Culture Magazine Monday  17/09/2007 G Issue 216
فضاءات
الأثنين 5 ,رمضان 1428   العدد  216
 
سقط سهواً من الإستراتيجية الثقافية!!
د. فهد بن علي العليان

 

 

هنيئاً للثقافة والمثقفين بقرب انتهاء العمل من وضع الاستراتيجية الثقافية لوزارة الثقافة والإعلام التي تتضمن مبادئ ومنطلقات الاستراتيجية وحقوق المثقف ودوره في التنمية وواقع المؤسسات الثقافية ومستقبلها والأندية الأدبية والمكتبات العامة وجمعية الثقافة والفنون والفن التشكيلي والفنون الأدائية والفنون الشعبية والصناعات الثقافية (الكتاب، الدوريات والمجلات الثقافية) والجوائز العلمية والثقافية ودور المرأة وثقافة الطفل والأنشطة الثقافية والعلاقات الثقافية الخارجية.

ولعل القارئ الكريم يلحظ تجاهل بنود هذه الاستراتيجية للأنشطة الثقافية في الأندية الرياضية، علماً بأن الشأن الثقافي في الرئاسة العامة لرعاية الشباب قد نقل إلى وزارة الثقافة والإعلام، ومع ذلك -من واقع ممارسة عملية- لم تدعم الوزارة وتؤازر الأنشطة الثقافية المختلفة في الأندية الرياضية وكأن شريحة الشباب خارج اهتماماتها!. وهنا أوجّه نداءً إلى معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني بضرورة دعم وتوجيه الأنشطة الثقافية، حيث إن الأهداف الرئيسة للأندية وبحسب اللوائح التي تنظم أعمالها تعطي الجوانب الثقافية والاجتماعية اهتماماً واضحاً يرمي إلى تنشيط الحركة الثقافية وتشجيع الشباب السعودي على تنمية مواهبهم واهتماماتهم المعرفية بما يسهم في دعم النشاطات الثقافية والعلمية في المملكة. من هنا تبرز أهمية دعم الأندية الرياضية لتقوم بدورها في المجال الثقافي والعلمي وهو ما يحتم على مسؤولي الوزارة - خصوصاً بعد نقل الشأن الثقافي إليها - تتبنى خططاً واستراتيجيات ثقافية تستثمر الإمكانات التي وفرتها الدولة في الأندية من جهة وتعمل على استثمار وتطوير مواهب وإمكانات الشباب من جهةٍ أخرى.

إن الأندية الرياضية يرتادها مجموعة كبيرة من الشباب الذين هم بحاجة إلى استثمار مواهبهم المتعددة، إلا أن الملاحظ هو غلبة النشاط الرياضي في أنديتنا على ما عداه من الأنشطة، بل إن المؤلم حقاً هو أن تتجاهل الوزارة هذا الجانب في خططها العلمية بدليل تجاهل الاستراتيجية الثقافية لهذا الأمر، مع أن في تراثنا الفكري والحضاري المقولة الشهيرة (العقل السليم في الجسم السليم) التي تكفي للتأكيد على الصلة الوثيقة بين الرياضي والثقافي، إن الإنسان ليصاب بالحسرة وهو يشاهد التجهيزات الرائعة والإمكانات الكبيرة التي توجد في الأندية الرياضية وهي لا تستثمر بالشكل المطلوب ولا تجد دعماً من الوزارة الملقى على عاتقها هذا العمل. إنه لابد من دعم الأندية لتتعاون مع مؤسسات المجتمع المختلفة للاستفادة من هذه الإمكانات والتجهيزات، وذلك من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات واللقاءات المتنوعة، لأن هذا سيؤدي إلى انفتاح النادي على مختلف شرائح المجتمع السعودي وبناء علاقة قوية بين النادي وأفراد ومؤسسات المجتمع، وسيمكن الأندية الرياضية من المشاركة في دفع الحركة الثقافية في بلدنا.

إني أعتقدُ بأن وجود الأنشطة الثقافية في الأندية الرياضية ليس عبثاً وليس أمراً ثانوياً، بل إنه أمر مهم حيث سيساعد في الإسهام والمشاركة الفعّالة بالحركة الثقافية في المملكة بشكلٍ عام، ومد جسور التعاون والتواصل بين الأندية والجهات والهيئات المعنية بالثقافة والمعرفة، وتهيئة البيئة المناسبة لاستيعاب الشباب من خلال فتح قنوات تساهم في استثمار مواهبهم وإنتاجهم الإبداعي، واحتضان المواهب الشابة وتنمية الإبداع والابتكار، والسعي إلى التأكيد على شمولية مهام الأندية للجوانب الثقافية والاجتماعية والرياضية، ووقاية شباب هذا الوطن من الانحرافات الفكرية والسلوكية.

إن وزارة الثقافة والإعلام تقع عليها مسؤولية كبيرة في هذا الجانب، إذ يمكننا في هذا السبيل التعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب في تفعيل هذه الأنشطة سعياً للقيام بالدور المطلوب تجاه شباب الأندية، وأخيراً، فإن هناك العديد من الفعاليّات والأنشطة الثقافية والاجتماعية في بعض أنديتنا الرياضية من خلال دعم القائمين عليها، ولكن هذا يتم بعيداً عن أعين مسؤولي وزارة الثقافة التي تؤصل العزلة بين الرياضة والثقافة.

أستاذ المناهج المشارك بجامعة الإمام -الرياض alelayan@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة