22-08-2014

البيروقراطية و(التجربة التايلندية)!

تشرّب العرب فكرة تقبلهم وتعايشهم مع (البيروقراطية) من المسلسلات المصرية، حتى إن (المراجع) عادة يموت في المسلسل من القهر والإعياء، ليتم الانتهاء من المعاملة بعد ذلك!.

لا شك أن تنظيمات (الحكومة الإلكترونية) تجتهد للقضاء على البيروقراطية اليومية في (المراجعات)، ولكن الأمر لم يحسم كُلياً على مستوى العالم، حتى في تلك الدول الأكثر تقدماً من العالم العربي خصوصاً في قضايا المشاريع، والتنمية، واعتماد مبالغ الميزانية لذلك، حتى في لندن التي توصف بأنها (موطن البيروقراطية) بسبب التشبث بالعادات العريقة بدقة كبيرة، لا زال هناك إجراءات وطقوس إدارية غريبة، توصف بأنها سبب في تأخر بعض المشاريع على دافع الضرائب! ولعل من الطريف أن كل وزراء المالية في بريطانيا تقريباً، حملوا الميزانية في حقيبة (غلادستون) وزير المالية عام 1860م، كإجراء تقليدي، والسبب أن (الحقيبة) صنعت لغرض حمل الميزانية ومناقشتها في البرلمان منذ ذلك الحين!.

الأسبوع الماضي في (تايلند)، قدم مجموعة من القرويين والطلاب بإقليم (تاخون راتشا سيما)، درساً في كيفية التغلب على البيروقراطية الحكومية هناك، عندما قاموا بحسب صحيفة (ذا بانكوك بوست) بسفلتة وإصلاح طريق محلي انتظروا طويلاً لاعتماده، ولكن تجاهل الميزانيات المتعاقبة لطلبهم، وطول الإجراءات الإدارية، دفعهم لإصلاح الطريق بأنفسهم، وبأدوات محلية الصنع، ليتمكنوا من إنجاز المطلوب، ويتفوقون على البيروقراطية!.

أعتقد أننا نستطيع إنجاز ما نريد، بعيداً عن البيروقراطيات والإجراءات متى ما تحملنا مسؤولياتنا الحقيقية، فالمواطن يملك نصف الحل (غالباً) لمعظم مشاكله، ولكننا على ما يبدو تتلمذنا على الطلب من الحكومة والانتظار!.

انظر كم فرصة تنمية وتطور فاتت على الكثير من القرى والهجر والمناطق لدينا؟! والسبب معاملة تنتظر في وزارة الزراعة، في وزارة المالية، في وزارة النقل.. الخ، منذ عصر الآباء أو الأجداد، لا شك أن الدولة مُلزمة بتقديم وتلبية احتياجات وطلبات المواطن, وهي قادرة على ذلك!.

ولكن هل يمكننا أن نستفيد من (تجربة القرويين) في تايلند؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب