Tuesday 05/11/2013 Issue 15013 الثلاثاء 02 محرم 1435 العدد
05-11-2013

الفحص الدوري

افتقدنا منذ زمن بعيد التنافس الجماهيري الكبير بين الهلال والنصر، ذلك التنافس الذي يجعل من مشجعي هذين الغريمين في حالة تحفز متواصل لا ينتهي حتى بانتهاء الموسم فعلياً. أذكر تماماً عندما كان النصر منافساً للهلال قبل أكثر من عقدين من الزمن كيف كانت الأجواء تلتهب حماسة وترقباً قبل اللقاء بأيام عدة، وليس في يوم المباراة فحسب، فالكفة كانت متعادلة بوجود نجوم كبار في الجانب الأصفر كيوسف خميس وماجد عبدالله ومحيسن الجمعان. أما في الجانب الهلالي فاستمرار وجود النجوم في جميع المراحل كان هو الميزة الحقيقية لكينونة زعامته المستمرة إلى الآن. ومن المؤكد أن هذه الميزة هي أحد أهم أسباب استمرار الهلال في القمة، وغياب تلك الميزة عن النصر أدى لتراجع الفريق إلى مناطق الدفء كمعدل مراكزي طيلة العشرين سنة الماضية. وخلال تلك الفترة تباينت طموحات الغريمين، فالهلال ازداد نهمه للذهب والتتويج ومحاولة كسر الأرقام القياسية في شتى المجالات، في حين أن غريمه كلما ازدادت الفجوة بينه وبين الهلال ازداد تمحور طموحه في إيقاف هذا المد البطولاتي الهادر لجاره لدرجة التنقل الفعلي بين مدرجات منافسي الهلال الحقيقيين على البطولات، وليس بمجرد التمني بهزيمته بل بدفع قيمة تذكرة حضور اللقاءات، وتحمل عناء الحضور في الملاعب؛ علّهم يروون بعض عطش المنجز ولو كان على حساب غيرهم داخلياً أو خارجياً.

لذلك تحول الديربي الأقوى محلياً إلى لقاء روتيني يتوق من خلاله بنو الأصفر إلى صرخات فرح هجرت حناجرهم منذ حين، ويرى فيه الهلاليون محطة تزودٍ بالنقاط تضمن لهم استمرار إشباع ذلك النهم البطولاتي؛ وبالتالي أصبح لقاء الديربي في الدور الأول من كل موسم محطة (فحص دوري) لاستعداد النصر للموسم، فإن تجاوزوه بنجاح (فيما ندر) حصلوا على دفعة معنوية هائلة تدفعهم للمضي قدماً في المنافسة، لكنها (إن حدثت) كانت تصطدم إما بواقع أن الفريق لم يكن مستعداً إلا لهذا اللقاء فقط متجاهلاً ما يليه من لقاءات أو بمواجهة الهلال مرة أخرى في مباراة تعيد الأمور لنصابها من جديد. فريق يبحث عن بطولة، وآخر يمنّي النفس بعدم حصول منافسه عليها. وذلك بلا شك يعدّ تفسيراً واضحاً وجلياً لاتساع الفارق البطولاتي بين الغريمين إلى أكثر من الضعف عدداً وتنوعاً.

لكن في هذا الموسم يتلمس المتابعون تطوراً ملحوظاً في مستوى النصر مقارنة بما مضى من المواسم المنصرمة، ساعده في ذلك جدولة الدوري التي خدمت الفريق بشكل كبير جداً للتدرج في اللقاءات، وبخاصة في تأخير موعد (الفحص الدوري) المعتاد إلى الجولة العاشرة التي هي بلا شك ستكون المحك الحقيقي لمسيرة النصر لهذا الموسم. فإما انطلاقة قوية للأمام أو عودة لمناطق الدفء التي اعتاد عليها سنين طوالاً. الأعين ستكون مركزة على هذا اللقاء، والخاسر فيه سيواجه غضباً جماهيرياً عارماً، فالهلال لن يرضى بعودة منافسه عن طريقه، والنصر لن يقبل أن يعيده الزعيم لدوامة مناطق الدفء بعدما استشعر قدرته على إحياء ذلك الماضي الجميل. لقاء للذكرى، فانتظروه.

بقايا...

- (أشار إلى الأعلى وقال: هناك وُلِدْنا!). فمن أضاع مسقط رأسه إما مشرد أو ضال لطريقه. فمن المعيب أن يكون (باب النجار مخلع).

- عندما التفت سامي قليلاً إلى الخلف رأينا هلالاً مرعباً جعل من لقاء ديربي كبير مباراة سهلة. إعطاء كل خط من خطوط الفريق حقه من الاهتمام والجهد هو السبيل الأمثل للاقتراب من درجة الكمال.

- كل من شاهد لقاء الهلال بالشباب ظن أن اللقاء لعب بلا جماهير! لماذا يصر تلفزيوننا العزيز على وضع نفسه في مواضع التشكيك والتساؤلات؟ أيبخلون على أنفسهم بالتميز والنجاح؟

- غضبوا كثيراً عندما تم إخراجهم من دائرة الكبار، وكلما سنحت لهم فرصة أثبتوا أن من جردهم من ذلك اللقب كان على حق. فهل ننتظر الجولة القادمة أوبريت؟ أم مطالبة بإجازة رسمية للتعبير عن تلك المشاعر المكبوتة؟ عقلاؤهم يحمرّون خجلاً الآن.

خاتمة...

لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مال

فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ

- (المتنبي)

Twitter: @guss911

مقالات أخرى للكاتب