Saturday 02/11/2013 Issue 15010 السبت 28 ذو الحجة 1434 العدد
02-11-2013

كيف نغرس الوعي التربوي والاجتماعي في نفوس التلاميذ

إن أهم عنصر في التربية أن تنهض المدرسة بالمجتمع علمياً وعملياً واجتماعياً وخلقياً، وأن تكون العلاقة بين التربية وتشكيل الوعي في نفوس أبناء الأمة علاقة وثيقة ومتى كانت التربية سديدة كان المجتمع سليماً وواعياً في تكوينه وعلاقاته، ولا شك أن الوعي في بلادنا قد تطور نتيجة التوجيه الهادف والتربية الواعية والإرشاد السليم، كما أن الصحافة والإذاعة والتلفاز تقدم الكثير من برامج الثقافة والتوعية والوعي وعلينا أن نبادر بالاستجابة نحو تلك التوعية لتحقيق الأهداف المنشودة من ذلك الدعوة إلى الاهتمام بالمرافق العامة فإذا استطاع كل واحد منا أن يحافظ عليها كما يحافظ على ممتلكاته وبيته فإننا نكون قد حققنا مزيداً من النجاح والتقدم.

والمرافق العامة هي المنشآت التي ينتفع الناس بها ويشتركون في الاستفادة منها من طرق ومدارس ومكتبات ومستشفيات وحدائق وغيرها مما يشترك في الانتفاع به جميع الناس ولذلك لا يجوز العبث بها لأنها للجميع يشتركون في الإفادة والانتفاع بها ويجب عليهم المحافظة عليها حتى تبقى سليمة تؤدي الغرض منها، وتظل عنوان وعي ورمز تقدم وتماسك ويجب أن ننظر إلى تلك المرافق نظرة اهتمام بها مع ضرورة المحافظة عليها لتظل تؤدي دورها في خدمة المجتمع؛ فالطرق كلما حافظنا عليها ستبقى صالحة للاستعمال فترة طويلة كذلك الحدائق فهي مظهر جمالي يستفيد الجميع منها، فإذا حرص كل فرد على صيانتها وعدم العبث بها بقيت زاهية جميلة، كذلك المدرسة يجب على الطلبة أن يحرصوا على أن تكون نظيفة وجميلة حتى تبقى تؤدي رسالتها التربوية فيما يعود بالخير والفائدة وتكوين الخلق والإحساس بالمسؤولية وروح التعاون وإعداد كل فرد للحياة الكاملة، كذلك الشوارع والمكتبات والمستشفيات والمساجد والمؤسسات وغير ذلك من المرافق العامة فهي أمانة في أعناقنا ويجب الحفاظ عليها لتبقى في تأدية رسالتها، كما أن العبث بها قضاء عليها ودليل على إماتة روح الإحساس وقلة الوعي والإهمال.

إن التربية الاجتماعية تسعى إلى تحقيق أهداف تربية الإنسان على تحمل المسؤولية الفردية والتعاون والتفاهم والأخوة والمحبة ومعاني الإيثار وغير ذلك من المبادئ الأخلاقية والفضائل السلوكية والوجدانية والاعتياد على كل خلق فاضل كريم.

وإن علينا نحن الآباء والمربين والموجهين أن نكون قدوة حسنة ومثالاً كريماً لأبنائنا وشبابنا ومجتمعنا وأن يتمثل ذلك في سلوكنا وتعاملنا ومحافظتنا على مرافقنا العامة وتجنب مساوئ ذلك. وجدير بكل فرد أن يكون نموذجاً صالحاً وقدوة حسنة لغيره في المحافظة على المرافق العامة وصيانتها لما لها من أهمية بالغة في حياة المجتمع وسعادته وأن نحرص على المزيد من الوعي من خلال وسائل التوجيه على اختلافها التربوية والتعليمية والإعلامية للوصول بالإنسان إلى أرقى درجات التقدم الحضاري فإن نجاح المجتمع يتوقف على نجاح الأفراد وحسن تربيتهم وتحقيق النمو الشامل المتزن المتكامل لشبابنا من جميع الجوانب، ولنجاح الفرد أثر كبير في نجاح المجتمع ورقيه ونهوضه.

- عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية

مقالات أخرى للكاتب