Al Jazirah NewsPaper Wednesday10/01/2007 G Issue 6
أقلام
الاربعاء 21 ,ذو الحجة 1427 العدد6

ممارسات مرورية غير حضارية
عبد الله بن راشد السنيدي*

كنت يوماً في إحدى سيارات الأجرة في إحدى الدول الخليجية وبينما كنا في الطريق إذا بسيارة مسرعة تتجاوزنا من ناحية اليمين، وكنا في منتصف الطريق وليس في الجانب الأيسر المخصص لمن يرغب التجاوز، فسألت لسائق السيارة وكانت تحمل لوحة سعودية بالهداية، فأجابني السائق وهو من مواطني تلك الدولة التي كنت فيها بقوله: (هذا من ربعكم وأمثاله كثير ونحن تعوَّدنا عليهم).

وفي الحقيقة أن مثل حركة السائق المتجاوز المشار إليه ليست قليلة ونراها في شوارعنا باستمرار، لكن المؤسف أن ينتقل هذا السلوك إلى دولة أخرى، لأن المواطن السعودي ينبغي أن يعطي صورة مشرفة عن وطنه عندما يسافر لخارج المملكة في كل المجالات بما فيها الالتزام بالأنظمة المرورية، حتى ولو كان سفره لإحدى الدول الخليجية أو العربية الشقيقة.

إن الالتزام بالأنظمة بشكل عام والأنظمة المرورية بشكل خاص علامة حضارية لأي مجتمع أو بلد وعلى الجهات المكلفة بتنفيذ الأنظمة المتابعة المستمرة والحازمة في سبيل تطبيق الأنظمة التي في عهدتها، لأن تطبيق الأنظمة بدون متابعة سوف يؤدي إلى التهاون بها وبقائها في الأوراق فقط وليس في الميدان.

هناك ممارسات مرورية غير حضارية نراها يومياً في شوارعنا وينبغي للجهة المختصة بالمرور أن تُوجد الحلول لها ومنها:

* حالة التجاوز من اليمين التي أشرنا إليها من قبل، والمستغرب في هذا الأمر أنك ترى في كثير من الأحيان أن السيارة المتجاوزة ليست سيارة خاصة صغيرة، بل تجدها سيارة نقل كبيرة مثل باصات النقل التي تنقل الركاب من حي لآخر كتلك الباصات القديمة التي أكرمت الحكومة الرشيدة أصحابها باستمرار سياراتهم في الخدمة رغم وجود المطالبة بإيقافها لكونها سيارات قديمة وتتنافى ما وصلت إليه بلادنا من تقدُّم في كافة الميادين بما فيها وسائل النقل، إلا أنهم مع هذه المكرمة يخالفون الأنظمة المرورية.

* حالة الوقوف عند الإشارة الضوئية على الممر المخصص للمشاة، فالمعروف أنه تمَّ وضع ممر محدد وواضح للمشاة يتقدم الإشارة الضوئية، فالمفترض أن تقف السيارات في حالة الضوء الأحمر للإشارة قبل هذا الممر المخصص للمشاة، لكن الملاحظ أن الكثير من سائقي السيارات يقفون على الممر، بل إن بعضهم يقف قبل الممر وقبل موقع الإشارة أيضاً فإذا تغيَّر لون الإشارة إلى الضوء الأخضر تجد أن هؤلاء يحتاجون إلى من ينبههم إلى ذلك لكي يتحركوا ويفتحوا المرور، وعند ذلك تنطلق أبواق السيارات لهذا الغرض مما يسبب الإزعاج للسكان القريبين من الموقع.

* ظاهرة السرعة الكبيرة التي نشاهدها داخل المدن، التي ينتج عنها الكثير من المآسي والحوادث.

* ظاهرة الوقوف في منتصف الطريق لتبادل الحديث أو خلف السيارات المتوقفة أمام المحلات العامة أو التجارية.

* ظاهرة إلقاء المخلفات من نوافذ السيارات أثناء السير.

* ظاهرة السيارات القديمة جداً، التي ينبعث منها العادم بشكل واضح أو يحصل لها العطل في الشوارع والطرق.

* حالة الدوران بين السيارات أثناء السير، التي تتسبب في الإرباك والحوادث، وقد شاهدت يوماً حادثة بسبب ذلك، فقد كنا في السير وإذا بسيارة أمامنا يمارس سائقها حركة الدوران بين السيارات، وبعد أن تجاوز السيارة الأولى ثم الثانية اصطدم بالسيارة الثالثة مما أدى إلى انقلاب تلك السيارة ووقوفها على جانبها الأيسر ثم اصطدامها بالحاجز الخرساني الذي يفصل الطريقين ثم رجوعها إلى وضعها الطبيعي فخرج سائقها منها في حالة يُرثى لها وكأنه وُلد من جديد، فلولا فضل الله، ثم ذلك الحاجز لتدحرجت تلك السيارة إلى الجانب الآخر من الطريق وكانت المأساة كبيرة.

* حالة تراجع التزام السائقين بالحزام أثناء السير رغم فوائده الجّمة عند وقوع الحوادث.

إن هذه الظواهر وغيرها التي نشاهدها تحتاج إلى حلول سريعة ومتابعة مستمرة من المعنيين في الإدارة العامة للمرور، وهي لا تقتصر على المواطنين السعوديين بل إن بعض الإخوة المقيمين نظراً لعدم وجود حزم ومتابعة في هذا الشأن أصبحوا يرتكبون هذه المخالفات.

إنني في هذا المجال أقترح ما يلي:

* تحديد السرعة القصوى داخل المدن بشكل واضح وتكليف بعض أفراد المرور لمتابعة ذلك وفرض الرسوم على المخالفين.

* مراقبة الالتزام بالوقوف المخصص للسيارات عند الإشارات الضوئية وفرض الرسوم لمن يقف في المكان المخصص للمشاة أو من يقف في مكان يسبق موقع الإشارة وتكليف بعض أفراد المرور لمتابعة ذلك بشكل مكثف لمدة معينة ثم الاستمرار في المتابعة بشكل طبيعي.

* إيقاف السيارات القديمة التي ينبعث منها العادم بشكل كثيف وفرض رسوم على أصحابها مع أخذ تعهد عليه إما بإصلاحها أو استبدالها.

* إيقاف السيارات التي تُلقى منها المخلَّفات وفرض رسوم على أصحابها مع أخذ تعهُّد عليهم بعدم تكرار ذلك، لأن هذا التصرف يعكس صورة غير حضارية ويتعارض مع ما يبذله المعنيون من أجل أن تكون مدننا في أبهى صورة.

* فرض رسوم فورية لمن يقف في منتصف الطريق أو خلف السيارات المتوقفة بشكل نظامي أمام المحلات العامة والتجارية، أو لمن يمارس حركة الدوران بين السيارات أو على غير الملتزمين بربط الحزام أثناء السير.

إنه يُرجى من تطبيق هذه الإجراءات أو الاقتراحات (سالفة الذكر) إن رأت الإدارة العامة للمرور مناسبتها أن تَحْمِلَ الكثير من مخالفي الأنظمة المرورية إلى التقيُّد والالتزام بأنظمة المرور، وهو ما يترتب عليه - بإذن الله - وضعٌ أفضل في السلامة المرورية إضافة إلى ما يعكسه ذلك من وعي حضاري.

* وكيل وزارة الخدمة المدنية المساعد للمراجعة والدراسات


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة