* تحقيق - حمد العنزي *

* تصوير - التهامي عبدالرحيم *

تنتشر السيارات الكورية في الرياض وغيرها من مدن المملكة، وأصبح لها مكانتها وحصتها في السوق وذلك لما تمتاز به من مواصفات عالية الجودة أسهمت في نجاحها ومنافستها للسيارات الأخرى إلى جانب أسعارها الاقتصادية، وازداد معدل مبيع السيارات الكورية في السنوات الأخيرة وتتلقى الشركات الكورية عبر وكلائها المزيد من الطلبات بما يعكس مكانتها وحرص الكثيرين على اقتنائها بأنواعها واحجامها المختلفة للأفراد والعائلات.

مجلة (نادي السيارات) استطلعت آراء بعض الوكلاء واصحاب المعارض ومستخدمي السيارات الكورية وسجلت انطباعاتهم عن انتشار هذه السيارات وميزاتها وأسباب الاقبال عليها.

أسعارها مناسبة

اعتبر الأستاذ محمد الهمامي مدير معرض للسيارات الكورية بالرياض أن مبيعات هذه السيارات بشكل عام اصبحت مرتفعة بالوقت الحالي حيث تجدها بكثرة ولا يخلو أي معرض من السيارات الكورية. ويضيف: كوننا موزعين لسيارة هيونداي داخل المعارض فنحن نبيع ما يقارب700 سيارة في الشهر لذلك تجد لها رواجاً كبيراً داخل المعارض كما أن السيارات الكورية ذات أسعار معقولة لذلك هي في متناول الجميع إلى جانب انها تمتاز بمواصفات عالية الجودة واقتصادية من حيث صرف البنزين كما ان قطع غيارها متوافرة في كل مكان وذات أسعار مناسبة للجميع وفي ظل هذا الإقبال الذي تشهده السيارات الكورية فقد أصبحت تنافس السيارات الأخرى، ونلاحظ مؤخراً ان شركات تأجير الليموزين توجهت إلى شراء سيارات هيونداي لأنها مناسبة واقتصادية وتلبي متطلبات الحركة والخدمة بالمدينة.

وفيما يخص ارتفاع أسعار السيارات الكورية خلال السنوات الماضية أكد الهمامي أن المواصفات والمميزات التي يتم إضافتها على سيارة هيونداي من سنة إلى أخرى هي وراء هذا الزيادة التي أعتقد أنها بسيطة مقارنة مع مثيلاتها من السيارات اليابانية والأمريكية فعدد من السيارات شهد ارتفاعا في أسعارها خلال نفس الفترة وليست سيارة هيونداي أو السيارات الكورية التي ارتفعت أسعارها ومع هذا مازالت تجد إقبالاً من قبل عدد من الزبائن.

مواصفات ممتازة

ويرى الأستاذ حمد الجربوع أن سوق السيارات الكورية يجد رواجاً كبيراً من مختلف فئات المجتمع ويقول: بعد أن كانت السوق محصورا في عدد قليل من الشركات اصبحنا الآن نشاهد عددا من السيارات ذات المواصفات الممتازة التي تقوم بتقديمها عدة شركات مثل هيونداي وكيا ودايو وغيرها من سيارات اعتقد أنها مناسبة من حيث السعر والشكل الخارجي بالإضافة إلى ان نسبة استهلاكها للبنزين قليلة جدا واعتقد أن من يرغب باستعمال وسيلة نقل داخل المدينة عليه بالسيارات الكورية لأنها مناسبة جدا ونلاحظ أن بعض الشركات الأمريكية واليابانية أخذت موديلات من السيارات الكورية واضافتها إلى مجموعة سياراتها وهذا دليل على النجاح الكبير الذي تشهده السيارات الكورية التي اصبحت تنافس كبرى الشركات العريقة.

ويعتقد الأستاذ هادي بن شافي أن السيارات الكورية استطاعت خلال الأعوام الثلاثة الماضية أن تحوز على نسبة كبيرة في سوق السيارات في المملكة واصبحت تنافس الشركات الأخرى بقوة، ورغم انه يملك سيارة كورية يرى بن شافي ان لكل سيارة مواصفاتها الخاصة بها سواء اليابانية أو الأمريكية أو الألمانية أو الكورية فكل سيارة تتميز بمواصفات معينة، والسيارة الكورية تمتاز بمواصفات خاصة كالسعر المناسب عند شرائها بالإضافة إلى قطع غيارها المتوافرة في كل مكان والرخيصة وهذا ما يجعل شريحة معينة من الناس تفضل استخدام السيارات الكورية على غيرها من سيارات أخرى.

للمدينة فقط!

ويقول الأستاذ فرج بن عبدالله إن السيارات الكورية أصبحت مرغوبة للجميع وفي متناول يد الكل وذلك لأنها تمتاز بمواصفات عالية الجودة وانا أعتقد وبناء على تجربة شخصية انه يمكن أن تكون سيارة تستعملها داخل المدينة وخارجها وليس كما يراها البعض بأنها سيارة خاصة تصلح للمدينة فقط، بالإضافة إلى أن قطع غيار هذه السيارة متوافرة في جميع محال قطع الغيار وذات أسعار مناسبة وجيدة وانصح الجميع باستعمال هذه السيارات.

ولا يتفق الأستاذ مشاري الدوسري مع الآراء السابقة ويخالفها بعض الشيء فهو يعتقد أن السيارات الكورية مناسبة من حيث الأسعار وجيدة الاستعمال اذا كانت حديثة الصنع ولكن اذا تجاوز استعمالها ثلاث سنوات يبدأ يظهر فيها عدد من العيوب والمشاكل الميكانيكية وغيرها ويقول: برأيي أن هذه السيارات صممت من أجل الاستعمال القصير المدى وليست للاستعمال الطويل المدى كما هي حال بعض السيارات الأخرى ولكنها مناسبة للمدينة والاستعمالات البسيطة ولذلك فسعرها مناسب واقتصادي.

الكورية فقط!

وذكر الأستاذ إبراهيم احمد انه قام باستعمال السيارات الكورية ووجد أنها تمتاز بمواصفات عالية وشكل خارجي مناسب وانسيابي لا يمكن أن تقارن مع مثيلاتها من السيارات الأخرى فهي الأفضل من حيث السعر والشكل الخارجي ومتعددة الاستعمالات كما أنها تشهد كل سنة التطوير والتحديث من خلال طرح أشكال جديدة ما يشجع عدد من الزبائن على اقتنائها واصبحت تنافس في سوق السيارات بكل قوة.

ويشير الأستاذ احمد الشمري إلى أنه قام باستخدام سيارة كورية منذ فترة طويلة ولا يزال، وذلك لأنه وجد فيها الراحة والرفاهية التي يمكن أن يجدها في سيارة أخرى ولكن ليس بنفس الأسعار ويعتقد أنها تمتاز بمواصفات عالية وراقية وأسعار مناسبة للجميع كما أنها اقتصادية من حيث استهلاكها للبنزين وهذه ميزة لا يمكن أن نجدها في السيارات الأمريكية أو اليابانية ولهذا لا يمكن أن تمر في أحد شوارع الرياض دون أن تجد سيارة كورية ويتوقع أنه في السنوات المقبلة ستكون السوق للسيارات الكورية فقط!!

متاحة للجميع

ويروي الأستاذ فهد أحمد تجربة غير سارة حيث اشترى سيارة كورية حديثة الصنع ولكنه عندما سافر بها مسافة بعيدة وجد أن الماكينة لا يوجد فيها زيت مما أدى لعطبها واضطر لاستبدالها من الوكالة بسيارة أخرى وبناء على هذه التجربة يعتقد أن السيارات الكورية ليست جديرة بالسفر لمسافات بعيدة ولكنها مناسبة للاستخدام داخل المدن ولهذا فأسعارها رخيصة مقارنة بغيرها من السيارات المعروفة.

ويخالفه الرأي الأستاذ فهد الرشيدي الذي يجد أن السيارات الكورية اقتصادية من حيث السعر والاستهلاك لجهة قطع الغيار واستهلاك بنزين وهي مناسبة ومتاحة وفي متناول الجميع.

وينصح الرشيدي كل شخص داخل المدينة باقتنائها باعتبارها سيارة عملية انسيابية يساعد شكلها الصغير على تجنب الزحام في الطرقات

100 ألف سيارة

وللتعرف على أسباب انتشار السيارات الكورية في المملكة وحصتها في السوق السعودية التقينا الشيخ سعد بن فهد الوعلان رئيس مجلس إدارة مجموعة الوعلان وكيل سيارات هيونداي حيث أكد ان نمو سوق السيارات في المملكة يرجع إلى شغف المواطن السعودي، بل والخليجي عموما بالسيارات ومتابعة تطوراتها ومواكبة موديلاتها الحديثة واقتناء كل ما هو جديد منها ويعود ذلك إلى ارتفاع القدرة الشرائية لديهم وطبيعة الحياة بالإضافة إلى عدم وجود نقل عام منتظم يقلل استخدام السيارات الخاصة.

وفيما يخص انتشار سيارة هيونداي بشكل خاص والسيارات الكورية بشكل عام يؤكد الشيخ الوعلان أن العوامل التي ساعدت سيارات هيونداي على الانتشار: السعر المنافس والجودة وأسعار ما بعد الاستعمال خصوصا سيارات التأجير أو سيارات الأجرة حيث إنه عندما ينوي المشتري بيعها بعد سنتين أو ثلاث سنوات فإنها لا تفقد الكثير من قيمتها وكذلك اهتمام الشركة بخدمات ما بعد البيع وتوافر قطع الغيار باستمرار عن طريق أكثر من30 منفذاً لبيع قطع غيار السيارات وأوضح أن مبيعات هيونداي في المملكة وصلت إلى أكثرمن50 ألف سيارة ويمكن تجاوز هذا الرقم بسهولة ولكن العائق الوحيد الذي يمنع تجاوزه هو عدم قدرة الشركة على تصدير أكثر من ذلك إلى السوق السعودية ولكن - والكلام للشيخ الوعلان - لدى الشركة خطة مستقبلية للارتفاع بالمبيعات خلال السنوات الثلاث المقبلة لتصل إلى100 ألف سيارة في العام وهذا يمثل نحو20 بالمائة من حجم السوق.