Tuesday 07/01/2014 Issue 15076 الثلاثاء 06 ربيع الأول 1435 العدد
07-01-2014

أمريكا مع التنظيم السري علناً !

سارعت أمريكا إلى (تعنيف) الحكومة المصرية، إذ أدانت قرار الرئاسة باعتبار جماعة (الإخوان المسلمون) حركة إرهابية!. مما يعني أن أمريكا تتقبل أن يمارس التكفيريون الذين يعتبرون أنهم يمتلكون (الحقيقة)، وأنه لا أحد غيرهم يعرف الطريق القويم والحقيقي والمشروع! كل ما بوسعها من ممارسته!. وبهذه الطريقة من التعامل الأمريكي ذي الوجوه المتعددة! وصاحب (الخطاب) الذي له عدة وجوه! يحجب بعضها متى شاء! ويلبس قناع الأخرى متى شاء! فالمعروف أن أمريكا وضعت عدة (دول) وعدة جماعات إسلاموية مثل..

..(حزب الله اللبناني) و(تنظيم القاعدة) وحركة (داعش) و(الحرس الجمهوري الإيراني) ضمن قائمة الحركات الإرهابية التي يمكن لهيئة الأمم المتحدة أن تتخذ قرارا بضربها بمنتهى العنف وبكل الأسلحة (المميتة)، وتذهب أبعد من ذلك حين تدعم حركات منشقة وتسلحها وتفتح لها الأبواب المغلقة في الدول الغربية الحليفة أو (بالأحرى) التابعة والمستعبدة للقرار الأمريكي.

هذا الموقف يجيء بعد أن استطاعت أن تحصل من (إيران) على تنازلات تخص أمن إسرائيل. و(أمن إسرائيل) هو الشغل الشاغل والهم الأول والمركزي للإدارات الأمريكية على مدى طويل وسيطول. لأن الحركة الصهيونية المتغلغلة في (عقول) الأمريكيين اليمينيين كما يعتبرهم المفكر الأمريكي - نعوم تشومسكي - أستاذ علم الاجتماع السياسي الذي يقف ضد المشروع الأمريكي الذي يسميه (الكنيسة الصهيونية)، وهو ما يعني أن حزب المحافظين الجدد ذو ميول غير مكتومة إلى نهاية التاريخ!. وإذا علمنا أن (فوكو ياما) الذي منح المحافظين الجدد قوة نهاية التاريخ قد انسحب من الحزب المذكور واعتذر عن تأليفه كتاب (نهاية التاريخ) واعتبره غير جادّ وانفعاليا فحسب!. وهذا يعني سقوط نظرية الكنيسة الصهيونية وانتهاء مرحلة وصلت فيها أمريكا إلى (الهيمنة والبقاء) في أي بقعة من العالم إلى حد (اختراع) ما يُسمّى الحرب (الاستباقية)، وهي تعني أنه من حقها ضرب (عدو ّ مفتَعَل) قبل أن يقوم هذا العدوّ بفعل تخريبي داخل الأراضي الأمريكية!.

ويقول - تشومسكي - ما معناه إن الحرب الاستباقية هي (الجريمة الكاملة)! قانونيا. فحيث لا توجد جريمة كاملة في الفقه السياسي، إذ ينسى المنفذ شيئا منه كشعرة من رأسه أو - زرار - من معطفه!.

إن فريق الرئيس (باراك أوباما) هو الفريق النموذجي للأمريكان مهما كان توجه الرئيس. لأننا نرى أمريكا تتدخل علنا وبلا - اعتذار - في الشؤون الداخلية لأي (وطن). ولو كلفها ذلك رفع الفيتو الصعب في مجلس الأمن وهو (أي: الفيتو) اعتراف مجاني بكل ما يدينه مجلس الأمن على (جهة) ما. وإعطاؤها الذريعة لما ترتكبه من انتهاكات لحقوق الإنسان وضرب الأعراف الدولية عرض الحائط!.

وفي الوقت ذاته تعتبر أمريكا أن ثمة محورا للشر - كما تقول - وهو مكوّن من الدول التي تمتلك قراراتها الاستراتيجية دون إذن ٍ منها. ولنتذكر أن الإدارة الأمريكية السابقة دعت رئيس (فيتنام) إلى زيارة ودية لنيويورك التي لا زالت تئن من وجع فرار جيشها من حرب فيتنام التاريخية التي هزمت أمريكا بشكل لم تُسْبَقْ عليها. وهي الحرب التي قدمت (الكاتيوشا) سلاحا للفقراء وذا مهارات تخادع الرادارات وتضرب ضربات موجعة. ولكن الزيارة انتهت باشتراط الرئيس الفيتنامي لتطبيع العلاقات مع أمريكا أن (تمحو) أمريكا فقرة من دستورها تنص على أن الشيوعية هي العدوّ الفعلي لأمريكا. ولم يستطع جورج بوش أن يفعل ذلك ولم يستطع مديرو أعماله ذلك . وعاد رئيس (فيتنام) مرفوع الرأس لأنه اشترط ميثاقا مشروعا وعهدا للسلام والإخوة!.

نعود إلى مصر وليس لنا إلا أن نعود!. لقد أثبت الجنرال (السيسي) أنه جدير بأن يكون (رئيسا) لجمهورية مصر العربية، حيث يملك كاريزما لا يمكن تجاهلها علاوة على أنه يملك القوة اللازمة لردع المعارضين الذين يريدون عودة المخلوع وحزبه وأتباعه من الذين لا يعرفون من الحياة سوى التنازع والاعتراض الذي قال عنه تعالى: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) «46» سورة الأنفال

- الآية - وهي آية مقدسة تدعو للتآلف وعدم التعصب لأية قوى والقدرة على الحوار!.

على العرب أن يقفوا مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي!. لأنه رجل دولة لا يمكن تعويضه.

hjarallah@yahoo.com - alhomaidjarallah@gmail.com

www.jarrallah.com

مقالات أخرى للكاتب