Thursday 27/02/2014 Issue 15127 الخميس 27 ربيع الثاني 1435 العدد
27-02-2014

العرب والإيدز

لا يكاد يمر يومٌ في عالم العرب بدون أن يخرج أحدهم ويدعي أنه وجدها واكتشف فتحاً علمياً تخر له جهابذة العلم في العالم، وكان القاسم المشترك بين مدّعي الاكتشافات المذهلة، أنهم إما مشعوذون أو رجال دين أو معالجون شعبيون، لكن ما توصل إليه الجيش المصري يختلف عن سابقيه، فقد أعلن رجال القوات المسلحة المصرية أنهم حققوا طفرة علمية باختراع أجهزة للكشف ولعلاج المصابين بفيروسي سي والإيدز بدون الحاجة إلى أخذ عينة من دم المريض، والحصول على نتائج فورية، وبأقل تكلفة، وقد سجلت براءات الاختراع لها باسم رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية.

حسب الخبر ينتظر أن يتم تجربة نفس أسلوب العلاج على المرضى المصابين بأنفلوانزا الخنازير للحصول على نفس النتائج التى حققت لعلاج مرضى الإيدز وفيروس سي، ومن المخطط البدء في استقبال المرضى بعد استكمال مطالب العلاج بالسوق المحلي والخارجي، لتكون إرادة الله أن تحقق القوات المسلحة المصرية هذا الإنجاز الطبي غير المسبوق بما يساهم في تخفيف آلام المصريين وعلاج العديد من الأمراض المستعصية.

وأضاف المصدر العسكري أن الحقيقة والواقع حاليًا الذي ربما يرفض تصديقه كثيرون أن مصر لديها الآن جهاز لكشف وعلاج فيروس سي في أقل من دقيقة بدقة شديدة تصل إلى 8.98% وبدون أخذ عينة دم وبدون حاجة إلى جهاز معملي كبير ومعقد ولا توجد له تكلفه تشغيل للحالة التي يتم تشخيصها وتكلفته بالكامل تنحصر في ثمن الجهاز، وأنه لن يتم تصديره للخارج في الوقت الحاضر.

وكان رئيس جامعة الإيمان اليمنية الشيخ عبدالمجيد الزنداني قد سبقهم باكتشافه علاجاً من الأعشاب الطبيعية للشفاء من مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وقال الزنداني وفريقه العلمي إن نحو 15 شخصا استطاعوا التخلص من الفيروس خلال فترة تراوحت من ثلاثة أشهر إلى سنة بعد تعاطيهم العلاج، مشيرا إلى أن الفحوصات الطبية أثبتت خلوهم من الفيروس، لكن أخباره تلاشت وانقرضت بعد أن أثبتت تجارب الناس أن ادعاء الشيخ غير صحيح.

وفي الخرطوم كان خبير الزيوت والمواطن السوداني أبو راس في عام 1996م، على موعد مع اكتشافه لزيت زهرة عباد الشمس، على أنه علاج فعّال في علاج الأمراض المستعصية، التي من بينها الإيدز، و يقول أبو راس: اكتشفت بالصدفة بعد أن كنت أقوم بعصر زيت عباد الشمس في مصانع خاصة بي، ومن ثمّ توزيعه للمحال التجارية كزيت طعام عادي، كنت أجد في كل مرة يخبرني أحدهم أن الزيت المباع كان له أثر في علاجه، ومن لحظتها أيقنت أن في الزيت سر»، ولم نسمع بعد ذلك عن أبو راس، وماذا حصل لاكتشافه الفذ.

وفي عام 2007 م كشف معالج أعشاب مصري من بدو سيناء يُدعى الدكتور صالح بن زايد للعالم أجمع أنه الوحيد في العالم الذي توصل إلى علاج ناجح وقاطع ونهائي لمعالجة مرضى الإيدز والسرطان والذئبة الحمراء وفيروسات الكبد، وأنه مستعد للقضاء على الإيدز والسرطان نهائياً في ستة شهور، وبعدها تغلق مستشفيات العالم التجارية الفاشلة، ويذكر المعالج الشعبي أنه عندما ذكر ذلك لوزير الصحة المصري السابق في عهد حسني مبارك، أنه توصل لعلاج للإيدز والسرطان طرده معالي الوزير واتهمه بالجنون، وطلب منه زيارة طبيب نفساني.

بعد خبر الجيش المصري عن الاكتشاف العظيم، لن يجرؤ وزير الصحة الحالي أن يقول عن المكتشف العسكري لعلاج الإيدز وغيرها من الفيروسات إنه جنون، وأن على المؤسسة العسكرية مراجعة طبيب نفسي، فالمدعي الآن هو المؤسسة العسكرية الحاكمة، وليس خبير الأعشاب الشعبي من بدو سيناء، والكرة الآن في ملعب المؤسسة العسكرية المصرية، وعليها مسؤولية كبيرة في نشر الأبحاث العلمية التي تثبت قدرة الجهاز العجيب في علاج مرَضى الإيدز وفيروس الكبد سي.

وخصوصاً أن الجهاز نجح كما يدّعي المتحدث العسكري في علاج الفيروس بالفعل وليس فقط اكتشافه، وفي وقت قياسي يتراوح ما بين 14 إلى 16 ساعة، ولا توجد له آثار سلبية ونسبة النجاح من المرض تصل إلى 95%، لو صح الخبر لأصبحت مصر بفضل ذلك الاكتشاف دولة ثرية، وستلبي مطالب العمال المضربين عن العمل بسبب فشل الحكومة في صرف الحد الأدني للأجور، لكن سننتظر لعل وعسى أن يكون الخبر صحيحاً، وأذكرهم أن «الأقربون أولى بالمعروف»، فالعالم العربي يعاني من تفشي الأمراض الفيروسية مثل الالتهابات الكبدية وكورونا، وغيرها، وينتظرون على أحر من الجمر تصدير الجهاز المصري إلى إخوانهم العرب.

مقالات أخرى للكاتب