17-11-2014

الجمهور اليمني والبحث عن وطن

المتابع لمبارات كأس الخليج يلاحظ حضورا جماهيريا يمنيا ملفتا للنظر، لكن الملاحظ ايضا ان هذا الجمهور لم يحضر لتشجيع منتخب وانما للبحث عن وطن، وذلك من خلال الشعارات المرددة في المدرجات والتي لا تمت للرياضة بصلة بقدر ما هي هتافات للوطن الذي يعيش في محنة.

نعم اليمن يعيش محنة ومؤامرة كبرى عليه من قبل اعداء امتنا العربية وليس اليمن فحسب ومن خلال ادخال مشاريع غريبة على واقع اليمن وتاريخه.

وتتجلى في مثل هذا الحضور الجماهيري المؤازر للمنتخب حالة الرفض لكل مشروع او اي مشروع يهدف النيل من اليمن ووحدته واستقراره واستفتاء عفوي يعبرون فيه عن تمسكهم بوطن خال من الكراهية والصراع المذهبي الدخيل.

وقد يتساءل متساءل وهل الكرة هي الميدان او المكان الوحيد والصحيح الذي يعبر من خلاله اليمنيون عن تمسكهم بالوطن الذي يريدونه؟ اقول ان المنتخب بمشاركته في هذا الملتقى الخليجي يمثل ملمحا للوطن المثخن بجراح الصراع الطائفي والسياسي ومن هنا وجدوا في هذا الملمح مدخلا للتمسك بوطنهم بل للبحث عن وطنهم الواحد الموحد وسط ركام الصراعات.

ودليل اخر على ان الجمهور اليمني حضر للبحث عن وطن هو ان هتافات الجمهور لم تقترب من الصراع الكروي المحتدم في ميدان المباراة فلم تتردد اي مفردة تهون من قيمة الخصم او تهول من قدرة المنتخب وانما كان ابرز واوضح شعار هو «بالروح بالدم نفديك يا يمن» وهو شعار يتجاوز بمراحل الحالة الكروية او الرياضية بشكل عام.

هي رسائل يبعثها الجمهور اليمني للقائمين على امور بلدهم، فهل يعي السياسيون في صنعاء مقاصد ابناء شعبهم؟ وايضا هل سيقرأ العالم ممن يهمهم امر اليمن مدلولات هذه الشعارات بعيدا عن حالتها الراهنة في كاس الخليج؟

اتمنى ان يتم استيعاب ذلك مع عدم تجاوزي كليا للحالة الرياضية فاقول ان منتخب اليمن في هذه الدورة ظهر مختلفا عن مشاركاته السابقة، ولعل اسباب اللاعبين لا تختلف كثيرا عن اسباب الجمهور وهي التاكيد على ان اليمن لا يزال يمثل حضورا يسقط كل الرهانات الخاسرة لاعدائه والمتربصين بأمنه واستقراره.

مقالات أخرى للكاتب