Culture Magazine Monday  24/09/2007 G Issue 217
شعر
الأثنين 12 ,رمضان 1428   العدد  217
 
بَيْنَ عَصْرَيْنِ
شعر: محمد إسماعيل جوهرجي

 

 

إذا أمسى السحاب كما المطايا

تُرى الآباء فوق ذُرى السحابِ

تجودُ بروحها في كلِّ سَبْقٍ

فداءً للبلادِ.. وللشِّعابِ

تجوس الأرض لا تخشى المنايا

وفيها بطشة الأسد الغضاب

تعبُّ الصَّابَ تسترضي أذاه

فبعض الصاب ترياق المصاب

تراها أمة ملئت يقيناً

وحساً نابضاً بين الجناب

بهدي (محمد) تبني وتسمو

وتعلو بالرسالة والكتاب

نبي الله قد أهدى إليها

مسار النور بالهدي الصواب

لها من دينها خلق كريم

يحض على التناصح والعتاب

فتحنا الهند في زمن مضيء

وجبنا الصين بالعزم الصلاب

نشرنا دعوة الإسلام رفقاً

وسلماً في التعامل والخطاب

فأقبل كل فرد في استباق

لفهم الدين شوقاً للطلاب

فتلك شريعة الإسلام تدعو

وتسمو عن شنار وارتهاب

توافي من يكن فيها جديراً

لرأب الصدع سمحاً في الجواب

علامَ الحبط يعصفنا ويخزي

فنعنوا صاغرين على انكباب

نسلم أمرنا طوعاً وكرها

مخافة بطشة بطش استلاب

ألسنا أمة تحظى بدين

قوي شامخ شمخ القباب

يحرك دفقة الإحساس فينا

ويدفعنا إلى أعلى مناب

نعيد مسيرة الأجداد نوراً

يشع على المدارج والهضاب

فنسمو والدنا أرج مضيء

يشع بعزمة الأقوى المجاب

فتك طبيعة الأيام دوماً

توافي من يصول بلا هياب

وتحمد من يصول ولا يبالي

بسيف الحق ضرباً للرقاب

تسامت دعوة الإسلام ديناً

تفيض بنورها فيض انسكاب

وتدعو للتآخي والتواصي

وترك الحقد والبغض المعاب

فتلك مسيرة الآباء كانت

تضيء لنا الطريق كما الشهاب

أولئك قومنا أبلوا بلاء

وكان مسارهم أسمى رغاب

فماذا قد فعلنا اليوم إنا

نعاني من سقوط واضطراب

نسينا الدين والإيمان حتى

بدونا في انتهاك واكتئاب

وداسَ عدوُّنا همماً تعالتْ

فأمستْ كالنِّعال على التُّرابِ

تناءت صولةُ الأقدامِ عنَّا

وأفضت بالنكال وبالخراب

إلامَ الخلف ينهشنا ويزري

ويفتك جائراً فتك الحراب

ويملأ نفسنا حقداً مقيتاً

فننهش لحمنا نهض الذئاب

ويكبح جمحنا إما تبدى

بنزع الجمح في خزي التباب

كأنا والرؤى أمست غباشاً

نواري السوء عن سقط المآب

أليست دفقة الإيمان فينا

تحض جموعنا نحو الغلاب

وتبعث في شغاف القلب نوراً

مشعاً فوق هامات الضباب


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة