كثير من الحوادث المروعة والمميتة يكون أحد الأطراف فيها سيارة النقل الثقيل (التريلات). والسؤال لماذا تكون هذه العملاقة طرفاً في الحادث مع أن حجمها واضح وضوح الشمس وتسير بسرعة بطيئة وخاصة إذا كانت (محملة)؟ الجواب نريده هذه المرة صريحاً وشفافاً وبعيداً عن (والله هو الغلطان).. أثناء السفريات الطويلة.. يحتقر بعض سائقي السيارات الصغيرة هذا العملاق.. واضعاً في حسابه أن تجاوزه أمر سهل، وفي كثير من الأحيان يكون ثمن هذا الاستهتار الدمار.. وهناك من أصحاب هذه الترلات من لا يلتزم بأبسط قواعد السلامة، من حيث الإضاءة الجيدة والحمولة المعقولة ومراعاة قواعد السير وخاصة على الطرق السريعة. حيث يقود هذه (الهائلة) سائق (أي كلام) - وللأمانة، فأنا جداً معجب ببعض سائقي (التريلات) أو النقل الثقيل لأسلوبه الرائع في الحفاظ على سلامة الناس.. لأنه يعرف تماماً أن الطريق ليس ملكه وحده.. ويدرك سيره البطيء وسير من خلفه (العجل)، لذا يحرس على إعطاء إشارات التجاوز عند خلو الطريق، ويقوم أحياناً (بالتصفيط) إذا وجد الناس قد تكدسوا خلفه. يحرص الكثير من المسافرين على تجنب السفر في الليل لأن شبح الموت قد يعرض لهم على قارعة الطريق، وما أسوأ أن تجد مستهتراً بأرواح الأبرياء من أجل حفنة (دراهم). لقي أب وأم وثلاث بنات وولدان حتفهم تحت عجلات إحدى (التريلات) على إحدى الطرق السريعة حيث فاجأت الرجل صخرة هائلة سوداء كسواد الليل البهيم، ولم تكن تلك الصخرة إلا كومة من الحديد تسير على الطريق بلا أنوار إلا وميض يضيء للسائق مترين (قدام)! فمن المسؤول عن إهلاك هذه الأسرة المسكينة وأين مراعاة حق الطريق وإلى متى نحرم متعة السفر ليلاً أو نهاراً..؟ ويا ترى هل سننسى هذا الهاجس المرعب مع فجر أيامنا القادمة.. أرجو ذلك.