Car Magazine Wednesday  12/03/2008 G Issue 63

الاربعاء 4 ,ربيع الاول 1429   العدد  63

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
دماء .. صباح مساء
خلوفة بن محمد الأحمري (*)

 

 

لا تكاد تقرأ مطبوعة أو تجلس مجلساً.. أو تحادث شخصاً.. أو تشاهد أو تسمع حواراً إلا وللدماء النازفة على الطرقات أوفر الحظ والنصيب.

أصبح الموت الجماعي والأشلاء المتناثرة والدماء المسكوبة سمة شبه يومية، هل تذكر أنك قرأت صحيفة أو قل مر بك يوم لم تسمع أو تشاهد حادثاً ذهب ضحيته إنسان موتاً أو شللاً أو حتى أصابه من أي نوع.

لماذا لا نحترم هذه الأنفس؟! لماذا هذا الهدر لطاقات لا تعوضها ملايين الريالات؟!

إلى متى ونحن نجهل ونتجاهل التعامل مع هذه المركبات..

قبل أشهر أسرة واحدة مكونة من تسعة أشخاص ذهبوا نتيجة سرعة جنونية لأحد الشباب ولم تنج إلا طفلة عمرها تسعة أشهر.. يا الله.. إذا فتحت هذه الطفلة عينيها ولم تجد أماً ولا أباً ولا أخاً ولا أختاً.. أين هم.. ذهبوا إلى القبور؟

وفي إحدى الحارات.. رجل في طريقه لصلاة العشاء.. تصدمه سيارة شاب مجهول ويا ليته توقف.. لكنه لاذ بالفرار!! نسأل الله لهؤلاء المتهورين الهداية ولأبائهم وأمهاتهم وكل من له علاقة بهم صلاح القلوب من العيوب.

وفي مشهد آخر طفل عمره عشر سنوات ذهب لإحضار حاجيات من البقالة طاعة لأمه فما عاد إلى منزله بل مزقه شاب مفحط لينثر كل أغراضه على قارعة الطريق فلا عاد ولا عادت الطلبات!

لا أحد يا أحبابي يعترض على قدر الله النافذ ومشيئته الماضية.. لكن الله أمرنا أن نمشي هوناً.. وأن نراعي حق أنفسنا وأهلنا بل حتى حق المركبة والطريق.. وأنا هنا أوجه نداءً خاصاً لكل من وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تكثف حملاتها وتقيم المعارض التوعوية والدورات والمحاضرات وتركز على خطر الاستهتار بهذه السيارة ومن التعامل معها وأن تنقل الصور المأساوية للحوادث للطلاب في المدارس والملاعب وأمام مداخل الأندية ويجب أن يعرف الجميع أننا شركاء في حل هذه المأساة والحفاظ على ثروات البلاد البشرية التي تهدر صباح مساء.

إشراقة:

قال الله جل وعلا: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}.

(*) باحث اجتماعي - الرياض abo-anasa@hotmail.com

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة