Tuesday 05/11/2013 Issue 15013 الثلاثاء 02 محرم 1435 العدد
05-11-2013

نحو إدارة تربوية واعية وتدريس متميز

يتأثر مستوى العملية التربوية بعدة عوامل بشرية ومادية ولكن دور الإدارة فيها هو العامل الرئيس، ومن معطيات التجربة الطويلة في التعليم يدرك المرء أهمية الإدارة التربوية الواعية القوية لما لها من دور تربوي في مجال التعليم والوعي بأهمية الإدارة ووظائفها في التوجيه والإشراف والقدرة على اتخاذ القرار والتخطيط والتنظيم والوعي والانضباط والحكمة والقدرة على الاحتواء وحسن تطبيق أساليب الثواب والعقاب والاطلاع على كل جديد ومفيد ومتطور في ميدان العمل التربوي والحقل التعليمي، فالعالم يتغير.

لقد كنت واحداً ممن تشرف بالعمل في هذا الميدان وعاصرت الكثير من الموقف التربوية على صعيد العمل الميداني حيث عملت مدرساً ومدير مدرسة ثانوية وفي الإدارة التربوية في جهاز الوزارة حيث رسم السياسيات ووضع الخطط والاختبارات والبرامج والكتاب المدرسي والتوجيه والإشراف الفني وغير ذلك من الأشياء اللازمة وتوجيه الجهود لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة.

إن الإدارة التربوية وخاصة المدرسية، تحتاج إلى وعي وفهم وعقل وحسن إدراك للأمور وإلمام بالبرامج والتعليمات والنظم والقدرة على تحمل الأعباء الكثيرة.. إنها مهمة سامية تقدم خدمات جليلة ذات صلة وثيقة بالمجتمع فهي تتعامل مع الآباء والطلاب والمعلمين والمربين وغيرهم فكل ما يجري داخل المدرسة من قرارات وبرامج وتوجيهات ونشاط وتثقيف وإصلاح له تأثيره وفاعليته داخل المدرسة وخارجها.

ولذا يجب أن نصطفي للإدارة المدرسية خير الرجال ثقافة وأدباً وسلوكاً واستقامة وقوة ونشاطاً، فهو يتولى وظائف تربوية مختلفة تتمثل في عناصر العملية التربوية، وهذا العمل يحتاج إلى الإداري المؤهل ولديه الخبرة والمعرفة والاهتمام ببناء العلاقات الإنسانية في توجيه العمل الإداري والتربوي وقدرته على تحقيق غاياته وأهداف.

إن التعامل مع الطالب ومع المدرس ومع الموجه التربوي ومع ولي الأمر يحتاج إلى وعي وفهم وعقل وصبر وعلم ومعرفة بكل جوانب من يتعامل معهم وما يؤثر فيهم ويتأثرون به، إن الإدارة التربوية الناجحة ترتبط دائماً بالمجتمع وتحقيق الدور البناء للمجتمع وللمدرسة وطلابها وتوجيه الإمكانات العلمية والفنية المتوفرة لديه نحو أفضل استثمار لها بحيث تحقق نتائج إيجابية تربوية نافعة.

إن الإدارة التربوية عنصر مهم، وقد أولت وزارة التربية والتعليم الإدارة المدرسية اهتماماً كبيراً لكونها ركناً أساسياً في العملية التربوية، ومن مظاهر الاهتمام إقامة الدورات التربوية المستمرة لمديري المدارس في الجامعات والكليات ووضع ضوابط لترشيح مدير المدرسة أو وكيلها بحيث لا تسند الإدارة إلا للرجل القدير الذي خدم سنوات في التعليم مع الدقة في الاختيار ومدى صلاحيته للإدارة.. والأمل كبير في الإدارة المدرسية في الوزارة بالتحقق من مدى كفاءة المعلم المرشح للعمل الإداري وانطباق الشروط عليه لتحقيق أهدافه العملية التربوية وتأدية الدور القيادي في مجالات عمله المختلفة سواء ما يتعلق بمحتوى العملية التربوية أو بأساليب تنفيذها مع الاهتمام بالتجديد والتطوير والتغيير والمرونة والقدرة والثقة بالنفس وبالعاملين معه وحسن أسلوب التعامل معهم وتنسيق الجهود بين العاملين.. وبالجملة فإن الإدارة التربوية الواعية تفرض على صاحبها القيام بدوره القيادي، فالكل ينظر إليه على أنه قائد وعليه أن يمثل هذا الدور تمثيلاً صحيحاً نابعاً عن وعيه لجوانب عمله وتعامله التربوي مع العاملين معه ويكون له دوره الفعال في العملية التعليمية.

- عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية

مقالات أخرى للكاتب