مقارنة سابقة أو لاحقة، امتدادٌ أغضب حساد الذئب وأصابهم في مقتل.. فجعل من - لا يُجيد تركيب جملتين على بعض - يظهر كمحلل يبث سمومه تحت جُنحة لاعب سابق، بعد أن أيقن أن لا تاريخ له من غير سوابق أخرجته خارج أسوار ناديه بأمر الرمز الراحل، سوابق حري بصاحبها أن تجعل منه يتوارى عن الأنظار دهوراً (لو) كان في قلبه أو.. في وجهه ذرة حياء.

ولمِِا سبق لم أعجب وقد تكرر ذات (السُعار) غير مرة، إلا أنني عجبت لقول (الشايب الشريان) ولغة (تهكمه) على أسطورة العرب الأذكى الفذ (سامي)، لكن ما لبثت أن هدأت سريرتي (قبل أن أقول في نفسي وش ذا الحتسي يا شايب وش دخّلك بحتسي الشباب)، حين حمل مقطع (اليوتيوب) معالم وسحنات الإعلام الأصفر الذي بات يتمركز في مفاصل الإعلام المرئي تحديداً، فلا تنطلي ترتيباته المُسبقة إلا على جمهور (طيب)، جمهور واع ما زال ينتظر الجديد من ضيوف على شاكلة (المحتقن) الذي كما ذكرت لا يُحسن تركيب جملتين صحيحتين على بعضهما خلاف الماركة المسجلة باسمه حين يهذي أو.. يهرف بما لا يعرف.

للجماهير السعودية الواعية على اختلاف ميولها أقول: ادعموا (مدرب المستقبل) الذي بات يلقى التقدير والإشادة بل والمفاخرة بإنجازاته خارج الوطن.. ثم للهلال ولجمهوره العريض الذوّاق أقول (ادعموا سامي)، فوالله الذي لا إله غيره، ما ضر حُساده إلا تميز فريقه وعلو كعب مدربه (المشروع الوطني المنتظر).

ادعموه ودعوكم من ترهات (إعلامية ساذجة) تنثر هنا أو هناك لا تقيم وزناً لقيمة وطنية بقينا نراهن على استمرار عطائها خارج المستطيل الأخضر بتميز يُنبئ بمستقبل باهر للمدربين الوطنيين وللمواهب الفذة التي كل ذنبها تميز رجالها، رجال الأفعال لا الأقوال.

شخصياً قلت رأيي الذي بدأت به مساحة (بصريح العبارة).. رأي حُر ألقى الله به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ذلكم وإن كانت الكتابة في الشأن الرياضي لا تستوجب الحرص ومراعاة (أمانة القلم) للأسف عند الكثير ممن امتطوا صهوة جواد الإعلام الرياضي بمنابره المتعددة، أما وأنني عاهدت ربي - جل شأنه - ألا أكتب إلا ما يمليه عليّ ضميري وأن أكتب فيما يخدم الصالح الرياضي والشبابي العام ولا ألتفت لجارحة (ميول) أو نزوة تحدٍ كاذبة لواقع كروي مؤلم يلعب الأثر الأكبر في أوجاعه.. إعلام الكذب والتزييف الشاحب شديد الصُفرة.

أخيراً، وإن كنت لا أرجو أن أعود لطرح قضايا لا تهم إصلاح شكل ومضمون رياضتنا بالقدر الذي أرجوه حقيقة من دعم مدرب وطني أجبر القاصي والداني على احترام عمله بعد أن حقق على أرض الواقع ما لم يحققه غيره كمنجز أسطوري يحافظ عليه بـ (ذكاء) وأتوقع وأرجو له شخصياً كل التوفيق بعيداً عن كون هذا هلالياً وذاك أهلاوياً وآخر نصراوياً أو اتحادياً، فمصلحة رياضة الوطن فوق كل اعتبار وسامي دون أدنى شك أضحى (المَعلَم) الأكثر نضجاً وحرفية ومهنية وذكاء.. مَعلَم أسطوري حري بنا أن ندعمه كاتحاد كرة وجماهير على حد سواء.. أياً كانت ميولنا ذلكم إن أردنا الإنصاف أولاً، ثم ارتأينا تقديم صفحة بيضاء (للتاريخ)، صفحة ناصعة البياض في كتاب المدربين الوطنيين المنسي.

ضربة حرة:

إذا حان القضاء.. ضاق الفضاء.

مقالات أخرى للكاتب