Car Magazine Wednesday7/03/2007 G Issue 14
أصداء
الاربعاء 17 ,صفر 1428 العدد14
ولماذا تناسيت كل هذه المفاسد؟!

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تناول الكاتب عبدالله الشمري في عدد مجلة نادي السيارات الصادر يوم 3-2-1428هـ موضوع قيادة المرأة للسيارة، وقد توهم أموراً يعتقدها مبررات لقيادتها، متناسياً مفاسدها العظيمة وعواقبها الوخيمة على المرأة والمجتمع، وأقول معقباً على كلامه:

أولاً: ادعيت ان قيادة المرأة للسيارة ستقلل من إنفاق الأسر للأموال، وأقول ألست تلامس واقع كثيرٍ من نسائنا وفتياتنا اليوم من تبذير الأموال في الزينة والملبس والكماليات وغيرها؟ فما ظنك حين يتهيأ لهن قيادة السيارة؟ هل تعتقد أن الفتاة ستوفر بذلك لأسرتها مرتب السائق؟ أم أنها ستضاعف على أسرتها هذا المرتب أضعافاً كثيرة، بقيمة الموديل الجديد للسيارة كل عام، واستهلاك الوقود، وتكاليف زينة السيارة ونحو ذلك مما لا يخفى على كل منصف، فهل بهذا نوفر إنفاق الأموال؟ أم أننا نزيد من انفاقها؟

ثانياً: استشهدت لمطالبتك بقيادة المرأة للسيارة بحديث (استوصوا بالنساء خيراً)، وأقول: هل من الاستيصاء بهن خيراً تهيئة قيادة السيارة لهن؟ هل هذا هو الذي أمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم؟ أم هو المحافظة على كرامتهن وصيانة أعراضهن وعدم تعريضهن للفتنة.

لا يُخفى على كل منصف أن قيادة المرأة للسيارة تعرضها للفتنة والأخطار والفساد، وواقع المجتمعات التي سمحت للمرأة بقيادة السيارة خير شاهد لذلك، فيكفينا هذا لنتعظ ونعتبر، والسعيد من وعظ بغيره.

ثالثاً: قست قيادة المرأة للسيارة بركوبها الجمل، وهو قياس فاسد مبني على مجرد الشبه، تعوزه علة القياس الصحيحة التي تجمع بين الأصل والفرع، فشتان ما بين ظهر جمل ومقود سيارة، فما أشبه هذا القياس بقياس إخوة يوسف حين قالوا عن أخيهم بنيامين (إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل)، ومن المعلوم من قواعد الشريعة أن مثل هذا القياس لا يعول عليه ولا ينظر إليه.

رابعاً: أدعو الأخ عبدالله أن يتقي الله في أخواته المسلمات، وفي مجتمعه المحافظ، وألا يخوض في مسائل وأمور لا يدرك عواقبها، فمثل هذه المسائل والأمور يرجع فيها إلى أهل الرد الذين أمر الله بالرد إليهم بقوله: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ). هذا ما أردت التعقيب عليه، والله سبحانه هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

علي بن فهد أبابطين عضو هيئة التدريس بالكلية التقنية في بريدة


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة