صدر منذ فترة طويلة قرار بضرورة استخدام حزام الأمان عند قيادة السيارات وقامت الإدارة العامة للمرور ممثلة بوزارة الداخلية مشكورة بحملة دعائية قوية وطويلة المدة اشتملت على الدعاية لهذا الموضوع عبر وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمقروءة والمرئية وكذا إقامة الندوات والمحاضرات في مختلف الأجهزة الحكومية وقد تعاونت المستشفيات في ذلك وأدت جهوداً مشكورة بالإضافة إلى المربين والمعلمين في المدارس، كما ان المرور في حملته ركز على السائقين بذلك وأفهمهم بأهمية الحزام وربطه أثناء القيادة وكان ذلك في الطرقات وعند التقاطعات وإشارات المرور مما لم يجعل لأي سائق عذر في عدم معرفته وإلمامه بأهمية حزام الأمان، وقد وزع المرور مشكورا كثيرا من الكتيبات والملصقات والاحصاءات التي تبين ضرورة استخدام حزام الأمان عند القيادة، وقد كتبت عن ذلك في تلك الفترة ان الحملة التي أقامها المرور كانت طويلة جدا في مدتها وكنت متوقعا ان تكون نتائجها ايجابية مئة بالمئة من خلال الجهود الكبيرة التي بذلت في ذلك الوقت، ثم بعد ذلك بدأ التطبيق وأصبح المرور مشكورا يركز على هذه الناحية إما بالتوعية المستمرة أو بالغرامة المالية والتي قدرها مائة ريال لمن لا يربط حزام الأمان أثناء القيادة وقد استمر المرور في ذلك فترة طويلة استطاع بحمد الله ان يضمن في حدود خمسين بالمائة على الأقل لربط الحزام للتقيد بالأنظمة ولمعرفة أهميته، أما اربعون بالمئة فقد تقيدوا بذلك خوفا من تطبيق النظام فقط واما العشرة بالمائة المتبقية فهم غير مقتنعين بذلك اطلاقا ولم يطبقوا النظام وهذه الاحصائية في نظري تقديرية ليست مبنية على دراسة دقيقة وموضوعية لكنها إشارة من خلال الاطلاع المستمر في تلك الفترة وأصبح الموضوع كالعادة وللأسف ينزل في مستواه من الأعلى إلى الأسفل سواء من قِبل السائقين أو من قِبل المرور نفسه الذي أصبح أفراده يتجاهلون ذلك إما بعدم ربط حزام الأمان أثناء القيادة أو عدم التنبيه على ذلك أثناء التجول والتفتيش بالنقاط بل وحين الوقوف عند إشارات المرور أحياناً وبهذا يكون حزام الأمان المسكين قد نام في سبات عميق.

وهنا أتساءل للمرور وللسائقين أليست هناك أهمية لحزام الأمان أثناء القيادة؟ وما هي المشكلة التي سيحصل عليها السائق أثناء ربطه لحزام الأمان؟ ولماذا لا يقوم المرور العزيز بتطبيق الأنظمة بحزم حتى يشعر السائقون بأهمية وضرورة ذلك ويكون التطبيق في حزام الأمان جزءا هاما من منظومة كبيرة يجب على السائق التقيد بها حفاظا على صحته وحياته وحياة الآخرين؟ إنني في هذه العجالة أهمس في اذن المسؤولين والسائقين عموماً بأهمية ذلك والرجوع إلى تعاليم ديننا الحنيف الذي علمنا على المحافظة على صحتنا وأرواحنا وممتلكاتنا بالأشياء التي تساعد على ذلك، أليس حزام الأمان يساعد بإذن الله تعالى على التقليل من المشاكل الصحية والكسور وخلاف ذلك في حالة حدوث حادث؟ أليس استخدام حزام الأمان سهلا ولا يحتاج إلى صعوبة؟ ألم تقرؤوا الاحصائيات التي تدونها المستشفيات في أسباب الحوادث الكبيرة وانها تبين ان نسبة ثمانين بالمئة من هذه الحوادث تحدث بسبب عدم استخدام حزام الأمان؟ ثم أين التوعية المستمرة التي يجب ألا تتوقف مطلقاً من قِبل المسؤولين بالمرور والمستشفيات والهلال الأحمر بل والمدارس المختلفة والجامعات وأجهزة الأمن الأخرى لما لذلك من أهمية كبيرة في الحفاظ على حياتنا وممتلكاتنا ومقدراتنا الاقتصادية المختلفة.

إنني أطالب في هذه العجالة القصيرة كافة الأجهزة الحكومية والسائقين عموماً الاهتمام بحزام الأمان لما له من فوائد كثيرة يأتي في مقدمتها تقليل أضرار الحوادث بإذن الله تعالى أثناء وقوعها وتنفيذا لأوامر طاعة أولي الأمر الذين ينشدون دائما لنا الصحة والسلامة والتوفيق. كما أناشد المربين بالتمديد للاهتمام بهذا الموضوع وتعويد النشء الصغير على الاهتمام بذلك منذ الصغر وبهذا نكون بمشيئة الله تعالى قد ساهمنا في التقليل من مخاطر الحوادث المتكررة المزعجة كما أننا ساهمنا في إيقاظ حزام الأمان من سبات عميق!!

وفق الله العاملين المخلصين والسلام عليكم.