Car Magazine Wednesday14/02/2007 G Issue 11
أقلام
الاربعاء 26 ,محرم 1428 العدد11

تخزين الإطارات.. كيف؟ ولماذا؟
د. صالح بن عبد الله الحمد

تعتبر إطارات السيارات من الأشياء المهمة جداً في المحافظة على السيارة وصاحبها من الوقوع في الحوادث وحيث إن بلادنا حماها الله من البلدان المتقدمة وللأسف في وقوع الحوادث لا سيما على الطرق الطويلة التي تساعد على السرعة وقد تبين من احصائيات كثيرة أن الإطارات تسهم في هذه الحوادث على تلك الطرق بما يعادلها خمسة وأربعين بالمائة وحيث إن أسباب انفجار هذه الإطارات التي من خلالها تحدث تلك الحوادث كثيرة جداً منها ما يتعلق بالإطار نفسه ومنها ما يتعلق بالسائق ومنها ما يتعلق بسوء التخزين في المستودعات والمحال المختلفة، ونظراً لأن تخزين الإطارات هنا في بلدنا يتم بطريقة عشوائية دونما استخدام متطلبات السلامة من ناحية التخزين فالإطارات مثلها مثل أي بضاعة أخرى تحتاج إلى أسس وقواعد مهمة يجب تطبيقها أثناء التخزين أما كيف يتم تخزين هذه الإطارات؟ فإنها تتم بطريقة عادية جداً دونما اهتمام بمتطلبات سلامة تلك الإطارات أثناء التخزين فكما أن للمواد الغذائية والأدوية شروطا أثناء التخزين فإن الإطارات هي الأخرى تحتاج إلى ما يماثل ذلك، بيد أن ما يتم حالياً مخالف للواقع جدا فهي تخزن تحت ظروف مناخية سيئة جداً دونما الاهتمام بذلك ووضع الضوابط لها، فالمناخ لدينا بارد شتاء وحار صيفا كما نعرف وتقلبات المناخ لدينا بصفة دائمة ومستمرة تحتاج إلى الدقة والمتابعة، فالإطارات تكدس تحت الأسقف الحديدية الحارة صيفا والباردة شتاء والمساحات التي تخزن بها الإطارات تتسم بطريقة عشوائية ومظلمة جداً دون تهوية وكل يخزن على ما يراه مناسباً بالنسبة له دونما الاهتمام بأمن وأمان المواطنين والمستهلكين ونحن نرى كثرة انفجارات الإطارات بعد تركها مدة قصيرة جدا بل إن البعض ينفجر حال ركوبه ويعود السبب أولاً إلى سوء التخزين بالدرجة الأولى.

إن البلديات ومديريات الدفاع المدني والأجهزة الحكومية الأخرى ذات العلاقة مطالبة بأن تضع شروطا تناسب وتطابق تخزين الإطارات، فكما أن الدفاع المدني يتطلب للترخيص للمستودعات والمطاعم والمطابخ وخلافها متطلبات السلامة والحرص على عدم وقوع الحرائق فإن الإطارات هي مماثل لذلك.

إن هناك شروطا واضحة ومعروفة لتخزين الإطارات موضحة عليها من قبل محال صنعها اشتراطا لسلامتها لكنها لا تطبق سواء في المستودعات أو في محال البيع، ولذا فإنني من خلال هذه العجالة أطالب المسؤولين كل في مجال اختصاصه بالاهتمام بذلك وتحمل الأمانة الملقاة على عاتق كل واحد منهم حيث إن أي فساد إطار بسبب سوء التخزين سيطول أولئك المسؤولين إثماً منه فيما إذا خسر السائق مركبته أو جاءه حادث بسبب انفجار ذلك الإطار بسبب سوء التخزين، إننا مطالبون جميعا بأن نقف وقفة شجاعة متحملين الأمانة والمسؤولية الملقاة على عواتقنا فكل منا سيسأل عن هذه الأمانة وهذه المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى أولاً ثم ضمائرنا ثانياً فكم من سائق خسر ماله بسبب انفجار إطار سيارته وكم من سائق أعيق في جسمه بسبب ذلك وكم من عائلة ترملت بسبب ذلك. أما آن الأوان ليتحمل كل إنسان مسؤوليته التامة. إنني في هذا المقام المتواضع أهمس في أذن بل وآذان تجارنا الأفاضل بأن يراقبوا الله سبحانه وتعالى في بيعهم وشرائهم فمختصر الكلام هم يجمعون المال بطرق مختلفة سيسألون عنها وسيحاسبون عليها وستكون تلك الأموال حلالاً على ورثتهم فيما بعد وهنا لا يستفيد الإنسان شيئا من هذا المال الذي جمعه بطرق الغش والكذب إلا العذاب والألم سواء في الحياة أو الممات وطوبى لمن راقب الله سبحانه وتعالى في تعاملاته المختلفة جعلنا الله وإياكم من المهتمين بأموالنا ومتابعتها ومعرفة كيفية دخولها علينا ونحاسب أنفسنا دائماً وألا يكون همنا جمع المال وكفى.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.. والسلام عليكم.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة