Tuesday 05/11/2013 Issue 15013 الثلاثاء 02 محرم 1435 العدد
05-11-2013

البنك القادم من «القبر السحيق»

كلنا سمعنا بذلك البنك الشهير القادم من الغرب. ولكن أن يقوم ذلك البنك الميت بملاحقة عملائه من القبر.. فهذا شيء لم نعهده من سيرة السابقين. حتى العاملين بحي «وول ستريت» الإمريكي بدأوا بوصفه بـ»الزومبي». فبعد مرور ما يقارب الست سنوات على انهيار أكبر بنك استثماري في العالم، لا يزال «جسد» ليمان براذرز يتحرك من قبره، مطالبا المستشفيات والجامعات بملايين الدولارات كأرباح غير محصلة !

ويسلط تقرير وكالة بلومبرج الضوء على تبعيات عملية الإفلاس. فقبل 6 سنوات، مُنح معهد بوك للأبحاث 2 مليون دولار من أجل إلغاء إحدى عقود المبادلات. ليتفاجأ المعهد البحثي، بعد مرور السنوات، بأن البنك يطالبه بـ12 مليون دولار، مضافا إليها الفائدة الربوبة والمقدرة ب4.7 مليون دولار ! وذكر التقرير في ثناياه أن ليمان لا يهتم بالعميل وهمه الوحيد مضاعفة أرباحه !

ولا تزال عقلية ليمان وشركة المحاماة التي تعاقد معها تظهر عزماَ في تحصيد أوراق الدولار الخضراء. حيث يقال إن شركة «ويلي قوتشال» تتحصل على 140 ألف دولار يوميا من جراء القضايا التي تفوز بها لصالح البنك الأمريكي. ويرجع سبب التعطش للمال هو أن المحامين يقع على عاتقهم جمع أكبر قدر من بيع الأصول من أجل التسديد لدائني البنك. وحتى يومنا هذا دفع البنك 47.2 مليار دولار للدائنين ويطمح بدفع 65 مليار بعد ثلاث سنوات. لاحظ أن أصول البنك الضخمة تأخذ مايقارب 10 سنوات لتسييلها !

وجاءت خسائر ليمان من المشتقات المالية التي اشتهر بها. والمشتقات عبارة عن أداة مالية يعتمد سعرها على سلعة واحدة أو أصول عدة. ومن أشهر أنواع هذه المشتقات هي العقود المستقبلية والخيارات. وللمعلومية فإن طلابنا المبتعثين للخارج، والذين يسعون للحصول على ماجستير في المصرفية الاستثمارية، يدرسون هذه العقود في الجامعات.

mkhnifer1@gmail.com ... تويتر: @MKhnifer1

مراقب ومدقق شرعي معتمد من (AAOIFI) ومتخصص في هيكلة الصكوك وخبير مالية إسلامية لصالح مؤسسات دولية متعددة الأطراف.

مقالات أخرى للكاتب