Thursday 23/01/2014 Issue 15092 الخميس 22 ربيع الأول 1435 العدد
23-01-2014

بدء مؤتمر حوار الطرشان

مع أولى بدايات مؤتمر جنيف (2) الذي عُقد في مدينة سويسرية أخرى (مونترو)، لانشغال جنيف بمؤتمرات دولية مجدولة، وسيعود (أهل جنيف) الإبراهيمي وربعه وبالذات رفيقاه لافروف وكيري إلى جنيف بعد انتهاء مراسم افتتاح المؤتمر .. نقول إنه ومع بدء أولى جلساته، يتضح أنه سيكون مؤتمر حوار الطرشان إلى حين.

أما لماذا مؤتمر حوار الطرشان، فلأن من يشارك في المؤتمر كتلتان، واحدة وهي الأكثر عدداً ومنطقاً، تؤيد أن يسير المؤتمر ويؤدي إلى ما نصّت عليه دعوة المؤتمر وما اتفق عليه في مؤتمر جنيف (1)، وهو نقل صلاحيات بشار الأسد إلى حكومة انتقالية تدير الأمور التنفيذية والسياسية، بما فيها إدارة وتوجيه القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمخابرات، وأن تنهى الحالة الشاذة التي تعيشها سورية، فتوقف المعارك ويطلق سراح المعتقلين ويُسمح بوصول المساعدات الغذائية، وترفع الحصارات عن المدن والقرى السورية.

هذه المطالبات تضمنتها دعوات عقد مؤتمر جنيف (2)، والتي اعتمدت على ما أقرّه الوسيطان الأكثر انغماساً في الشأن السوري، وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف ووزير خارجية أمريكا جون كيري في مؤتمر واحد ...

هذه المحدّدات والنقاط التي جرى التأكيد عليها في مؤتمر جنيف واحد، تعرّضت لـ(انحراف) محاولات تنصّل من روسيا ومن نظام بشار الأسد، فالنظام وحلفاؤه وجدوا أن تنفيذ ما طالبت به وثيقة جنيف واحد، سيلغي نظام حليفاً أتاح لهم كل هذه المشاركة في الشأن السوري، وأنه بمجرد أن تنفّذ تلك المطالب يكون الشعب السوري حرّاً سيد قراره، الذي حتماً سيلفظ من تآمروا عليه وساعدوا على قتله، سواء بدعم النظام أو حتى القتال إلى جانبه، ولهذا فقد سعت الجهات المؤيدة للنظام، وبالذات حلفاؤه الإقليميون والدوليون، إلى بذل جهود ومحاولات لجرف مؤتمر جنيف (2) عن أهدافه الحقيقية التي حدّدتها وثيقة جنيف واحد، ووجد أنّ الوسيلة المفضّلة لدى المجتمع الدولي والرائجة هي مواجهة الإرهاب، وذلك بالادعاء بأن ما يجري في سورية إرهاب مفروض على الشعب السوري من قِبل عناصر قادمة من خارج سورية، وكادت محاولات صرف مؤتمر جنيف (2) من أهدافه والتي لا تزال مستمرة، وتحويل اهتماماته ومباحثاته إلى مناقشة مزاعم وقف الإرهاب والتغاضي عن جرائم النظام التي تفوق كل الجرائم التي عرفتها الإنسانية.

الجلسات الأولى في مدينة مونترو أظهرت أنّ هناك إصراراً على ارتكاب الجريمة من قِبل نظام بشار الأسد وحلفائه، وأنه رغم سعي ومعرفة الأسرة الدولية لما يقوم به هذا النظام من أعمال إجرامية، واستقدام عناصر إجرامية لقتل الشعب السوري، وبالذات من المرتزقة الطائفيين من مليشيات حسن نصر الله والمليشيات الطائفية العراقية والحرس الثوري النظامي في إيران، مع كل هذا يقف المجتمع الدولي عاجزاً عن وضع حدٍّ لهذه الجرائم. دول تسعى بجد لتخليص الشعب السوري من هذه الكارثة، ودول توغل في دعم الإجرام ودول لا مانع لديها من استمرار الكارثة لاستغلاله لعقد صفقات ومقايضات على حساب الدم السوري.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب