استوقفني قبل أيام خلت تصريح لمعالي وزير الثقافة والإعلام إياد مدني في جريدة الجزيرة جاء عنوانه (الوزارة لا تصنع الثقافة ولا تولد الإبداع!!) وحقيقة الأمر فإن هذا العنوان المثير شدني خصوصاً عندما تعمقت في مضمونه والذي جاء فيه أن الوزارة لا تصنع الثقافة والإبداع لكنها تهيئ لذلك ومن هنا فإن ما قاله معالي الوزير هو عين الصواب لأن الوزارة (وهذا دورها) مطالبة بالفعل بتهيئة الأجواء والبيئات المناسبة لحضور الثقافة وتنامي الإبداع أياً كان سواء في مجال الأدب أو المسرح أو الموسيقى أو الفن التشكيلي وهذا هو بيت القصيد هنا.

فالوزارة كما يقول معاليه معنية بتوفير المعطيات التي تساعد المبدع على صناعة الإبداع، والمتابع لمعطيات معالي الوزير مدني يجدها دائما متفائلة وهي مغلفة بالآمال والطموحات التي يسعى معاليه ومعاونوه إلى طرحها على أرض الواقع أعمالاً تلي أقوالا.

والوزارة عندما تلتفت جادة لأرباب الثقافة سواء كانوا أدباء أو شعراء أو مسرحيين أو فنانين تشكيليين أو موسيقيين أو خلافهم فإنها تؤدي دورها الفاعل تجاه المبدعين، يتمثل ذلك أيضا في تهيئة الأجواء وإيجاد أرضية صلبة وبنية تحتية لاحتواء معطياتهم وأفكارهم ومنجزاتهم وبالتالي تكون الوزارة قد رمت الكرة في مرمى هؤلاء النخبة من مبدعي الوطن.

ولا أخال الوزارة وفق إمكانياتها ومعطياتها ورجالها المختصين غير قادرة على إيجاد بيئات وأجواء مناسبة لهؤلاء المبدعين وصناع الثقافة.

ما يخص التشكيليين أتمنى أن تبادر الوزارة إلى دعم وتشجيع المراسم في فروع جمعية الثقافة والفنون وإيجاد الصالات الملائمة للعرض ورفع سقف الاقتناء والأهم من ذلك أيضا هو حماية حقوق الفنانين وممارسة دورها الفاعل في الجانب الإعلامي تجاه هذا الرافد الثقافي المهم.

شكراً لمعالي الوزير المتفائل دائماً.. شكراً لكم أنتم.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7322» ثم أرسلها إلى الكود 82244