Car Magazine Wednesday31/01/2007 G Issue 9
المستقبل
الاربعاء 12 ,محرم 1428 العدد9

إيرو إكس
طائرة نفاثة من ساب تطير على الأرض

مبدأ مهم وراسخ لجأت إليه شركة السيارات الفارهة السويدية ساب من أجل البقاء على مسرح الأحداث في عالم السيارات الذي يشهد منافسة ضارية وهو (التنقيب في الماضي أفضل طريق للوصول إلى المستقبل).

فعندما اكتشفت ساب أن المنافسة الشديدة في عالم السيارات قلصت نفوذها وشهرتها في هذا العالم بدأت التفكير في طرح سيارة جديدة للمستقبل تعيد رسم الصورة البراقة للعلامة التجارية لهذه الشركة المملوكة جزئياً لإمبراطورية السيارات الأمريكية جنرال موتورز.

فقد كشفت ساب عن نموذجها الجديد لسيارة المستقبل وهو إيرو إكس الذي يحمل اسمه الكثير من الطموح للتحليق في رحب الفضاءات. فقد عادت الشركة إلى ماضيها عندما كانت تعمل في مجال صناعة الطيران لكي تطور عربة المستقبل التي تحلق بقائدها في الفضاء من خلال تصميم على هيئة قمرة قائد الطائرة يلغي الحاجة إلى وجود أبواب تقليدية مقابل تزويدها بمجموعة هائلة من الخصائص الإلكترونية. كما أنه لا توجد ماسحات للزجاج الأمامي حيث تم تزويد الزجاج بنوع خاص من الطلاء الذي يسمح لركاب السيارة بالرؤية رغم وجود ذرات المطر على الزجاج.

الخروج عن التقليد

يقول أنطوني لو مدير التصميم المتقدم في الفرع الأوروبي لشركة جنرال موتورز الأمريكية مالكة ساب إن هذه السيارة تعطينا الفرصة للخروج على حدود التصميم التقليدي واستكشاف آفاق أرحب لتلبية أذواق العملاء.. فهي تعكس فكرتنا الداعمة لإيجاد النموذج الذي يمثل طرازاً رفيعاً من إنتاجنا.

وأضاف (كنا نركز على الاستفادة من حقيقة أن لشركة ساب جذوراً عميقةً في عالم صناعة الطيران بالإضافة إلى تقديم عناصر التصميم في الإضاءة والمعدات التي يمكن أن لخبرتنا الأسكندنافية أن تشعل طموحنا بالنسبة لها). فالمعروف أن خبرات ساب في صناعة الطائرات والصناعات الجوية بشكل عام تعود إلى نحو 70 عاماً عندما تأسست تحت اسم سفينسكا إيروبلين أكتي بولجيت (ساب) وهو ما يعني أن العودة إلى الاستفادة من تلك الخبرات القديمة من أجل التحليق في عالم السيارات يمثل تفكيراً تجديدياً من جانب الشركة السويدية.

وبعد نحو عشر سنوات من العمل في مجال الصناعات الجوية دخلت الشركة عام 1947 عالم السيارات عندما قدمت أول سيارة لها تحت اسم ساب 92 لأن اسم ساب 91 كان قد أطلق على طائرة صغيرة مخصصة لتدريب الطيارين.

النفق المظلم

ورغم تراجع مبيعات الشركة السويدية العريقة ووجود العديد من علامات الاستفهام بشأن قدرتها على البقاء في ظل المنافسة الضارية فإن إيرو إكس تمثل دفعة قوية جديدة يمكن أن تخرج ساب ككل من النفق المظلم وتدفع بها مجدداً إلى قمة صناعة السيارات الفارهة.

يقول يان آيكي جاكسون المدير الإدارة لساب إن هذا النموذج يكشف القدرات المثيرة التي نتمتع بها ويفتح لنا الطريق من أجل تطوير لغة أكثر تقدمية في عالم التصميم.

اختار المهندسون في الشركة السويدية ألياف الكربون لصناعة جسم إيرو إكس من أجل تقليل الوزن الذي انخفض بالفعل إلى حوالي 1500 كجم. ورغم تأثير التراث السويدي في صناعة السيارة على إيرو إكس فإن الخبرة الأسترالية كانت موجودة تحت الغطاء حيث تم تزوديها بمحرك ثنائي توربيني سعته 2.8 لتر وذي ست صمامات من عائلة محركات جلوبال في 6 التي يتم تصنيعها في مدينة ملبورن الأسترالية.

وفي إطار سعي ساب لتأكيد مكانتها كمنتج للسيارات الصديقة للبيئة فقد تم تعديل المحرك في إيرو إكس لكي يعمل بوقود الإيثانول بنسبة 100 في المائة ويعطي طاقة قدرها 300 كيلوت وعزم شدته 500 نيوتن.

سقف طائرة

وقد حصل النموذج ساب إيرو إكس على جائزة (أفضل نموذج في المعرض) خلال الدورة السابقة لمعرض جنيف الدولي وهو أحد من أهم معارض السيارات في العالم. يقول مايكل جيرمالدي رئيس فرع جنرال موتورز في كندا إن إيرو إكس استفادت تماماً من تراث ساب في عالم صناعة وتصميم الطائرات وهو ما ظهر بوضوح في هذا النموذج الذي تجاوز كل التقاليد الراسخة لتصميم السيارات سواء من الداخل أو من الخارج.

هذه السيارة الديناميكية تضم مقعدين فقط وذات تجهيز رياضي بلا باب تقليدي وإنما يتم رفع سقفها على طريقة سقف الطائرات المقاتلة النفاثة.

ولا توجد قوائم للزجاج الأمامي لأن إيرو إكس تتبني نموذج قمرة الطائرة كما قلنا. والحقيقة أن تزويد إيرو إكس بمحرك بيو باور من شركة جلوبال الذي يعمل بالإيثانول وهو مصدر وقود طبيعي متجدد على عكس البنزين والديزل يجعل منها سيارة فريدة من نوعها في الوقت الراهن. ورغم استخدام هذا الوقود المتجدد فإن المحرك المزدوج الموجود في السيارة يتمتع بقوة هائلة قدرها 400 حصان وفي الوقت نفسه لا يؤدي إلى إخراج عوادم ثاني أكسيد الكربون الضارة بالبيئة.

القوة الخضراء

يطلق الخبراء على المحرك الجديد الذي استخدمته ساب في نموذجها المبتكر اسم (القوة الخضراء) باعتباره مثالاً للمحركات صديقة البيئة التي تستخدم نوعاً من الوقود لا يسبب أي تلوث.

في الوقت نفسه تقول ساب إن هذا المحرك وهذا النموذج يجسدان للفكرة الرئيسية التي تؤمن بها وهي (الأداء مع المسؤلية) أي تقديم سيارة تقدم أعلى مستوى من الأداء و تلتزم بمعايير صارمة فيما يتعلق بالحفاظ على البيئة.

كما أن صندوق التروس في هذا النموذج يوفر سبع سرعات يتم التغيير بينها أوتوماتيكياً. وتنطلق السيارة من صفر إلى 99 كلم - ساعة خلال 4.9 ثانية.

في حين تصل سرعتها القصوى إلى 250 كلم - ساعة.

وبالطبع فإن نموذج بمثل هذه الإمكانيات لا بد أن يكون من فئة سيارات الدفع الرباعي مع وجود خاصية التحكم في العجلات الأربع للسيارة أثناء القيادة.

ومن الداخل تقدم إيرو إكس أبعاداً جديدةً لفخامة صالونات السيارات الأسكندنافية حيث تم التخلي تماماً عن الأزرار والمفاتيح المعروفة في السيارات التقليدية والاعتماد على تقنيات حديثة للغاية مستمدة من التفوق السويدي في عالم الصناعات الدقيقة والزجاج حيث يتم عرض بيانات السيارة عبر مناطق من الزجاج الشفاف في صور ثلاثية الأبعاد.

كما أن التصميم المبتكر للنموذج ساب إيرو إكس يتيح لركابه زاوية رؤية قدرها 180 درجة كاملة.

كما يجعل الدخول والخروج إلى هذا الصالون الضيق أمراً سهلاً.

ورغم أن إيرو إكس تنتمي إلى فئة السيارات الرياضية الصغيرة ذات المقعدين فإنها تتمتع بوجود مساحة كبيرة للأمتعة في مؤخرتها حيث يوجد بالفعل مكان للأمتعة هو الحقيبة الخلفية المضغوطة وآخر هو الدرج المتحرك أسفل السيارة الذي يمكن سحبه إلى الخارج ووضع الأمتعة فيه ثم إعادته إلى مكانه أسفل جسم السيارة. وبالنسبة لنظام الإضاءة فمن الطبيعي أن يتم استخدام تكنولوجيا الصمامات الثنائية المصدرة للضوء الأزرق (إل إي دي) التي تعطي فريق التصميم حرية جديدة من أجل استخدام مزايا تكوين أشكال مضغوطة من المصابيح وفي الوقت نفسه تقدم إمكانيات هائلة للتحكم الإلكتروني في أنظمة الإضاءة.

المعايير البيئية

في تعليق لأحد الخبراء على النموذج إيرو إكس وتأثره الشديد بتراث ساب في صناعة الطائرات قال إن المصممين والمهندسين والمسوقين في ساب كشفوا من خلال هذا النموذج عن القدرة الهائلة على الاحتفاظ بكل السمات الوراثية للشركة السويدية وانتقالها من جيل إلى جيل بنفس طريقة انتقال الحامض النووي (دي إن إيه) بين الأجيال في الأسرة الواحدة.

فالصفات الوراثية التي حرص فريق على العمل على نقلها إلى الجيل الجديد تشمل الجودة الكاملة للمنتج والرؤية التقدمية للتصميم والشكل والأداء الرياضي للسيارة والشكل المثير وأخيراً مراعاة المعايير البيئية.

ورغم أن هذه السيارة ما زالت في مرحلة الفكرة أو النموذج الأولي فإن ساب تراهن على تقبل الجمهور لها للانتقال بها إلى مرحلة الإنتاج التجاري الذي سيتم غالباً في أحد مصانعها بالسويد.

المعروف أن ساب واحدة من أصغر منتجي السيارات في أوروبا ولكنها تركز على السيارات الفارهة والرياضية باهظة الثمن وهو ما يجعل مبيعاتها في حدود 150 ألف سيارة سنوياً. وتوزع سياراتها في أكثر من 60 بلداً حول العالم وتتمتع بسمعة عالية في مجال تصنيع السيارات على اعتبار أن سياراتها تجمع ما بين الأداء المتميز وخصائص الأمن السلامة العالية.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة