ركب على عجل في شوق إلى دار الرشيد التي غاب عنها طويلاً، وهو خارج من المطار ساق الهواء إليه رائحة البارود والنار، وفي الطريق إلى وسط المدينة شاهد لوحة إعلانية كبيرة كتب عليها: علاء الدين يفضل (الهمبرجر، والهوت دوق)، وعندما انعطف إلى طريق آخر يفاجأ بلوحة إعلانية أخرى مكتوب عليها: سيبويه يشرب الكوكاكولا. ترجّل من السيارة وسار بخطوات بطيئة يشوبها الحذر: احترس أنت في منطقة عسكرية خطرة نرجو الانتباه. أسرع بالخطى لكي يبتعد عن المكان لكن كان
على موعد مع نقطة التفتيش: بطاقتك، أرجو أن تعطيها الجندي الذي يقف هناك لكنه لن يستطيع قراءتها، اذهب إليه، أدخل البطاقة في جهازه الصغير، ثم انصرف وشعور الخوف بدا يطوقه، ساقته قدماه إلى ساحة (أبو جعفر المنصور)، فوقع بصره على تلك اللوحة الكبيرة التي انتصبت في وسط الساحة
كتب عليها بخط عريض تعال إلى رياضة القوة إلى رياضة الغرب الأمريكي أقفل عائداً وهو يردد وداعاً بغداد وداعاً ... فقد ضاع أمنك واستبيحت شوارعك وفقدت معالمك وطمست هويتك ولم يتبق منك سوى اسمك.