Thursday 23/01/2014 Issue 15092 الخميس 22 ربيع الأول 1435 العدد
23-01-2014

وظيفة أم فرصة عمل؟

المصطلح الذي يكثر ترديده خلال الآونة الأخيرة هو توفير الوظائف لمكافحة البطالة وأعتقد أن مكافحة البطالة لا ينحصر علاجها في زيادة عدد الوظائف بل إن العلاج يمكن أن يشمل أيضاً توفير فرص العمل.

وهناك فرق بين تعريف الوظيفة وفرصة العمل فالوظيفة كما يتم تعريفها كمصطلح هي وحدة من وحدات العمل تتكون من عدة أنشطة مجتمعة مع بعضها البعض في المضمون والشكل ويمكن أن يقوم بها موظف واحد أو أكثر، أما فرصة العمل فهي مفهوم أشمل وأوسع من الوظيفة وهي أكثر مرونة من الوظيفة فهي كل عمل مشروع يمكن أن يساهم في تحقيق دخل مادي لصاحبه.

يعرف البعض البطالة بأنها عدم وجود فرص عمل مشروعة لمن توافرت له القدرة على العمل والرغبة فيه، فالبطالة لم تتحدث عن عدم وجود وظيفة بل تحدثت عن عدم وجود فرصة عمل ولذلك تم تقسيم البطالة إلى قسمين أحدها البطالة الكاملة وهي فقد الكسب بسبب عجز شخصي عن الحصول على عمل مناسب رغم كونه قادراً على العمل ومستعداً له وباحثاً بالفعل عن فرصة عمل أو بطالة جزئية وهي تخفيض مؤقت في ساعات العمل العادية أو القانونية أو توقف أو نقص الكسب بسبب وقف مؤقت للعمل دون إنهاء علاقة العمل.

أن تكون موظفاً وتشغل وظيفة ما يعني أن يكون واجباً عليك أن تؤدي العمل المنوط بك بدقة وأمانة وأن تلتزم بوقت العمل الرسمي وأن تحسن التعامل مع زملائك في الوظيفة وكذلك مع الجمهور إن كانت طبيعة عملك تقتضي التعامل مع الجمهور ، كما يجب عليك أن تسعى لإنجاز العمل في الوقت المحدد وأن تحترم المواعيد ، كما يجب عليك أن تحافظ على الأموال والممتلكات العامة وأن تحترم التسلسل الإداري في اتصالاتك وأن تنفذ ما يصدر لك من تعليمات في حدود الأنظمة واللوائح ، كما يجب عليك إن كنت موظفاً أن تحذر من الجمع بين وظيفتين أو أن تستغل وظيفتك لمصالح الشخصية أو أن تفشي أي سر من أسرار العمل.

أما العمل خارج إطار الوظيفة فهو أمر يختلف كلياً ليس فقط من الناحية التنظيمية ولكن أيضاً على مستوى المميزات التي تحصل عليها والتي تختلف عن العمل الوظيفي، في مقدمة هذه المميزات فمن يعمل خارج إطار الوظيفة فهو في أغلب الأوقات سيعمل في مجال يحبه ، ومعظم التجارب العملية ومعظم قصص النجاح المحلية والدولية أكدت بأن أهم عوامل نجاح العمل الحر هو العمل في مجال يعشقه الإنسان ويساهم في تطويره والابتكار فيه يوماً بعد يوم ، فأنت في هذا العمل مدير نفسك فلن تنتظر الأوامر ولن تمل من هذا العمل ولو عملت فيه يومياً أكثر من 15 ساعة فهذا عملك وأنت المالك والمدير ومن يسعى لأن يقدم لزبائنه أفضل خدمة ممكنة ، كما إن الأرباح التي ستحققها لن تذهب بعيداً فهي لك في المقام الأول ، كما إنك تتحكم في طريقة معيشتك والوفاء بالتزاماتك وتحديد إجازتك دون مراقبة أو متابعة أو حضور أو غياب.

العمل الحر يعني أنك تروج لنفسك ولاسمك ولسمعتك أمام العملاء والزبائن ولن يكون هناك أحد حريص على هذا الأمر أكثر منك ولذلك يجب عليك في المقابل أن تسعى لتقديم نفسك بصورة مميزة وسريعة وجودة عالية في إطار أسعار معقولة لتستطيع الحصول على زبائن دائمين وتحقق أرباحا على المدى القصير.

ما أود الإشارة إليه هو أن الوظيفة ليست كل شيء فهناك فرص العمل المختلفة التي تقوم على بدء نشاط تجاري برأس مال بسيط لتقديم منتج أو توفير خدمة أو القيام بأعمال ومهام نيابة عن آخرين أو غيرها من الأعمال الحرة المختلفة والتي تساهم في تحقيق مصدر دخل لكل باحث عن عمل ، فلا نعتمد على الوظيفة فقط في مكافحة البطالة ولندعم كافة فرص العمل من أجل تحقيق نتائج أفضل وأسرع في مكافحة البطالة.

مقالات أخرى للكاتب