تجديدٌ مثمرٌ كالذي...!!

إن في اختيار فريق عمل من وزارة العمل للتغلغل في تفاصيل وزارة الصحة، والكشف عن الأخطاء التنفيذية، والعجز في المشافي والمراكز، وأداء العاملين، وأوجه صرف الميزانيات، ونقص كفاءاتها، وإمكاناتها، وفقرها لمعايير سلامة الأداء، ومثالية النظافة، والسلامة، والأمانة، ما سيفصح عن تغيير جذري في مستوى تشغيل، وأداء، وتنفيذ مهام هذه المؤسسات الصحية مرجع صحة المجتمع حسب ما يتوقع من هذه التجربة..

والأميز في هذه الخطوة التي اتخذت بعد كابوس «كورونا»، والمواجهة السافرة مع حقائق العجز الكبير الذي أظهرته الوقائع سائدا في جنبات المرافق الصحية، وقائيا، وعلاجيا، واسعافيا وفنيا، وسلامة، ونظافة أن اختير لهذا الفريق شباب يملكون الهمة، وجدة الدماء، وقوة الملاحظة، والرغبة في العمل، ووفرة الصبر، وحداثة الخبرات القابلة للصقل، وللدربة، وللمزيد..

أبهجتني هذه الخطوة في مبدأ التعامل مع الأزمات لأن السؤال : لماذا كلما استلم مسؤول عملا بهدف تطوير مرافقه، وإضافة جديد إليه، أو انتشاله من فساد بين جنباته، جاء هذا المسؤول ليختار فريقه ممن يعملون أساسا فيه، أي أنهم هم في الواقع مصادر القصور، أو الفساد فيه، فيسند إليهم أمر التغيير.. والتطوير..،فما الذي سيقدمونه أكثر مما قدموا، أو أغير مما أهدروا من الوقت، والمال، والتسيب فيه..؟!

أوَلو كانوا قادرين على الإصلاح، والإضافة، والتطهير، والعلاج لأمراض مرافقهم، فلماذا لم يقدموا، أو يبادروا..؟!

إن أولئك لا يملكون غير الذي يملكون من فكر، وقدرة، وخطط، وأفكار بلا ريب..، ولعلهم قد ناموا على قرص من الراحة والاتكالية والاستفادة..، أو اللامبالاة، وعدم الهمة أو التفاعل..

وفي غالبية المؤسسات هناك حاجة ملحة لنقض المتهالك فيها وإقامة البناء..، وترميم المتصدع، وسد الثقوب..

وإن الوقت قد آن ليتم اختيار «فرق عمل» من الشباب ذوي الهمة، والنشاط، وحداثة الخبرات، وعزيمة الطاقات، وصفاء الأذهان لتمدَّ شُعل هممهم، ونشاط قوتهم، وقدرات عزائمهم، وطموحات ملكاتهم في دهاليز المؤسسات الخدمية كالشؤون الاجتماعية، ودور الرعاية، والتربية والتعليم، والإعلام، والخدمة المدنية، ومؤسسات الماء، والكهرباء، لبث الحيوية، وتجديد مسارات متعثرة فيها لا تزال تلاحقها تهمة القصور، وشبح الفساد، وعدم الإنجاز كعائد ينعم به المجتمع..

إن فكرة إدخال عناصر من خارج المؤسسات لإصلاحها، عند البحث، والتحري، والكشف، ومن ثم اقتراح سبل التغيير بعد الوقوف على مصدات المسار، كما حدث في وزارة الصحة الآن فيها ما سينتج الرأي الحيادي، ومن ثم القرار اللازم..ما نأمل أن يسفر عن نقلة مهمة في أدوار المصحات، ومراكز العلاج، وطوارئ، ووقاية الحالات الملحقة بها..

هي تجربة لعلها ستؤتي ثمارها فتقال عثرات جميع المصحات، والمراكز في مدن وقرى البلاد، ليتوفر لكل آهة وجع، و فزع توجس، و قطرة دم، ودمعة ألم، أن تجد البلسم رحيما مطواعا بلا تأخر أو إرهاق، ليبرأ المتوجع في عناية، ويطمئن المتوجس في ثقة، وتحفظ قطرة الدم في وقاية، وتعم الرحمة بكل االآلام..

ففي الشباب طموح، وفيهم عزيمة، ولديهم توقد لم تطمسه السنون، ولم يكدره ملل التعود..

فافسحوا للتجديد المثمر في مرافقكم أيها الرعاة في جميع الوزارات، والمؤسسات، والمراكز كالذي تم في وزارة الصحة الآن، إذ تم تشكيل فريق عمل حيوي، ومتفاعل، وحيادي، وبعيد عن العلاقات بمن فيها، مهمته دراسة أوضاع مرافقها، وأداءاتها..

وإن الصبح قريب...!!

ولعله يأتي مجيبا بكل ما يوفر للفرد سعادته..!