حقق رالي داكار 2007 رقماً قياسياً في عدد المتسابقين الذين شاركوا في السباق 525 فريقاً يمثلون اثنتين وأربعين دولة. فقد بلغ عدد المتسابقين 250 متسابقاً على الدراجات النارية و187 متسابقاً على السيارات و88 متسابقاً على الشاحنات، ووصل منهم إلى خط النهاية 109 متسابقين على السيارات و132 متسابقاً على الدراجات النارية.

وشهد السباق إنجازاً عربياً فريداً، حيث أحرز القطري ناصر بن صالح العطية المركز السادس في الترتيب العام، وهي نتيجة غير سارة للبطل الذي كان يطمح للفوز بالبطولة، ولكن عوامل عديدة منها أعطال السيارة، والعقوبات التي فرضت عليه، والتي بلغت في مجملها 129 دقيقة، بحجة تجاوز السرعة، حالت دون حصوله على اللقب.

ورغم كل ذلك فإن ما حققه ليس قليلاً بالنظر إلى ظروف السباق الصعبة والإمكانات الكبيرة للمتسابقين الآخرين. ويضاف إلى هذا السجل الخالد إنجاز آخر للبطل لا يقل عن ذلك وهو فوزه بالمرحلة العاشرة من البطولة، مهدياً العرب بذلك أول فوز عربي بإحدى مراحل البطولة. وكانت النهاية فرنسية في رالي داكار، حيث أحرز الفرنسي كوترت بيترهانسل رقماً قياسياً بتحقيق اللقب التاسع في البطولة بسيارته الميتسوبيشي، وتلاه في المرتبة الثانية، بفارق سبع دقائق فقط، حامل اللقب السابق الفرنسي بيكارد ألفاند من فريق ميتسوبيشي أيضاً، وفي المرتبة الثالثة جاء الفرنسي ديبرون شليسر من فريق فورد بفارق ساعة وست وعشرين دقيقة من ألفاند.

وفاز الفرنسي سيريل ديسبريه بلقب الدراجات النارية في هذا السباق الذي يعدّ أعنف سباقات السيارات وأشدها خطورة. وقد تمكن بيترهانسل من إنهاء المرحلة الأخيرة، وهي المرحلة الخامسة عشرة من السباق، على امتداد الساحل الأطلنطي في السنغال، بسرعة فائقة، منهياً السباق كلّه ابتداء من لشبونة، وعبر الصحاري والكثبان الرملية والتكوينات الصخرية وأراضي السافنا المكشوفة في كل من المغرب وموريتانيا ومالي والسنغال، بطول إجمالي قدره 8708 كلم.

وهذا هو الفوز الثالث لبيترهانسل (41 عاماً) في بطولة السيارات، وتضاف إليها ستة ألقاب في الدراجات النارية.. وفاز بالمرحلة الأخيرة من السباق الجنوب أفريقي دو فيلييه، الذي حل في المركز الحادي عشر في الترتيب العام للسباق.

وجاء بيترهانسل في الترتيب الحادي والخمسين وألفاند في الترتيب الثالث والخمسين في المرحلة الأخيرة، ومن الغريب أن بيترهانسل أحرز لقب البطولة دون أن يحقق فوزاً واحداً في كل مراحل السباق البالغة خمس عشرة مرحلة، وأهدى بذلك ميتسوبيشي الفوز السابع على التوالي.

وفي أول تصريح له لأجهزة الإعلام وصف بيترهانسل السباق بقوله: (كان السباق صعباً جداً ومجهداً جداً هذا العام، بعض السباقات سهلة الفوز وبعضها عسير، وهذا السباق من النوع الأخير، عدد من الكيلومترات في إفريقيا، وكمية من الفرحة، وبعض الاحباطات القليلة، ولكن رالي داكار رائع حقا).

وفي سباق الدراجات النارية تمكن الفرنسي ديسبريه (32 عاماً)، الفائز باللقب في عام 2005م، من الفوز باللقب بعد أن اصطدم الأسباني مارك كوما قبل لحظات من إنهاء السباق، وضاع بذلك عليه فوز محقق. أنهى ديسبريه المرحلة الأخيرة في الترتيب السادس والخمسين متقدماً على مواطنه وعضو فريقه دافيد كاستيو بأربع وثلاثين دقيقة في الترتيب العام بعد أسبوعين من التنافس الحاد ابتداء من أوروبا وعبر الصحاري والكثبان الرملية في السنغال، وأهدى بذلك الفوز السابع على التوالي لصانعة الدراجات النارية كي تي أم.

ورغم احتياطات السلامة الكبيرة خيّمت على السباق ظلال وفاة سائق الدراجات النارية الفرنسي إريك أوبيجو (42 عاماً) بالسكتة القلبية بعد إنهائه المرحلة قبل الأخيرة من السباق، وكان يحتل حتى وفاته المركز الثامن عشر في الترتيب العام للسباق. كذلك توفي الجنوب أفريقي إيلمر سايمون، الذي شارك في السباق لأول مرة، إثر تعرضه لحادث اصطدام في اليوم الرابع للسباق.

وأعادت هاتان الحادثتان إلى الأذهان حوادث الوفيات السابقة البالغة 48 حادثة وفاة، مثيرة مرة أخرى الانتقادات التي توجه إلى السباق بأنه لا يستحق كل هذه التضحيات.