Car Magazine Wednesday  02/01/2008 G Issue 53

الاربعاء 24 ,ذو الحجة 1428   العدد  53

 

 

في هذا العدد

 

تقارير

 
الكتابة على السيارات .. زينة ولفت أنظار

 

 

* القاهرة - أحمد شامخ

كلمات تحمل في مضمونها رسائل ومعانٍ شتى .. ورسومات تخفي بين خطوطها نفوس البشر .. هذا الوصف ليس لمجلة أو كتاب وإنما لما تطالعه عيناك كل يوم على السيارات المارة أمامك والتي تشكل عالماً آخر من الكتابات والرسومات على الزجاج وعلى هيكل السيارة من الأمام والخلف ومن الجوانب ايضاً .. فصاحب السيارة وحده هو من يملك الحق في اختيار مكان هذه الكتابات والرسومات ومضمونها دون قيود، وكأن السيارات أصبحت مدونات متنقلة وإحدى وسائل التعبير لمن يملكونها.

الكتابة على السيارات تجاوزت الممارسات الفردية لتصبح ظاهرة ملحوظة في الشارع العربي خاصة بين الشباب الذين يتعمدون كتابة كلمات ورسومات غريبة على سياراتهم ، رغم التعليمات المرورية التي تمنع وجود مثل هذه الأشياء والجديد في هذه الظاهرة هو اختيار عبارات غزلية غالبيتها بلغات أجنبية، ووضع صور دينية أو لشخصيات كرتونية ورياضية .

عبارات رنانة

ورغم تنوع هذه الكتابات إلا انه يمكن رصد نوعين أساسين منها وهما الكتابات الدينية والكتابات الترفيهية وتتنوع الكتابات الدينية بين بعض الآيات القرآنية والأدعية والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو كلمات دينية ضد الحسد وما أكثرها، أما ما هو ترفيهي فيشمل كتابة كلمات مضحكة تسر القارئ أو بعض كلمات الغزل والشعر ورسائل الحب وهي السمة الغالبة على مفردات الكتابة على السيارات التي تحولت إلى وسيلة لسرد يوميّاتِ العشاق، إذ تجد عبارات مثل "عاشق المستحيل" و"حبيب الروح" و"يا ظالمني" و"أنت الحب" و"محتاجلك يا عمري".

ولا ينسى العاشق المتيم أن يكتب الحرفين الأولين من اسمه واسم معشوقته باللغة اللاتينية غالباً أو يستخدم رموزاً خاصة أحياناً مثل صورة العقرب أو الجمجمة أو الفك المفترس.

و بعض السيارات - خاصة سيارات النقل الثقيل - تحمل عبارات وأسماء وأمثال شعبية تثير الضحك أحياناً ، ومن أمثلتها "راجعه بالسلامة " " محروسة من عين البشر" "الباب الي يجيلك منه الريح سده واستريح" "امشي شهر ولا تعبر نهر " " امشي ورا الي بيحبك ولا تمشي ورا الي يضحكلك " , وراح أصحاب العربات التي تجرها الخيول وأصحاب الدراجات النارية يتأثرون بمثل هذه العبارات لتنتقل لهم عدوى الأسماء والعبارات الرنانة فنجد على العربات التي تجرها الخيول سيل من الكلمات المختلفة وفي الغالب تكون كلمات رومانسية لطبيعة الأشخاص الذين يركبون هذه النوع.

والرمز إلى الوطن أو نادٍ معين من أشكال الكتابه على السيارات حيث يحرص الشاب على تركيب ملصق صغير يحمل اسم منطقته، أو النادي الذي ينتمي اليه كنوع من إظهار الحب.

وفي ظل التكهنات التي يمر بها العالم من حروب ظهر نوع آخر من الكتابات الداعية للسلام منها " لا للحرب " , " قادمون " واللافت في الآونة الأخيرة الشعارات الدينية من جراء الإساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم منها " لا إله إلا الله محمد رسول الله " , " حبيبي يا رسول الله " , " فداك أبي وأمى يا رسول الله " , " إلا رسول الله ".

* يقول محمد إبراهيم سمكري سيارات إن الرسم على السيارات أفضل طريق للتعبير ويلجأ البعض إلى الرسم على هيكل السيارة بالكامل ، وقد يلجأ البعض الى رسم أشياء محببة مثل الشخصيات الكارتونية أو المناظر الطبيعية أما البعض الآخر خاصة الشباب منهم يلجأ إلى رسم أشكال مرعبة على السيارة لتكون أشبه ببيت الأشباح مثل رسم جماجم وهياكل عظمية على مقدمة السيارة ورسم مشاهد مثيرة للرجل الوطواط والرجل العنكبوت على الجوانب ويختمونها في الخلف برسوم أكثر رعباً مثل الدماء الملطخة.

* يقول ناصر حمدون طالب بجامعة 6 أكتوبر إنه يهتم كثيراً بكل شاردة وواردة في سبيل تجميل سيارته، ومن ذلك وضع ملصقات على زجاج السيارة وهيكلها من الخلف، كنوع من الزينة،

وإضافة لمسات جمالية على سيارته، لتكون متميزة عن السيارات الأخرى, ويضيف انه يشاهد بعض الشباب يضعون رسومات لجمجمة وكلمات أجنبية غريبة على زجاج السيارة ويعتقد أن هذه الأمور تقليد أعمى لثقافات أخرى نحن في غنى عنها لأن الكلمة البسيطة والعبارة الجميلة عنوان للسيارة فلا بد من الحرص على اختيار الأفضل.

وساحرة

* ويؤكد شوقي محمود صاحب سيارة أن الكلمة

و العبارة لها سحر وجمال ورونق جذاب وتعبر عن شخصية قائد السيارة ولكن إذا بعدت عن المألوف انقلبت لتصبح كابوساً , فلا مانع من الكتابات الوطنية ورسائل الحب بشرط عدم خدش الحياء من جهة وعدم مخالفة قواعد المرور من جهة أخرى , فالحرية مطلوبة للتعبير عن شخصيتك إذا لم تمس الآخرين بضرر.

* ويشير محمد مرسي صاحب محل سيارات الى ان أجمل ما في صاحب السيارة ذوقه الرفيع الذي يأتي من نظافة سيارته وتعطيرها بعطر جميل أفضل من كتابة عبارات مزعجة وملئها بالصور ، ولا بد أن يضع السائق في حساباته أذواق الناس الذين يستقلون سيارته وبالتالي يبتعد عن الانتقادات والكلام الجارح.

* أما شيماء عبد الوهاب الباحثة الاجتماعية بجامعة عين شمس فترى أن الكتابة على مقاعد السيارات تتيح للبعض أن يعبر عن ذاته بمنتهى الحرية ويمضي تاركاً وراءه جملة مؤثرة أو تعبيراً هادفاً يقرأه عشرات الركاب كل يوم، وقد تكون بعض هذه العبارات تلخيصاً لقصة صغيرة عاشها إنسان ما وتركت في وجدانه أثراً لا يُمحى، ولذلك أصبحت الكتابة على السيارات بمثابة مدونات للبسطاء وصحيفة يومية للفقراء الذين تضيق بهم الأرض بما رحبت ولا يجدون وسيلة للتعبير عن أنفسهم سوى هذه المساحة الحرة المفتوحة، وفيها يجد المراهق متنفساً لا يوفره البيت أو المدرسة أو أجواء الصداقة أو الزمالة، وكذلك العاشق الذي يهرب من خلالها من العيون المتلصصة فيكتب ما يريد محاولاً كسر طوق الحصار الاجتماعي لعلاقات الحب، وهكذا أصبحت هذه الكتابة تنفيساً لمشاعر مكبوتة وتمرداً على قيم وتقاليد وظواهر سائدة في مجتمعنا المحافظ.

ويبقى أطرف العبارات التي لاحظناها على زجاج إحدى السيارات والتي حاول صاحبها أن يلخص رؤيته لكل ما يحدث حوله قائلاً : " محدش فاهم حاجة

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة