Culture Magazine Monday  17/09/2007 G Issue 216
المنتدى
الأثنين 5 ,رمضان 1428   العدد  216
 
ملتقى الرواية وتحولات الحياة في أدبي الباحة
القراءات النقدية تركز على مضامين الهوية والنسوية والحداثة

 

 

متابعة - عبدالله السمطي

لنقرر بداية حقيقة جوهرية، تتمثل في هذا النجاح الذي حققه ملتقى الباحة الأدبي تنظيماً وتنسيقاً والذي حمل عنوان: (الرواية وتحولات الحياة في المملكة العربية السعودية) والذي عقده النادي خلال الفترة ما بين 19-22 شعبان 1428هـ، وشارك فيه أكثر من 45 مشاركاً ومشاركة من النقاد والأدباء والباحثين، فلم يدخر النادي رئيساً وأعضاء جهداً في تقديم كل ما ييسر على المشاركين والمشاركات في تقديم أوراقهم وبحوثهم خلال الجلسات التي تمثلت في تسع جلسات منها جلستا تكريم للروائي عبدالعزيز مشري، وأخرى لتكريم الكاتب علي السلوك.

كما أن الملتقى حظي بدعم ورعاية من لدن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، ومن وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في مشاركة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل.

وعلى الرغم من التساؤلات التي حامت حول توقيت الملتقى، وبعض الاعتذارات من الأدباء والنقاد الذين كانت مقررة مشاركتهم، وعلى الرغم من بعض المتاعب التي واجهت أعضاء النادي من بعض أدباء منطقة الباحة الذين اعترضوا على مشاركة بعض الأسماء من خارج منطقة الباحة، وعلى عنوان الملتقى نفسه، فإن الملتقى نجح في جلاء بعض العناصر أبرزها:

- التأكيد على أهمية التقارب الأكاديمي النقدي مع الظواهر الأدبية المتوهجة.

- أهمية عقد الملتقيات الأدبية الموسعة التي تستشرف حركية الإبداع، وتقف على خواصه وسماته، فضلاً عن أهميتها في لقاء المبدعين والنقاد بشكل مباشر.

- إبراز مشاركة المرأة مبدعة وناقدة في مسيرة الحياة الأدبية بشكل فعال.

- إبراز دور الصحافة الثقافية، وبيان مدى اهتمامها بالملتقيات الأدبية الكبرى.

إن هذه العناصر من الأهمية بمكان في تحديد مدى العلاقة، ومدى التواشج والاختلاف بين الإبداع والنقد، ومدى الدور الذي تنهض به الأكاديمية في متابعة النتاج الأدبي السعودي، كما أنها تعطي صورة لحيوية الحياة الثقافية بشكل عام.

ذهنية المضامين

تضمن جدول الملتقى ست جلسات عن الرواية السعودية، فضلا عن الجلسات التي خصصت لشهادات الروائيين، وللتكريم، وتوزعت الجلسات على مدار الأيام الثلاثة للملتقى، وانطلقت فعاليات الملتقى صباح يوم الأحد 20 شعبان حتى ظهر الثلاثاء 22 شعبان، وقد دارت محاور الجلسات حول التالي:

الرواية والهوية وعلاقتها بحركة المجتمع، والرواية والحداثة، والعلاقة بين الرواية والقارئ، وتجليات الرواية النسائية، وعلاقة الرواية بالفنون الأخرى، وفي فضاء هذه المحاور الخمسة جاءت موضوعات وبحوث الملتقى وهي:

الهوية بوصفها مشروعاً روائياً، لسعد البازعي، واقتناص الهوية في لحظة السيرورة لسعيد السريحي، والانتماء والاغتراب وتجليات الهوية لعائشة الحكمي، وعلاقة الرواية بحركة المجتمع لإبراهيم الدغيري، والرد بالكتابة: فنون القرية في أعمال المشري لمحمد ربيع الغامدي، كما تضمنت البحوث: الرواية السعودية بين ضفتي الحداثة لأسماء الزهراني، وفضاءات الحكي وشطحات التأويل لفاطمة إلياس، وبلاغة اللغة السردية لحسن الحازمي، وفي محور العلاقة بين الرواية والقارئ جاءت بحوث: الرواية السعودية واستراتيجيات المقاربة لصالح زياد، ومعتقدات القراء السعوديين الشائعة عن الرواية لعلي الشدوي، وميثاق القراءة بين الروائي والقارئ لمحمد العباس، والرواية والقارئ: جدلية التوقع وفاعلية النص لنورة القحطاني، أما الرواية النسائية فقد حظيت بعدة أوراق منها: تجليات الأنا والآخر في الرواية النسائية لمنى الغامدي، وثقوب المكتسب الثقافي في الرواية النسائية لعالي القرشي، ونموذج كبش الفداء النسوي لحسين المناصرة، وبناء ذاكرة الأنثى في الرواية النسائية لسماهر الضامن، كما ألقيت بحوث عن علاقة الرواية بالفنون الأخرى كما تجلت في: الرواية وعقد السيرة الذاتية (لصالح معيض، والعناصر المسرحية في رواية) الحفائر تتنفس لإيمان التونسي، و(التجريب في الرواية: روايتنا وحوار الأجناس) لمعجب العدواني، والكتابة على الجسد في الرواية السعودية لسامي جريدي.

وكما نرى فإن عنوان الملتقى كان عنواناً مفتوحاً وشاملاً: (الرواية وتحولات الحياة) أي أن العنوان في حد ذاته يركز في مغزاه المبدئي على ما هو مضموني، على ما هو تاريخي واجتماعي وواقعي، وكان يمكن استثمار العنوان في صيغته المفتوحة هذه لإبراز جوانب فنية أخرى، كتحولات القيم الجمالية ومدى ملاءمتها لتحولات الحياة نفسها، أو الانتقال من الحياة الرومانسية إلى الواقعية، أو التحول من الرؤى اليقينية إلى الرؤى الجدلية في الرواية، بيد أن معظم الأوراق التي قدمت في الملتقى ركزت على فكرة التحول تاريخياً ومضمونياً، لا جمالياً وفنياً وفكرياً، بحيث حاصرت: (ذهنية المضامين) جل هذه الأوراق، وجعلت من الرواية بوصفها فناً، مناسبة للحديث عن الهوية، وتحولات الذات والمجتمع، دون كبير اعتبار للقيمة الجمالية التي تمثلها هذه الرواية أو تلك، فلم نشعر من خلال أوراق الملتقى بماهية التمايز الفني أو الجمالي بين الروايات السعودية المنتجة في السنوات الأخيرة، فكل الروايات سواء، وكل الأساليب والسردات متساوية كأسنان المشط، ذلك لأن التركيز على ما هو مضموني جعل الحكاية هي العنصر الجوهري الذي تركز عليه الأوراق.

من هنا، وفي ظل هذا الوعي، فقد جاءت أوراق الملتقى لا لتصيبنا بالدهشة، واليقظة المتسائلة، قدر ما تسرد وتحكي وتعبر عن مضامين مشتركة، عامة، مألوفة، متوقعة أيضاً. ومشكلة الاهتمام بالمضمون من خلال هذه الأوراق أن الباحثين والباحثات يتعاملون مع ما يجيء في الروايات على اعتبار أنها (حقائق) واقعية، وليست وقائع متخيلة، تنتمي للفن أكثر من انتمائها للواقع بالضرورة، ومن هنا غابت البنية الجدلية في مساءلة الرواية السعودية، وتجلت ذهنية المضامين، وذهنية التسليم اليقيني.

ولعل غياب المغامرة النقدية عن معظم الأوراق يعزا إلى هذا التخوف الطبيعي الذي تبديه الأكاديمية في معالجة النصوص الأدبية، والسير على حذو النظرية التي قد تبدد الصوت النقدي الخاص للناقد والباحث، وتجعله يركض في استدعاء اقتباسات واستشهادات يقوم فيها هو بدور المنتج السينمائي في القص والقطع والدمج دون كبير عناية بآرائه هو، أو برؤيته الخاصة الذاتية لهذا العمل الروائي أو ذاك، وهو ما تبدى على الأخص في البحوث التي تناولت الهوية والرواية النسوية، باستثناء بحوث حسن الحازمي، وسعيد السريحي، وحسين المناصرة، وسعد البازعي ومحمد العباس وعلي الشدوي، وهي بحوث اتسمت بالاجتهاد النقدي الذاتي وآثرت الابتعاد عن لغة التنظير التي جعلت من بعض البحوث بمثابة استعراض لمختلف الآراء النقدية كما تجلى في بحوث منى الغامدي وصالح معيض، وصالح زياد.

نماذج بحثية

يتسنى لنا هنا أن نقدم بعض النماذج البحثية العشوائية كعينة على ما قدم في الملتقى، ففي ورقتها: (الرواية والقارئ: جدلية التوقع وفاعلية النص) أسهبت نورة القحطاني كثيراً في المقدمة النظرية، وكانت الورقة تهدف للوصول إلى بيان علاقة النص بقارئه، وتجليات ذلك من خلال تحليل أنماط القراء واختلاف مناهجهم، ومعالجة ذلك بدراسة تطبيقية في قراءات النقاد لروايتي (الفردوس اليباب) و(جاهلية) للكاتبة ليلى الجهني، بيد أن هذا الإسهاب ربما وقف حائلاً أمام إيلاء الكاتبة رأيها النقدي الخاص في الكشف عن علاقة القراء بالروايتين، وهو الأمر نفسه الذي نجده في ورقة إيمان التونسي التي سعت فيها إلى الكشف عن جملة العناصر المسرحية في رواية عبدالله التعزي: (الحفائر تتنفس) وتحدثت بإسهاب عن تداخل التقنيات المسرحية في بنية الرواية، دون تطرق إلى مفهوم منتشر في فضاء النقد الأدبي منذ أكثر من عقدين وهو مفهوم: (المسرواية) وفي ورقة صالح زياد: (الرواية السعودية واستراتيجيا المقارنة) سعى الباحث إلى إبراز المقارنة الثنائية التي تنفذ إلى القيمة والمعنى، والتصنيف، والوظيفة، بقياس مكان الرواية إلى مكان الواقع، وقضيتها إلى قضاياه، بيد أن الباحث اكتفى باستعراض مختلف الآراء النقدية دون إبداء رأيه هو في الموضوع المطروح.

ومن البحوث التي اجتهدت في تقديم رؤية مغايرة عن البحوث المضمونية، ما قدمه محمد العباس وعلي الشدوي وحسين المناصرة، وركز الشدوي على بيان معتقدات القراء السعوديين الشائعة عن الرواية، حيث بلغت ما يقارب (81) معتقداً قرائياً، وقد عد الباحث كل معتقد تكرر (10) مرات معتقداً شائعاً، بناء على ذلك رشح (13) معتقداً وقد اقتصرت ورقة الباحث على تأمل الأصول المعرفية والأيديولوجية لهذه المعتقدات.

وتناولت ورقة محمد العباس ميثاق القراءة القائم بين الروائي والقارئ، ومحاولات بعض الروائيين توظيف هذا الميثاق داخل المتن النصي وليس خارجه، بحثاً أو تأسيساً لقارئ نموذجي تمثل خبرات القراءة من خلال سرديات طليعية، تحاول الخروج على تقليدية السرد عبر التجريب المراهن على موسوعية القارئ، أو خبراته المسقطة على النص، بما هو السلطة الجديدة في العملية الإبداعية حيث يرسم ذلك النص معالم قارئه الذي يعيد بدوره إنتاج عادات تلقيه للنص، من أجل مشاركة مختلفة ومتجاوزة في إنتاج المعنى.

مأزق التجريب

لقد جاءت أغلب الأوراق هادئة نقدياً، غير متوترة، غير تجريبية، وغير مستفزة نقدياً، مطمئنة إلى أسئلتها المضمونية، حتى في التسليم المطلق بالاستشهادات والاقتباسات المقتبسة من آراء بعض النقاد الغربيين مثل: فوكو، بارت، جولدمان، ياوس، إيزر وآخرون دون إخضاع هذه الآراء - المسلمات إلى إعادة قراءة أو فحص منهجي، حتى إن المرء ليشعر أنها انتزعت من سياقاتها انتزاعاً لبيان مدى معرفة الناقد بالمناهج الحديثة، ومدى تحصيله العلمي، وهذا يفسر مدى انشغال الأكاديمية عن الواقع الجمالي الفعلي الذي تقدمه الرواية، والرواية السعودية خاصة، بالمقولات والمفاهيم في صورتها الجامدة لا المتحركة، فالرواية ليست مجرد رواية مضامين، بل إنها رواية إشكال وتساؤل على الأغلب.

لقد فضل الباحثون والباحثات البقاء في منطقة الأمان النقدي والتركيز على ما هو مضموني، لا على ما هو إشكالي، فني، جمالي، تحولي، والنأي عن مأزق التجريب، ومن هنا جاءت بعض التعليقات والمداخلات التي تؤكد على (مدرسية) بعض الأوراق وأوليتها، ومنها مداخلات محمد العباس، وعلي الشدوي، ومعجب العدواني، والدكتور سلطان القحطاني.

مع ذلك فقد أمكن من خلال أوراق الملتقى وبحوثه الخروج بجملة من الإشارات، يمكن إجمالها في التالي:

- الروائي يكتب متأثراً بمجتمعه وليس عاكساً له، والرواية وسيلة لغوية لمعادلة الواقع، وصورة البنى والأشكال الأدبية تتواءم مع صور تطور المجتمع.

- تسيد الرواية للمشهد الأدبي، والرواية فن اجتماعي بالأساس وعلاقتها جوهرية بالمجتمع، وحدة الوعي بالذات من سمات الحداثة الروائية، كما أن منطق التفاعل بين المجتمع والتحولات يتمثل في الهوية.

- كانت حرب الخليج الثانية ضربة قاصمة للهوية، فجاءت بعض الروايات لتلملم هذه الهوية وتعيد بناءها.

- أحداث 11 سبتمبر مثلت ظلاً لهويات تتنافس على مركزية الهوية، وجاء الرد من جيل آخر، جيل ما بعد الحداثة يقاوم سلطان الهوية، ويحتفي بتشظي الهوية وانعدام الوعي بالذات.

طرف من المداخلات

- صالح معيض: ما ذكره الدغيري ينطبق على نوع واحد من الرواية هي الرواية الواقعية.

- حسين المناصرة: الدغيري اعتبر الرواية عملاً خلاقاً، وأحياناً يكون الواقع أكثر خيالية من الإبداع، وبالنسبة لما طرحه حول المحاكاة والانعكاس فقد طواهما مفهوم الحوارية.

- علي الشدوي: المفاهيم التي ذكرتها أسماء الزهراني هي مفاهيم عامة: الهوية، والحداثة، وما بعد الحداثة، وقد وضعتنا الزهراني في مأزق لأنها استخدمت مفاهيم وصفية لا مفاهيم جمالية، ولهذا فقد حملت الروايات ما ليس فيها.

- عالي القرشي: الرواية ما لم تتمكن من تجاوز الواقع والمجتمع فهي ليست رواية.

- علي الرباعي: ألا تعد الرواية خيانة للمجتمع؟

- صالح زياد: جوهر المجتمع ما يزال كما هو تقليدي.

- نورة القحطاني: التغيرات شكلية وليست جوهرية في مجتمعنا، وما يزال المجتمع يرفض فكرة أن يخرج الكاتب عن الأيديولوجية المرسومة له، وهذا ما حدث في تلقي روايات: (الفردوس اليباب) و(الآخرون).

- سعد البازعي: ما ذكره صالح زياد هو آراء متعددة، لكننا نريد أن نسمع رأيه هو. لقد دخلت القراءات في البعد الواقعي والاجتماعي بحيث لم يعد هناك مجال للتمتع بالسرد الروائي.

- علي الشدوي: لم أجد ما يحدد هذا بشكل منهجي أكثر من كلمة (معتقدات) هي الأفضل لتوصيف ما أريد.

- صالح زياد: هناك روايات سعودية كثيرة ضعيفة ومتشابهة، لأنها مسكونة بالفضائحية والأنثوية.

- سعد البازعي: تلعب الهوية الأنثوية دوراً في التفكيك، وتكتسب الهوية حساسية خاصة لدى الفئات التي تشعر بظلم أو اضطهاد، وهناك من المؤسسات من تعد المرأة من هذه الفئة.

- سلطان القحطاني: نقلت سماهر الضامن بعض النقولات غير المفيدة، وهل تصنف رواية يوسف المحيميد (القارورة) ضمن الرواية النسوية؟

- حسين المناصرة: الرواية خطاب تحولات وليست خطاب تجريد.

- صالح معيض: رواية (المغزول) لعبدالعزيز مشري ليست رواية.

- عائشة الحكمي: الرواية المحلية أصبحت مستودع أسرار هذا المجتمع.

- سعيد السريحي: الرواية هي صانعة النص - المدونة، التي تعني شرعنة ما يحدث في المجتمع، وبالتالي توفر صورة منافسة لما يحدث في الواقع.

- سماهر الضامن: نجد أحياناً بعض الكتابات النسائية تستغل المرأة ضد المرأة، بينما الكتابة النسوية تلتزم بالكتابة عن المرأة ومع المرأة.

- حافظ المغربي: أعترضُ على عنوان الملتقى، لماذا لا يبحث في الخطاب الأدبي للرواية وعلاقته بالمتلقي؟

- سلطان القحطاني: كأنها أوراق أعدت سلفا حيث إنني لم أجد أية تحولات للحياة في أية رواية!!

هكذا جاءت أبرز المداخلات والتعقيبات التي تلت قراءة الأوراق التي لم توزع على الحضور، وقد استحوذت معظم الروايات الصادرة في السنوات الأخيرة ومنها روايات (ستر) و(وجهة البوصلة) و(جاهلية) و(الآخرون) و(القارورة) و(الحفائر تتنفس) و(البحريات) و(الغربة الأولى)

و(مدن تأكل العشب) و(صالحة) و(غيوم الخريف) و(مدن الدخان) و(هند والعسكر) و(ملامح) على اهتمام القراءات النقدية. لقد انبثقت أسئلة وهواجس كثيرة حول تركيز القراءات على ما هو مضموني، كما برزت نقطة مهمة تتمثل في أخذ ما يطرحه النقاد الغربيون على أنه مسلمات دون نقاش، ودون نظر لأمرين: أولهما أن هذه الطروحات تأتي في ثقافة مغايرة كلياً، وأنها مجتزأة من سياقاتها كأن الباحث يقوم هنا ب(تقطيع أوصال) الكتب النقدية الغربية، كما ركزت القراءات على العموميات لا على الأساليب والتجارب التي تميز روائياً عن آخر، أو عملاً عن عمل آخر، فيما تم الربط بشكل مباشر بين الكاتب ونصه الأدبي وكأنه أحد شخوصه، كما تم اعتبار الأعمال الروائية على أنها أعمال حقيقية لا متخيلة، وبالتالي فإنها تحمل فكر الكاتب (الكاتبة) ورؤيته لا فكر شخوص الرواية المتخيلين وأفكارهم هم.

وقد جاءت شهادتا: سلطان القحطاني وأحمد الدويحي لتثيرا بعض فضاءات التجربة الرواية لديهما، وتقدمان كشفا ذاتيا حميما لعلاقة الكاتب بالكتابة، ومدى المعاناة الذهنية والواقعية التي يخرج بها من أفق الذات إلى أفق العالم عبر نصوصه الروائية.

وكانت جلسة تكريم المشري بمثابة بوح ذاتي متوهج، واستعادة لعوالم المشري الشفافة النقية، وتنقلاته من عالم القرية إلى عالم المدينة، وقدم علي الدميني شهادة امتزجت فيها شاعريته بشاعرية الشخصية المحكمة المستدعاة.

لقد كان الملتقى ناجحا بلا ريب في طرح المضامين والموضوعات التي تحويها الرواية السعودية الراهنة، وفي الوقوف على أجلى ما يشكل هذا الخطاب الروائي، بنسيجه البولوفوني الثر، وبخواصه الدلالية الرهيفة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة