Al Jazirah NewsPaper Wednesday10/01/2007 G Issue 6
أقلام
الاربعاء 21 ,ذو الحجة 1427 العدد6
السيارات لا ترتكب الحوادث المرورية
وسيلة محمود الحلبي

يزداد عدد المصابين في حوادث سائقي السيارات يوماً بعد يوم، وتدمى لها القلوب لما تسببه من قتل وإصابات، وتأثير في النواحي الصحية والنفسية والعاطفية والاقتصادية للبلاد، والسبب (سائقو السيارات) وللحد من هذه الظاهرة الاجتماعية المرضية الخطيرة، لا بد من إقامة الندوات والمحاضرات والحملات الإعلامية المكثفة وليس الوقتية، وكذلك إعادة فتح مدارس مرورية لتعليم الناس الذوق والفن والأداء الجيد في قيادة السيارات وعدم الاكتفاء بالتدريب للحصول على رخصة القيادة، كذلك لتعليم رجال المرور أيضاً فنون التعامل مع الآخرين أثناء وقوع المخالفات المرورية، والعمل على درء الأخطار قبل وقوعها، فالسائق ورجل المرور بحاجة ماسة لتلك المدرسة أو المعهد، لأن القيادة أولاً وأخيراً (فن وذوق وأخلاق).

لقد استطاع التقدم العلمي والطبي المذهل أن يوجد حلولا لأمراض صحية خطيرة، كانت تهدد سلامة البشر في السابق ولكننا حتى اليوم ومع استخدام الأجهزة المتطورة الحديثة فما زلنا عاجزين عن حل اللغز ووقف المأساة اليومية المتكررة من قتل وإصابة آلاف الضحايا الأبرياء نتيجة التهور والسرعة، على الرغم من تحسن حالة الطرق، وتطور صناعة السيارات وصيانتها، فأصبح العنصر الثالث (سائق السيارة) في حاجة إلى صيانة نفسية وعقلية ومراقبة أمنية واجتماعية ومحاسبة قانونية رادعة حتى تنخفض هذه الأرقام المتزايدة يومياً فنحن نطالع في الصحف اليومية هذا العنوان الذي أصبح كالطعام البائت والممل.

لماذا لا يتوقف هذا المسلسل التراجيدي المؤلم الذي يمكن أن يكون أي فرد منا ضحية له، ضحية لمدمن سرعة، أو مدمن مخدرات، أو مدمن استهتار، ومحب لتعذيب الأبرياء، فأسباب حوادث سائقي السيارات متنوعة فقد تكون هناك أخطاء في السيارة أو ضعف في الفرامل، أو قدم في الإطارات، أو خلل في الإضاءة أو انعدامها، أو مفاجآت الطريق أو الانحراف المفاجئ أو تغيير المسار فجأة أو التحدث بالجوال أو الصخب المرتفع من المذياع أو المسجل أو تناول الطعام في السيارة وترك المقود أحياناً أو ركوب الأطفال مع أمهاتهم في المقعد الأمامي وانشغال الأم عن ابنها فيصبح السبب في الحادث أحياناً أو التحدث مع السائق أو النعاس والتعصب والحالة النفسية للسائق وقيادة السيارة من قِبل المراهقين أو قراءة الصحف أو متابعة برامج التلفزيون المركب في السيارة أو الاكتئاب لخسارة مالية أو خسارة عاطفية أو صدمات نفسية أو ضيق الطريق وعثراته أو وجود تحويلات وحفريات ومطبات مفاجئة، فهناك وسائل لا شعورية في قتل أنفسنا وقتل غيرنا، وأعتقد أنه بعد الاهتمام بصناعة أحدث السيارات وأكثرها أماناً، والاهتمام بالطرق وتخطيطها وصيانتها، فلم يعد سوى العنصر البشري الذي يحتاج لصيانة جسدية ونفسية وعقلية حتى نتجنب مخاطر الحوادث، فقد أكد الدكتور علاء البكري من جامعة نايف العربية أن الإنسان يسهم بنسبة (80% إلى 95%) في وقوع الحوادث المرورية، وبين الدكتور البكري أن من أسباب وقوع الحوادث عدم تقيد السائق بأنظمة وقواعد وأولويات السير على الطرقات مثل تجاوز السرعة المقررة والتجاوز الخاطئ وعدم التقيد بإشارات المرور، والانعطاف الخاطئ وعكس السير، وغير ذلك من المخالفات.

وتتصدر السرعة الجنونية التي يقوم بها الكثير من السائقين وعدم ربط حزام الأمان قائمة المخالفات المرورية والإصابات والحوادث من بسيطة ومتوسطة وكبيرة ومفزعة، فبعض الإحصاءات رصدت مخالفات كثيرة تتلخص في السرعة والتفحيط وتظليل زجاج السيارة وعدم إعطاء أفضلية الدوران وعدم ربط حزام الأمان للسائق أو المرافق وعدم الفحص الدوري للسيارة. والوقوف غير النظامي، إنها مآسٍ مفزعة تدمي الفؤاد، سببها الرئيس قائد السيارة وليست السيارة بحد ذاتها.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة