Car Magazine Wednesday31/01/2007 G Issue 9
إشارة حمراء
الاربعاء 12 ,محرم 1428 العدد9

إشارة حمراء
أين الخلل ؟

صبيحة يوم العيد صبيحة كلها حب ومودة، تعلو الابتسامة الوجوه، يلتقي الناس بعضهم بعضاً، تاركين خلفهم مشاغلهم اليومية ليجعلوها مناسبة للفرح والسرور. تلك الصبيحة تكون ميداناً للالتقاء بالأهل والأحبة، في مظهر يسوده الإخاء حتى بين الفرقاء، ناسين أو متناسين قطيعة استمرت ردحاً من الزمن، في جو يطغى فيه دفء المشاعر على صقيع الشتاء، ليتكرر المشهد بجميع تفاصيله الباهرة في كل عيد.

وفي العيد المنصرم، وبينما أنا وعائلتي نسير بطريق الملك فهد بالرياض، وفي تلك الصبيحة الجميلة .. تعكر صفو المناسبة ببعض التصرفات الحمقاء، التي مردها اللامبالاة وانعدام الضمير، وعدم إدراك العواقب الوخيمة لهذه التصرفات، فقد فُجعنا بمشهد لا يمكن وصفه بأقل من أنه إجرامي، سيارة صغيرة، وبها ثلاثة في عنفوان شبابهم، تجاوزتنا بحركة صبيانية، تتنقل بين مسارات الطريق يميناً ويساراً، لتنطلق منها كالسهم (علبة) مملوءة بالمياه الغازية متجهة إلى (غمارة) إحدى السيارات! ولقد كادت السيارة (الضحية) أن ترتطم بالسيارات الأخرى، إذ فقد سائقها لبرهة تركيزه، ولولا عناية الله لحدثت كارثة لا تحمد عقباها. وللوهلة الأولى ظننا أن هناك خطأ ما قد حدث، أو أن هناك مطاردة وعملية انتقام بين سيارتين، وتابعنا سيرنا في حالة من الذهول، محاولين أن نجد تفسيراً لما حدث.

وبعد بضع لحظات كانت المفاجأة الثانية، حيث انطلقت علبة جديدة لترتطم بزجاج سيارة أخرى، في مشهد يزيد من ألمه تصفيق ونشوة هؤلاء المجرمين، ولحظتها استطعنا فك طلاسم هذه التصرفات، المتمثلة في العبث والاستهتار. وسرت خلف هذه السيارة التي تقل أولئك الشباب العابثين، واتصلت بدوريات النجدة، ووصفت لهم الموقف، وزودتهم ببيانات السيارة، فأبلغوني أنه سيتم التعميم على الدوريات لتعقّبها، وبعدها رفعنا أيدينا متضرعين إلى الله أن تتمكن الجهات المختصة من القبض عليهم، قبل أن يتسببوا في حوادث كارثية، قد تهلك الآمنين، وقد لا ينجو حتى هؤلاء الطائشون منها.

وأمام هذه التصرفات غير المسؤولة، والأعمال الإجرامية، التي يتخذها البعض (وهم قلة) نافذة للتسلية والمرح، فإننا نتساءل : أين الخلل؟!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«52» ثم أرسلها إلى الكود 82244

عبداللطيف العتيق


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة