لقد ظلت بحوث سلامة المرور لعدة عقود من الزمان تدور حول موضوع رئيس هو محاولة التعرّف على السائق المشكل وتحديد صفاته.

إن الملاحظ من إحصاءات المرور، أن من الناس من يرتكب عدداً أكبر من المتوسط من حوادث المرور، وإذا كان ذلك صحيحاً، فهل يتميّز أفراد هذه الفئة بصفات أو مميزات يشتركون فيها جميعاً؟!

في دراسته عن صفات السائق وظروفه البيئية يشير مارك وستن إلى أنه وعلى أساس المنطق الإحصائي وحده، فإن من المتوقع أن بعض الناس يرتكبون عدداً أكبر من الحوادث عن غيرهم بالصدفة.

وقد قام كرانسر بدراسة إحصائية عن السائق المخالف الخطر، وتبيّن أن السائقين المشكلين يختلفون اختلافات جوهرية عن السائقين غير المشكلين من ذلك:

1- أن للسائقين المشكلين سجلات مرورية حافلة بالحوادث والمخالفات المرورية أكثر مما هو متوقع إحصائياً.

2- السائقون المشكلون كانوا أصغر سناً.

3- يغلب أن يكون السائق المشكل رجلاً أكثر من كونه امرأة.

4- السائقون المشكلون يرتكبون مخالفات يعاقب عليها - غالباً - بسحب رخصة القيادة.

5- وفي دراسة إحصائية أخرى قام بها بريزانيا حاول فيها الكشف عن العلاقة بين كون السائق طرفاً في حادثة مرورية، وبين مخالفاته المرورية.

وحصل الباحث على عدة نتائج، من أبرزها:

أ - كانت نسبة من تعرض للحوادث أكثر من مرة 17% من الرجال، و8% من الإناث وهي نسبة مرتفعة.

ب - إن النسبة المطلقة لحوادث المرور للسائقين الذكور المبتدئين أعلى من أي فئة أخرى.

ج - كانت معدلات الحوادث للإناث المبتدئات في قيادة السيارات عالية.

النتائج السابقة - كما هو واضح - تبيِّن أن السائق المشكل يتميز بنقص الخبرة وصغر سنه.

إذن، وحسبما أشارت العديد من الدراسات السائق المشكل، هو غالباً: قليل الخبرة، صغير السن، ذكر، فقير، أقل تعليماً أو غير متعلم، ويحتوي سجله المروري على مخالفة واحدة أو أكثر.

لكن، مثل تلك الدراسات الإحصائية لا تساعد كثيراً في فهم العوامل السلوكية والعوامل الشخصية المباشرة التي تهيئ أي فرد للوقوع في حوادث السيارات.. ورغم ذلك، فهناك بعض المعلومات المتناثرة والتي توحي ببعض الإجابات.