> الثقافية -عبدالحفيظ الشمري:
هناك تأصيل دائم لقضية (انفصام العنوان الروائي عن سياقه السردي)، بل تكثر في هذه الرؤى إشارات قلقة حول هذا المفهوم الغامض لمآل المعنى الذي يخلفه هذا التباعد بين العنوان الروائي والنص إلا أن هذه الحالة القلقة لا تعدو مجرد رؤية يمكن لها أن تتشبع بحثا وتمحيصاً بوصفها قضية شائكة لدى البعض، فيما تعد مجرد حدس لدى البعض الآخر.
العمل السردي بشكل عام ولاسيما القصصي والروائي مر بالعديد من التحولات الفكرية والمعرفية التي تأثر فيها (النص) و(العنوان) على حد سواء إلا أن هذا التأثر لا يرقى إلى فكرة الانشطار للعنوان عن سياق النص، لأن التحولات، والتطورات أثمرت جيلا من الكتاب الروائيين الذين يقدمون عنوانات مؤلفاتهم بوصفها لحمة واحدة مع النص على نحو ما طرحه عاشق الهذال في سردياته القصصية، وتركي الحمد في إطلالاته الروائية، وعبدالكريم الجهيمان في عنوانات القصص التي قصد فيها الطفل قارئاً متذوقاً.
فالمتتبع لمسيرة هؤلاء وغيرهم من المبدعين في المجال الروائي يدرك أن هذه الحالة من التشكيك في انفصام العنوان عن سياق النص ما هي إلا مجرد (حدس) أو توقع يضاف إلى مقاربات أخرى تتناول العمل الروائي على وجه التحديد.
