Thursday 06/02/2014 Issue 15106 الخميس 06 ربيع الثاني 1435 العدد
06-02-2014

السعودية ومصر .. دولة واحدة بنظامين

العلاقة السعودية - المصرية لا يُمكن وصفها بكلمات ولا تقاس بما يحصل عادة بين الدول، فالسعودية ومصر تكادان أن تكونا دولة واحدة بنظامين، وهما جناحا الأمة العربية والإسلامية، وكما الطير لا يستطيع أن يُحلّق دون أن يكون هناك تكاملٌ وتوافقٌ بين الجناحين، كذلك أمة العرب والإسلام لا يُمكن أن تُحلّق في الأفق الدولي، وأن تتخذ مكانتها العالمية إلا بتوافق السعوديين والمصريين.

دائماً، العرب والمسلمون يكونون بخير إذا كانت علاقة السعودية ومصر جيدة، وتتقدم الأمة أكثر وتحقق طموحاتها إذا ما كانت العلاقة ما بين السعودية ومصر رائعة.

ولهذا، فإن تبادل وتكرار الزيارات بين كبار المسؤولين، هو مؤشر على أن العلاقات تسير في الطريق الصحيح، فالحديث المباشر والتنسيق وتبادل الخبرات وحتى الهموم والواجبات بين السعودية ومصر شيء طبيعي، فهما بلد واحد يفصل بينهما بحرٌ يجب أن نملأه بالمحبة وتوثيق الصلة، ولا عجب أن يحل رئيس حكومة مصر في الأراضي المقدسة، فالأراضي السعودية عمق إستراتيجي لمصر، كما أن مصر عمق إستراتيجي ودرع واقٍ للسعودية وللعرب والمسلمين جميعاً، ومثل هذا العمق والرابط الإستراتيجي يجب أن يُقوّى ويُنمّى ونحرص جميعاً على استمراره وتقويته، ليس من قِبلنا - نحن السعوديين والمصريين - فحسب بل كل العرب والمسلمين، لأن قوة السعودية ومصر قوة للعرب والمسلمين، وليس صحيحاً أن زيارة الدكتور حازم الببلاوي للمملكة العربية السعودية فقط لدعم الاقتصاد المصري الذي هو واجب وعمل يجب أن لا يتأخر عنه كل عربي ومسلم، فكيف بالبلد الذي يُشاطر مصر همومها وواجباتها.

نعم، زيارة الببلاوي ليست فقط لمساعدة مصر في تخطي المصاعب الاقتصادية، بل أيضاً في مشاركتها هموم العودة إلى الريادة، فقد بذلت مصر الكثير والكثير من الجهود والعمل - سياسياً وأمنياً وإستراتيجياً واقتصادياً - للعرب والمسلمين جميعاً، وجاء الوقت أن نشاركها هذه الواجبات التي ظلت مصر تقدمها طوال عقود، دون أن تتخلى عن واجبها القومي والإسلامي، والآن يجب أن نهبّ جميعاً - عرباً ومسلمين - لمشاركة مصر هذا الواجب، وأن نسارع لتقويتها حتى تعود لدورها، وما تقوم به المملكة العربية السعودية نحو مصر ليس واجباً فقط، وليس مشاركة في مسؤولية رعاية العرب والمسلمين، بل عونٌ على أداء المسؤولية التي تخلى عنها الكثيرون، واليوم إذ تقف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت مع مصر، فإن هذه الدول ستُشكِّل قاطرة التكاتف والتعاضد العربي الإسلامي الذي ينطلق من الرياض ويتردد صداه في القاهرة.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب