Car Magazine Wednesday  02/01/2008 G Issue 53

الاربعاء 24 ,ذو الحجة 1428   العدد  53

 

 

في هذا العدد

 

المستقبل

 
أجهزة الاستشعار تتحكم بالقيادة

 

 

* إعداد - أشرف البربري

نجح تحالف ألماني أمريكي في عالم السيارات في الفوز بجائزة أفضل سيارة ذات قيادة آلية في العالم. والتحالف تكون من شركة كونتنينتال الألمانية العملاقة في مجال مكونات السيارات وشركة جنرال موتورز أكبر منتج سيارات في العالم وكان يهدف لانتاج نسخة من شيفورليه تاهوي اعتمادا على تكنولوجيا القيادة الذاتية التي طورها فريق الباحثين المتخصصين تحت اسم بوس. وقد حصل فريق الخبراء الذي طور هذه التكنولوجيا على الجائزة الأولى في مسابقة السيارات الذكية في الولايات المتحدة وقيمتها مليوني دولار.

وترعى وزارة الدفاع الأمريكية هذه المسابقة على أمل تطوير جيل جديد من المركبات العسكرية الآلية التي تستطيع القيام بعمليات الإمداد والتموين في مناطق القتال دون الحاجة إلى وجود سائقين الأمر الذي يحد كثيرا من المخاطر التي يتعرض لها الجنود الأمريكيون في تنفيذ عمليات الإمداد والتموين في مناطق الصراع.

وتعتمد التكنولوجيا الجديدة على خبرة الشركة الألمانية العملاقة في مجال معالجة بيانات وحدات الاستشعار مع وجود جهاز كمبيوتر يتم تغذيته بأفضل البيانات المتاحة عن المواقف والأشياء التي يمكن لوحدات الاستشعار في السيارة رصدها وأفضل سبل التعامل معها.

ذكاء صناعي

ويقول مصممو التكنولوجيا الجديدة إن وحدات الاستشعار التي تم تزويد السيارة شيفورليه تاهوي بها توفر ما يمكن تسميته بالذكاء الصناعي للسيارة بالإضافة إلى زاوية رؤية قدرها 360 درجة.

ويمكن أن ترصد أي شيء أمامها على مسافة تصل إلى 200 متر كما تستطيع تحديد سرعة حركة تلك الأشياء بما في ذلك السيارات الموجودة إلى جوارها على الطريق وتعديل سرعتها في ضوء بيانات وحدات الاستشعار.

واعتمد مهندسو كونتنينتال على استخدام وحدتي استشعار تعملان بأشعة الليزر لتوفير معلومات بشأن بيئة القيادة ولكنها تعتمد على شعاع الليزر وليس على موجات الرادار في جمع المعلومات.

والسيارة مزودة بـ 27 وحدة استشعار إلى جانب وحدة تجمع بين نظام تحديد الموقع العالمي عبر الأقمار الصناعية (جي بي إس) والمقاييس الثابتة.

ومن خلال الجمع بين تكنولوجيا تحليل بيانات وحدات الاستشعار التي تقدمها كونتنينتال والخبرة التي قدمها المهندس مايكل دارمز فإن هذه البيانات تتحول إلى صورة دقيقة للغاية يقدمها نظام بوس للسيارة عندما تقترب مثلا من أحد التقاطعات لكي تتخذ القرار بمواصلة السير أو التوقف.

كما أن وحدات الاستشعار تقدم لنظام القيادة الذاتي بوس صورة واضحة تماما للطريق وأي عقبات سيكون على السيارة تجاوزها.

ويتم تغذية الكمبيوتر الخاص بهذا النظام بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الخيارات التي يمكن أن يفاضل بينها في ضوء الموقف الذي يتم تجميعه من خلال وحدات الاستشعار.

وتعمل أكثر من وحدة استشعار في كل اتجاه بحيث يتم تقديم بيانات متكاملة وواضحة.

بطيئة جدا

ولكن تظل المشكلة الراهنة التي تواجه مطوري هذا الجيل الجديد من سيارات المستقبل هو بطء سرعتها التي تصل إلى 16 كيلومتر في الساعة.

وكان من شروط المسابقة أن تقطع السيارة مسافة 96 كيلومترا خلال ست ساعات في شوارع مصممة للاختبار تضاهي شوارع المدن العادية بكل ما تحتوي عليه من مواقف وأشياء يواجهها السائق في الحياة اليومية.

دون أن تتعرض لأي حوادث ولا تنتهك قواعد المرور.

ويتكون نظام (بوس) للقيادة الذاتية من 10 أجهزة كمبيوتر يعمل عليها أكثر من 200 ألف برنامج كمبيوتر صغير للتحكم في كل وظائف السيارة وتشغيل مجموعة كبيرة من الأجهزة الإلكترونية المساعدة مثل وحدات استقبال وإرسال أشعة الليزر وموجات الرادار إلى جانب آلات التصوير الرقمية.

ورغم نجاح شركة كونتنينتال في تطوير جيلين من نظام القيادة الذاتي بوس فإنها لم تتمكن سوى من المشاركة بجيل واحد منه حيث لا تسمح شروط المسابقة باشتراك أكثر من نظام لكل فريق تطوير.

وقد نجحت شيفروليه تاهوي المزودة بنظام بوس في اجتياز الاختبارات بأعلى مستوى ممكن من الأداء بما في ذلك المرور في شوارع ضيقة للغاية والدوران في منحنيات حادة والالتزام بقواعد المرور في الإشارات والتقاطعات المختلفة وأماكن الانتظار وغير ذلك.

مفاجأة سارة

ويقول المهندس مايكل دارمز الذي أمضى نحو عامين في تطوير النظام (بوس) لصالح شركة كونتنينتال إن أداء هذا النظام كان مفاجأة سارة بالنسبة له شخصيا مما جعله أكثر تفاؤلا بقرب تحقيق حلم السيارة الآلية التي تستطيع السير بدون سائق.

ويضيف أن تحقيق هذا الحلم يمكن أن يحقق الكثير من المزايا بالنسبة للبشرية بما في ذلك تقليل معدلات حوادث الطرق حيث تشير الدراسات بالفعل إلى أن الخطأ البشري وسوء تقدير الموقف من جانب السائقين تستحوذان على النسبة الأكبر من أسباب حوادث المرور في حين أن الاعتماد على الذكاء الصناعي وأنظمة القيادة الذكية سوف تقلل بدرجة كبيرة من احتمالات حدوث خطأ في تقدير الموقف. ويقول الخبراء إن سيارة المستقبل يمكن أن تكون مثل الطائرة حيث يتولى الطيار الآلي قيادتها في بعض الاوقات مع استعداد الطيار البشري للتدخل عند الحاجة.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة