Saturday 16/11/2013 Issue 15024 السبت 12 محرم 1435 العدد
16-11-2013

لستُ أدْري ولعلَّ غيري يدري!!

قال أبو عبدالرحمن: في إنجيل الصهيونية السياسي (البروتوكول رقم 13): «الحاجة إلى رغيف الخبز كل يوم تُكره الغوييم على أن يُخلدوا إلى السكينة، ويكونوا خُدَّاماً لنا طائعين.. والعملاء الذين نختارهم منهم لخدمتنا في الصحف سيقومون بإيعاز منا بمناقشة أيِّ موضوع لا

يناسبنا أن نعالجه نحن في بيانات رسمية نُصْدرها إلى الجمهور تواً.. لكننا والنقاش دائر حاميَ الوطيس في أخذٍ وردٍّ ما علينا سوى أن نقوم بهدوء تام بالإجراءات التي نراها ضرورية حسب رغبتنا، وهي ما يتعلق بموضوع النقاش الدائر، ثم نعرض المسألة على الرأي العام كأنها أمر واقع قد فُرغ منه؛ حينئذ لن يجرؤ أحد على أن يتقدم فيطلب إلغاء هذا الرأي الواقع.. وتضيق الحلقة به وبأمثاله عندما نكون قدَّمنا ما قدمنا بمثابة إصلاح وتحسين، وفوراً تقوم الصحف بدعوة الرأي العام واجتذابه إلى ما هو أشياء جديدة فاتنة ؛ فتنصرفُ إليها الأذهان.. ألم نكن قد عوَّدناها اشتهاء الجديد المستحب الصالح؟!.. ثم ينبري لبحث الأمور الجديدة أشخاص ما وُهبوا من مُقَسَّمِ الحظوظ إلا فراغُ العقول، وهم الذين يغيب عنهم أن يفهموا أنهم ليسوا على شيء، وأعجز من أن يُدرِكوا اللباب ؛ فأمور السياسة إنما نحن وحدنا نحذقها، وقد هيَّأنا الله لها بفعل الأجيال الجديدة، فمن مُبْدعها غيرنا؟».

قال أبو عبدالرحمن: يقال: (إن البروتوكولات خرافة)، ويقال: (لا ارتباط للتعدُّدية، ومجمل الديمقراطية، وتسييسِ الرأي العام، والحريق العربي بهذه البروتوكولات الخرافية)!!.. لست أدري.

* * «وأما شباب الغوييم فقد فتنَّاهم في عقولهم، ودوَّخنا رؤوسهم، وأفسدناهم بتربيتنا إياهم على المبادئ والنظريات التي نعلم أنها فاسدة.. مع أننا نحن الذين لقنَّاهم ما تربَّوا عليه» ب/9.

* * * «ولكي لا نعطي الغوييم وقتاً للتفكير والرؤية؛ فيجب تحويل أذهانهم إلى الصناعة والتجارة، وبهذا تُبتلع جميع الأمم وهي مشغولة بالانسياق وراء الكسب والغُنْم ؛ فتلهو بما في أيديها، ويصرفها ذلك عن الالتفات إلى من هو في نظرها العدو المشترك» ب 4.

* علينا أن نختار من بين أفراد الشعب رجالاً للإدارة من الأذلَّاء الذي لم يكتسبوا خبرة في شؤون الحكم، وسيكون من السهل علينا أن نجعلهم كقطع الشطرنج» ب/ 1.

* * «لقد حطَّمنا في الواقع جميع السلطات الحاكمة، ولكنها ما زالت قائمة من الوجهة النظرية فقط» ب/9.

* * * «وسوف تحل محل شعارنا الماسوني الذي يتسم بالتحرر -الحرية والمساواة والإخاء- كلمات تعبِّر ببساطة عن فكرة وتصوُّر؛ فتقول: حق الحرية، وواجب المساواة، وفكرة الإخاء، وبذلك نقبض على الثور من قرنيه» ب/9.

* «لكننا نحن قد ابتدعنا من الطرق ما يصلح لإسقاط هيبتهم عند الدهماء وسواد الناس الذين لا يفكِّرون إلا سطحياً، وإنما تمكنَّا من الجزويت؛ لأن مؤسستهم مكشوفة!!.. بينما نحن استطعنا أن نُبقي أجهزتنا السريَّة مغطَّاة محجوبة كل الوقت.. وعلى كلٍّ فالعالم قد لا يبالي شيئاً بما يتبوأ عرشه: أهو رأس الكثلكة، أو المتسلط الذي يظهر منا متحدراً بدمه من صهيون.. هذا من جهة العالم، أما من جهتنا نحن فهذا الأمر يهمنا جداً؛ فإننا الشعب المختار، والمسألة تقتضي مِنَّا كل المبالاة» ب/5.

* * قال أبو عبدالرحمن: هناك أصول ومبادئ تنتج ثوابت تجريبية حقيقية في الكشف عمَّا أذن الله باكتشافه من قوانين الطبيعة، وفي صُنْع واختراع الضروريِّ والحاجيِّ والكمالي في عمارتنا الأرض، ولا سيما إعداد القوة المكافئة التي نُدافع بها عن أنفسنا؛ فهل نملك شيئاً من ذلك؟.. لست أدري. وهناك نظريات نقبض منها ما تقبض الراحة من الريح في ميتافيزيقيات بداية الكون، وتقدير أعمار الموجودات، وغُبار الفلسفات المتناقضة، والبنيوية ومشتقاتها وما فيها من تحصيل الحاصل والفضول، وتحريف الكلم عن مواضعه في فهم الشرع المطهَّر بغير لغة العرب وأسلوبها ومعهودها.. وهناك منتجات يُصدِّرها الآخر تُغْرق النفس بالتَّرف وضياع العمر والرخاوة باسم الجمال والزينة ؛ فكل هذه أدري بها، وأننا مُتْخمون بها.. وأدري أن هناك صناعة وتجارة تفترس المستهلك، ونفعُها نفعُ ما فوق الحاجة، أو نفعُ مُتْعةٍ لا غير نلهو بها.. ولكن هل نعلم مَنْ عدوُّنا المشترك ؟.. لست أدري.

* * بعد سقوط الخلافة العثمانية، والدور الأول والثاني للدولة السعودية: هل تولَّى حكم الشعوب كعبدالعزيز وفيصل مثلاً، ومثل محمد الفاتح سابقاً، أو أنهم قِطعُ شطرنج تجزَّأت بهم الرقعة، وفقدوا حرية القرار فيما ينفع أمتهم.. لست أدري.

* * * هل تحطيمُ الحكومات التاريخية من معهود تاريخنا الحاضر، وهل ارتدَّ الظلاميون عن أثارة من دينهم عن امتنان الله عليهم بالملوك كما امتنَّ عليهم بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟.. لست أدري.

* هل مجموع أمتنا ثورٌ سلاحه قَرْنُه وقد أُحْكِم القبض عليه بتضليل مُجْمل الحرية، وتضليل المساواة بتضييع الفوارق في الكفاءة، وتضليل الإخاء الذي هو (الاعتراف بالآخر).. الآخر المُكشِّر بأنيابه حقداً على تاريخنا وهُويَّتنا، الممتصِّ دماءنا ببخسِ مواردنا وفوادح تصديرهم وفي كثير منه ما نستغني عنه.. كان ذلك أوَّلاً حيلة، ويحتمل أن يكون الآن ظاهراً سافراً باغتصاب مواردنا واستراتيجيَّتنا وإذلال عقولِ كثيرٍ منا، وقتل كوادرنا، وإحراق أرضنا، وتسوية منشآتنا بالأرض؟.. لست أدري.

** والعلماء الربانيون أعْلمُ أنهم دِرْعُ ولاة الأمر، وصمَّام الأمان للأمة ؛ فهل سقطت هيبتهم عند الدهماء؟!.. لست أدري.

والجزويت الذين بيدهم بعد الله القوة المادية، والبذخ المالي، والغرق في الرذائل على وجه المعمورة هل أصبحوا عبيداً للشعب المُختار؟.. لست أدري ؛ وإنما يقال: بدأ يشهد عذابه كل من الجزويت وأمريكا على يد اليهود الصهاينة قُبيل وبَعْد الوفاق العالمي، وتبنِّي الإنجيليين من قادة العالم الأقوى أسطورةَ هرمجدون (آخر معركة في العالم)، وهي ميتافيزيقية تلمودية وثعلبية سياسية صهيونية.. لست أدري.

*** قال (ماغنس) عميد الجامعة العبرية في القدس: ((إن عقابَ الرب سينزل بنا؛ لأننا نعبد الذهب، وننشر الدعايات المضلِّلة، ونعشق الدم، ونبثُّ الرعب بين الناس.. وهذا كله عند الرب حرام، وشعائرنا شاهدة على أننا كنا نلقى العقاب في كل مرة فعلنا هذا)).

قال أبو عبدالرحمن: أما هذه فأدري ؛ لأنني أعلم علمَ اليقين أن شرائع الله تنهى عن الفساد، وتأمر باستعمار الأرض وما فوقها وما تحتها من الجماد والأحياء والأموات بالعلم والحكمة والعدل والرحمة وقمع المفسدين، ونصر الحق والخير.

* قال هانوتر وزير خارجية فرنسا سابقاً: لا يوجد مكان على سطح الأرض إلا واجتاز الإسلام حدوده وانتشر فيه؛ فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق كل دين آخر.. وقال ألبر مشادور: من يدري؟.. ربما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الغرب مهدَّدة بالمسلمين يهبطون إليها من السماء؛ لغزو العالم مرة ثانية، وفي الوقت المناسب؟!.. ويتابع: لست متنبئاً، لكن الأمارات الدالة على هذه الاحتمالات كثيرة، ولن تقوى الذرة ولا الصواريخ على وقف تيارها.. إن المسلم قد استيقظ وأخذ يصرخ: ها أنذا.. إنني لم أمت، ولن أقبل بعد اليوم أن أكون أداةً تُسيِّرها العواصم الكبرى ومخابراتها.. وقال أشعيا بومان في مقال نشره في مجلة العالم الإسلامي التبشيرية: إن شيئاً من الخوف يجب أن يسيطر على العالم الغربي من الإسلام.. لهذا الخوف أسباب منها أن الإسلام منذ ظهر في مكة لم يضعف عددياً، بل إن أتباعه يزدادون باستمرار.. ومن أسباب الخوف أن هذا الدين من أركانه الجهاد.

* * قال أبو عبدالرحمن: هل الحريق العربي نتيجة تلك الأبجديات النبوآتية.. لست أدري.

* * * قرأتُ باستيعابٍ تنظيرَ جورج بوش الجد وعمدته العهد القديم وبالأخص رؤيا حزقيال، واللاهوت الطبيعي.. وقرأت بتمعُّن إعادة البناء لجرباتشوف، وقرأتُ بتمعُّن نبوءات ونصائح نيكسون للشعب المختار، وتصريحات (ريغان).. وقرأتُ بتمعُّن البروتوكولات وشيئاً من التلمود البابلي، وشيئاً من علم الكلام عند ابن ميمون اليهودي وغيره.. وقرأتُ بتمعُّن أدبيات ابتلاع العراق، وأدبيات حادثة سبتمبر، ومشروع خارطة الشرق الأوسط، ومُسَوِّغات التحالف بين أهل الكتاب والباطنية تحت مِظَلَّة التضليل بخطر القوة النووية لدى إيران ؛ فهل لكل ذلك علاقة بِصُنْع الحريق العربي، والتحالُف الأممي على المسلمين وديارهم، وتجريد مجلس الأمن من إنسانيته وعقله؟!.. لست أدري.. والمُحلِّلُ السياسي في الصحافة والفضائيات هل يتناول ترابط الأحداث على أنها بنتُ عامها، أو يتناولها بذاكرةٍ تاريخية عن المُتواليات منذ سقوط الخلافة الإسلامية وإمبراطوريتي الجزويت وفقه الأديان المُقارن؟!.. لستُ أدري.. فيا معشر المثقفين الكُبار أزيلوا عَنِّي غُمَّة الجهل، وأفيدوني ألهمنا الله جميعاً رُشدنا: هل هذا المنسوب إلى إنجيل الصهيونية السياسية افتراءٌ عليه، وهل نبوآته بين الوعيد والتَّشفي والاستهزاء خيالات عشتُ معها في أحلام فارغة، أو أنها حقائق مائلة في واقعنا انتهاء بالحريق العربي ؟.. وهل زال الاستعمار المباشر بكفاحِ شعوبنا تحت شعار القومية والوطنية والأيديولوجيات المستوردة؛ فخرج الاستعمار خاسئاً، أو أن الاستعمار متجذِّر بِقِطَع الشطرنج التي مضى ذِكْرها؟؟!!.. أفيدوني أفيدوني.. لست أدري.. لست أدري.. لست أدري:

يا قادة الفكر لو لَمُّوا صفوفَهمُ

يا قادَةَ الشعر لو لم يكثر العددُ !!

وإلى لقاء قريب إن شاء الله، والله المستعان.

- عفا الله عنه -

مقالات أخرى للكاتب