Al Jazirah NewsPaper Wednesday10/01/2007 G Issue 6
استطلاع
الاربعاء 21 ,ذو الحجة 1427 العدد6

 

فوضى وغش وتلاعب .. ودقّي يا مزيكا!!
سيارات بلوحات بلدها ترتع في المزادات المشبوهة

* استطلاع - عبد الكريم الشريف:

تشهد مدينة جدة منذ سنوات انتشار ظاهرة المزادات على السيارات المستعملة المستوردة التي تحمل لوحات أمريكية، وترسو على ميناء جدة الإسلامي عدة بواخر محملة بهذا النوع من السيارات التي ستتدفق على المزادات التي يكتنفها الكثير من الغموض، حيث إن هذه المزادات مرخصة بأسماء مواطنين ولكن يديرها عمال وافدون.

وما يثير الحزن والأسى أن هذه المزادات تحتوي على مختلف السيارات، فمنها سيارات أجرة ومنها سيارات شرطة وتجارية وغيرها، وأي سيارة معروضة ربما تكون قد تعرضت إلى حادث مروري ثم تم تغيير ملامحها (بعمليات تجميل) لتعرض على الضعفاء الذين ليست لديهم خبرة، وذلك لغياب تطبيق التنظيمات واللوائح على المخالفين والعابثين.

آثار سلبية

ومعارض مزادات السيارات المستعملة المستوردة ذات أثر سلبي على أصحاب المعارض النظامية، وعلى المواطنين ولكن لا نجد متابعة دقيقة من قِبل الجهات المختصة، ومن يديرون تلك المعارض يسيل لعابهم للعائد المادي قبل كل شيء وهو الأساس (لديهم)، أما المواطنون فلا يجنون سوى الخسارة وتكاليف إصلاح تلك السيارات المتهالكة.

اللوائح والقوانين السعودية تمنع إقامة معارض مزادات للسيارات المستعملة المستوردة التي تحمل لوحات بلد المنشأ أي البطاقات الجمركية.. لكن لم يطبق النظام في هذا الجانب، بل الأدهى والأمر أن بعض المزادات صارت تتنافس من أجل طرح جوائز عبارة عن سيارة أو سيارتين، وهذه الجوائز والمسابقات لا يحكمها نظام أو رقابة أو مصداقية واضحة للعيان. والكثير من الناس يشككون في مصداقية جوائز تلك المزادات، خصوصاً أنها تقوم بممارسة نشاطها من وراء ظهر الأنظمة، ولا ندري ما دور وزارة التجارة أو الغرفة التجارية الصناعية في علاج هذه المشكلة.

رأي المواطنين

لاستجلاء الأمر، وتوضيح الصورة حول هذه المزادات وما تحمل من مخاطر ومهددات التقت مجلة (نادي السيارات) بعددٍ من المواطنين من مرتادي بعض تلك المزادات فماذا قالوا؟!

- أحمد بن علي الهاجري: أعتقد أن ظاهرة المزادات خطيرة لعدم جودة السيارات ولأنها لا تخضع لفحص أو رقابة، كما أن البعض يقومون بتغيير ملامحها وتعديل الكثير من أجزائها، وأفضّل شخصياً شراء سيارة من معرض مضمون وبمواصفات معروفة.

- سعيد سحمي: من وجهة نظري أن مزادات السيارات المستوردة المستعملة تمثل نوعاً من الغش فلا توجد لديها ضمانات حقيقية، كما أنها تفتقد الأنظمة واللوائح والرقابة الصارمة، وإن من يديرون تلك المزادات يثرون ثراءً فاحشاً من ورائها فهم يشترون سيارات بأسعار رخيصة ويبيعونها بأسعار خيالية على الرغم من كل العيوب التي فيها، حيث ينعدم الضمير والأمانة وخلق البيع، وكذلك تنعدم الرقابة والعقوبة والتشديد.

غياب المسؤولية

- المواطن محمد بن زيد عسيري يقول: ذات مرة اشتريت سيارة جيمس موديل عام 99 بمبلغ 40 ألف ريال وبعد أن أجريت عليها عملية صيانة لبعض الأجزاء تحركت بها من جدة قاصداً أبها بالطريق الساحلي وبعد حوالي 200 كلم توقفت السيارة تماماً بعد سماع صوت مزعج في المحرك، وقمت بنقلها على (سطحة) وعدت بها إلى جدة وعند مراجعة المزاد الذي اشتريت منه قبل 24 ساعة بادرني المشرف عليه بأن هذه مسؤوليتي كسائق وأن ما حدث هو نتيجة سوء الاستعمال، ورفض أن يتفاوض معي، ومنذ ذلك الوقت لم أحاول الشراء من المزادات، لأنها تفتقد المصداقية وتعمها الفوضى وينتشر فيها الغش والنصب، أما معارض السيارات سواء كانت مستعملة أو جديدة فلديها ضمانات ومصداقية، وهناك نظم تحكمها ويكون العميل مطمئناً حتى في حالة حدوث خلل فهناك من يتفهم الأمر ويشاركك الحل.

الفحص يكشف التلاعب

محمد البقمي أحد الذين جربوا مزادات السيارات المستعملة يقول إنها فاشلة بكل المقاييس، وإنها مكان للكذب والغش والضحك على عقول البسطاء، وقد كشفت أجهزة الفحص أن الكثير من تلك السيارات ملعوب فيها، وأنها لا تطابق مواصفاتها الأصلية، وتتسم بكثرة الأعطال وتغيير الملامح الأصلية، وأرى من الأفضل ترك البيع حراً كما كان دون اللجوء إلى هذه الفوضى والإزعاج وهذا الغش والمخالفة الواضحة للأنظمة.

- نايف المطيري.. يقول: كثيراً ما أذهب إلى تلك المزادات، لكن أرى أنها طاردة لا يطمئن إليها أحد، كذلك من يبيعون فيها لديهم أسلوب منفرد، حيث يتمسكون بأسعار خيالية ويتحكمون في سوق المزادات على مزاجهم، ولا بد لشركات السيارات من وقفة تجاه تلك الفوضى التي تعصف بالعملاء وتهضم حقوقهم، كما لا بد من تطبيق اللوائح والنظم تجاه ما يحدث في تلك المزادات العجيبة.

أضرار لحقت بالمعارض

لا شك أن مظاهر الفوضى والخلل التي تسيطر على تلك المزادات غير النظامية قد تركت أثراً سلبياً ليس على المشترين فحسب، بل أيضاً على أصحاب المعارض، حيث تضرروا من تلك الممارسات ومن المزادات التي تُقام أسبوعياً بلا ضوابط أو روابط أو قوانين تنصف جميع الأطراف.

وقد التقينا ببعض أصحاب المعارض الذين شرحوا معاناتهم وتحدثوا عن خسائرهم التي بلغت الملايين وتكدس سياراتهم وتراكم إيجاراتهم ورواتب العاملين لديهم ومن تلك المعارض:

الامتياز للسيارات، الحمراني، العاصفة، العوفي، نجدية، الصقري، البندر.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة