Al Jazirah NewsPaper Wednesday10/01/2007 G Issue 6
أصداء
الاربعاء 21 ,ذو الحجة 1427 العدد6
تجربة شخصية
إذا تأملت الطريق.. سيزول ملل قيادة السيارة

إلى أسرة تحرير مجلة السيارات بصحيفة الجزيرة - المحترمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

ربما مشاركتي هذه فيها من الغرابة ما فيها، لكن عزائي هو ما وجدته من نتائج باهرة ربما فاقت خيالي وتوقعاتي وذلك عندما أخضعت الأمر في ذلك للتأمل العميق والتفكير الهادئ الذي استطعت من خلاله أن أصل إلى حل الكثير من المشكلات التي من أهمها قيادتنا للسيارة بشكل يومي وما يصاحبها من عوائق ومنغصات، ولكي تتضح الفكرة سأسوق بعض الأمثلة السريعة التي حدثت لي شخصياً عل القارئ الكريم يجد الفائدة والمتعة المرجوة منها:

استطعت أن أتخلص من مشكلة كانت تؤرقني وتقض مضجعي ألا وهي (الملل) من قيادة السيارة وكذلك من الطريق خاصة أنني أسلك نفس المشوار يومياً بحيث أصل إلى العمل أو البيت دون أن أشعر وكأنني في حالة سهو أو سرحان، وربما يشكل ذلك خطراً عليّ وعلى الآخرين ولكن بعد أن تأملت في الأمر قلت لا بد من حل، فبدأت بتجربة - استشعار - الطريق وإلقاء البال والتنبه للخطوط المرورية المرسومة ولعيون القطط وكيفية تحاشي الاصطدام بها، كذلك التركيز على الأماكن والسيارات التي أمر عليها وقياس البعد والقرب منها وأنظر للوحة عدادات سيارتي بتمعن ومراقبة وأصبحت كأني أمارس لعبة (البلايستيشن) وأمسك المقود بطريقة (توم هانكس) في أفلامه، وأقصد بالطبع من ناحية التركيز والهدوء والمهارة وليس التخبط بالسرعة والتهور. بعد هذه التجربة لاحظت أنني بدأت أستمتع بالقيادة وأستشعر الطريق شبراً بشبر، وأصدقكم القول أنني بدأت اشتاق للقيادة أكثر من الاشتياق الذي كان يروق لي عندما كنت مراهقاً. أيضا عندما أقف عند إشارة المرور وأمامي عدد من السيارات وخلفي سيارة (يزمجر) صاحبها بالمنبه لأن الإشارة أصبحت خضراء فإنني في هذه الحالة لا أغضب لأنني أعلم أنه لا يقصدني أنا بذاتي وإنما هو تلقائياً يريد من الجميع أو بمعنى آخر يريد لأن يحثني أنا والآخرين على التحرك السريع وبالتالي يجب أن لا يأخذني الغضب جراء الاستفزاز غير المقصود الذي يمارسه ذلك الشخص، ولا شك أن تصرفه واستعجاله خاطئ ولكنني لا أستطيع أن أتقي بعض التصرفات الشوارعية اليومية إلا بالهدوء والتأني ومعرفة الواقع وتشخيصه، كذلك كنت في السابق أخاف ويصيبني الرعب والقلق عندما أسلك طريقاً غير مزدوج خوفاً من (الاصطدام) بالسيارات المقابلة، ولكن بعد أن فكرت بالأمر ملياً أدركت أن نسبة اصطدامي بالسيارة المواجهة ضعيفة جداً إلا بأمر خارج عن الإرادة كانحراف السيارة بفعل النوم أو انسلاخ أحد الإطارات وذلك قياساً على مسافة الطريق بالنسبة لوقت مرور السيارة بجانبي التي لا تتجاوز أقل من جزء من الثانية، بعد هذه (الحسبة) البسيطة والواقعية وقياس نسبة الارتطام المستحيل حدوثه إلا نادراً زال القلق والتوتر وبدأت أشعر بالارتياح سواء كنت سائقاً أو راكباً. وفي نهاية الأمر هي فكرة ودعوة لكل شخص يقرأ هذه الكلمات المتواضعة أن يجرب التفكير العميق والتأمل بالأشياء

من حوله وجميع ما يتعلق بأموره خاصة قيادة السيارة وسيجد الحلول المناسبة للكثير منها.

عبد اللطيف التويجري - الطرفية


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة