Al Jazirah NewsPaper Wednesday10/01/2007 G Issue 6
مقال
الاربعاء 21 ,ذو الحجة 1427 العدد6

إشارة حمراء
دراما العيد!
عبداللطيف العتيق

تشهد ليلة العيد في كل عام اختناقات مرورية مُذهلة، وهذه الاختناقات لا تعود لسوء تخطيط الطرق والشوارع، وإنما هي ناتجة عن عدم تخطيط معظمنا لحياتنا، فترى العديد منا يُؤجِّل شراء أغلب احتياجاته ومتطلبات أُسرته، ومساء ليلة العيد يشمِّر عن ساعديه، وينطلق بأم (العيال) و(العيال)، متجهاً إلى الأسواق حاملاً بأحد جيوبه قوائم الطلبات، وبالجيب الآخر رزمة من الريالات، في ظن منه أن سوف يطوف المدينة شرقاً وغرباً، ويقضي حاجاته في ما تبقي من ساعات تفصله عن العيد السعيد.

يصل إلى السوق بعد أن كاد دماغه يغلي من زحمة الطريق، ويدور حول المواقف مرات عديدة، يبحث عن زاوية يركن بها سيارته، وبعد عناء وطول بحث يحصل على ضالته، وقد يُوقفها في مكان مخالف، ويترجَّل الفارس، وتصطف خلفه كتيبة الأبناء، في مشهد دراماتيكي، الكل يريد أن تُنجز قائمة طلباته أولاً، ويتجه نحو محل بيع أحذية الأطفال، فيجد الأسعار مضاعفة، فيدخل في عراك كلامي مع البائع، ويتساءل ببراءة لماذا الجشع والاستغلال؟، وينسى أو يتناسى أن هذه ليلة العمر لكثير من البائعين، ويَخضع للأمر الواقع فلم يعد يفصله عن الصباح سوى ساعات قليلة.

وهكذا يتنقَّل الفارس من محل لآخر لشراء حاجاته، وبكل سعادة يدفع السعر مضاعفاً، المهم أن يسعفه الوقت للذهاب إلى (الغسّال) في الحي (الفلاني)، وفي الطريق يقع تحت ضغط (أم العيال) لسرعة الوصول إلى (الخياط)، وبالرغم من أن الأب (المسكين) أنفق بسخاء، إلا أنه لم يحظ برضا أفراد العائلة، فترتفع أصوات احتجاج الأولاد، (الجزمة) صغيرة، والآخر (الثوب) طويل، والبنت الكبيرة لم يرق لها لون الفستان، والصغيرة تصرخ تضامُّناً مع أختها الكبرى، ويستشيط الأب غضباً، ويقود بسرعة، وهكذا حتى أذان الفجر، ويسدل الستار على هذا المشهد التراجيدي الذي يتكرر في كل ليلة عيد.

والسؤال: متى سيدرك أفراد المجتمع أهمية التخطيط لحركة التنقُّل بالسيارة لتلبية متطلبات الحياة، وتلافي الاختناقات المرورية، واللجوء إلى السرعة المفرطة، لنتجنُّب ويلات الحوادث المرورية المروِّعة، وننعم بالرفاهية، مستخدمين المرافق العامة والخدمات التي وفَّرتها الدولة على الوجه الأمثل، وبما ينعكس إيجاباً على اقتصاد الفرد، والاقتصاد الكلي؟


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة