نجحت إحدى الشركات الأسترالية في تطوير جهاز يمنع السائقين من القيادة بسرعة جنونية ويحمي أرواح راكبي السيارات. كما يتيح الجهاز للآباء متابعة أبنائهم المراهقين أثناء قيادة السيارات ومعرفة طريقتهم في القيادة.

أطلقت الشركة المنتجة للجهاز اسم (المحذر من السرعة) (speed alart) ويتكون من نظام للتحكم في سرعة السيارة من خلال الاعتماد على بيانات الحالة الفعلية للطريق وطبيعته مع الاستعانة بنظام تحديد الموقع العالمي (G.P.S) بحيث يكون قاعدة بيانات بالسرعات المسموح لها وتخزينها على الهاتف المحمول للسائق أو جهاز المساعد الشخصي الرقمي.

وتأمل شركة سمارت كار تكنولوجيز الأسترالية التي طورت الجهاز في إقناع السلطات الأسترالية لمساعدتها لتركيب هذا الجهاز في السيارات الحكومية.

طريقة عمل الجهاز

لا يحتاج الجهاز إلى توصيله بعداد السرعة في السيارة لكي يعمل. فهو جهاز محمول تماما.

توضع وحدة استقبال إشارات نظام تحديد الموقع العالمي بالجهاز على لوحة عدادات السيارة أو (التابلوه) وتتصل بجهاز المساعد الشخصي الرقمي أو الهاتف المحمول للسائق لاسلكيا من خلال تقنية البولوتوث.

وفي حالة تجاوز السائق للسرعة المقررة تظهر السرعة على جهاز المساعد الشخصي الرقمي ويصدر صوتا للتحذير إذا لم يخفض السائق السرعة.

كما يصدر تحذيرا صوتيا للسائق ينبهه إلى الاقتراب من المناطق ذات الطبيعة الخاصة فيما يتعلق بسرعة السيارة مثل منطقة المدارس كما يوضح الجهاز ما إذا كانت المدرسة تعمل أم أنها في عطلة.

وقال إيان ماكفرلين وزير الصناعة الأسترالية تعليقا على هذا الجهاز (إنه فكرة مبتكرة) مشيرا إلى أن وزارته ساعدت في تمويل مشروع تطويره.

وكلفت الشركة الأسترالية مهندس تصميم السيارات الأسترالي مايكل باين بإجراء تحليل مستقل لتقييم الجهاز الجديد.

ويقول مايكل باين إن هذا الجهاز يحتوي أيضا على خصائص إضافية منها أنه يسجل أي تجاوزات للسرعة أثناء القيادة وهو ما يعطي الفرصة للآباء لمراقبة كيفية قيادة أبنائهم المراهقين.

إنقاذ الأرواح

المعروف أن الحكومات الأوروبية أصبحت تضع على رأس أولوياتها تطوير أنظمة للتحذير من السرعات الزائدة حيث تتعاون معا في إطار استراتيجيات أنظمة معلومات النقل.

كما تدعم المفوضية الأوروبية مشروعا منفصلا يسمى أيضا (المحذر من السرعة) والذي يقول موقعه على الإنترنت (وضع نظم لمعلومات السرعة والتحذير منها يمكن أن يساهم بشدة في السلامة على الطريق).

وتخسر الولايات المتحدة سنويا أكثر من 40 ألف قتيل وثلاثة ملايين مصاب في حوالي 6.3 ملايين حادث طريق.

ويمثل القتلى في حوادث المرور بالولايات المتحدة حوالي واحد في المائة من إجمالي عدد السكان.

كما أن حوادث السيارات هي السبب الرئيسي للوفيات في الفئة العمرية من عامين إلى 33 عاما في الولايات المتحدة.

ويقول مايكل باين إن زيادة السرعة بمقدار 4.8 كلم - في الساعة عن السرعة المقررة يزيد خطر التعرض لتصادم مميت بمقدار الضعف.

أميال في الساعة

وتشير أرقام باين كتقديرات مثيرة للجدل إلى أنه يمكن تقليل حوادث الطرق المميتة في الولايات المتحدة على سبيل المثال بنسبة 10 في المائة إذا تم تزويد 20 في المائة من السيارات هناك بأنظمة للتحذير من تجاوز السرعة.

ويقول باين إنه يمكن خفض عدد الحوادث المميتة بنسبة 30 في المائة إذا التزم السائقون بالسرعات المقررة.