غفوتُ على بارق من هجير، بعد أن أجهدني ظمأ أحلامي، وأتعبتني لوعة تجتاحني كالشهب المحرقة. حدقتُ في السماء القريبة، كأني أراها للمرة الأولى، وبدأتُ أتشكل بالغيم متخيلاً قصصاً عديدة، فتارة أكون سحابة غاضبة، ومرة باسمة، وأخرى كفارس شجاع، وهو يحلم بالحبيبة البعيدة. كنت أصدق أحلام الغيم، متشبثاً بسحابة تحملني هنا وهناك، لأوزع ملامح صورتي، على مرابع الكون السحيقة.
ركب على عجل في شوق إلى دار الرشيد التي غاب عنها طويلاً، وهو خارج من المطار ساق الهواء إليه رائحة البارود والنار، وفي الطريق إلى وسط المدينة شاهد لوحة إعلانية كبيرة كتب عليها: علاء الدين يفضل (الهمبرجر، والهوت دوق)، وعندما انعطف إلى طريق آخر يفاجأ بلوحة إعلانية أخرى مكتوب عليها: سيبويه يشرب الكوكاكولا. ترجّل من السيارة وسار بخطوات بطيئة يشوبها الحذر: احترس أنت في منطقة عسكرية خطرة نرجو الانتباه.
...>>>...
بأسلوب شيق، ولغة رشيقة يطل صلاح القرشي على القارئ بعمل روائي جديد وسمه بعنوان (بنت الجبل) وضمنها رؤية استنطاقية لمآل الفضاء التاريخي لحياتنا نحو الركام غير المفيد على نحو ما تتركه بعض الحكايات وما أورده القرشي في روايته الميالة دائماً إلى استرجاع ما هو ما ضوي بقرب الصورة الغائبة في الوجدان حتى يسقطها على الواقع المعاش، لنلمحه في هذه الرواية وقد تحول إلى شاهد حقيقي على قوة العلاقة بين ابن
...>>>...