Culture Magazine Monday  24/09/2007 G Issue 217
تشكيل
الأثنين 12 ,رمضان 1428   العدد  217
 

وميض
النحت .. تجارب لم تكتمل (1-2)
عبد الرحمن السليمان

 

 

تجارب عديدة يخوضها العديد من الفنانين التشكيليين السعوديين النحاتين، البدء بالنحت ظهر من خلال أعمال قليلة نفذها الفنان الراحل عبدالحليم رضوي في مدينة جدة وكانت بمثابة رسم علاقة بالمجتمع الذي عرف هيئة الشكل الذي نُصب في احد الميادين الصغيرة، ذلك هو جرة الفول. لكن الفنان الراجل لم يكتفي بالهيئة العامة ليشكل بعض الزخارف والوحدات الهندسية التي غرم بها، بل وكانت جزءا هاما في لوحاته الزيتية، هذا الفنان الذي نفذ في أعوام تالية العديد من المنحوتات أو ما يفضل إطلاقه بالمجسمات الجمالية كان في معظم هذه الأعمال يشتغل بنفسه وبحماسة شديدة خلاف ما يصممه ويتم تنفيذه بإشرافه، كما هو عمله( الأجنحة) الذي تحتضنه احد ى الواجهات الداخلية في مطار الملك فهد بالدمام.

مجموعة من الفنانين اشتغلوا أعمالا منحوتة أو بالأدق (مجسمة) بينهم ضياء عزيز وبكر شيخون وكمال المعلم والثلاثة درسوا الفن في ايطاليا ولم يكن هو جل اهتماماتهم، لان التصوير غلب في أعمالهم وان وجدنا في اعمال شيخون الأخيرة أو المعلم ما يخرج من ذلك التقليد النحتي إلى أعمال مفاهيمية حديثة الفكرة والتقنية والمعالجة. ولعل المشاركات التي قدمها شيخون في أكثر من مناسبة فنية ومقدار ردة الفعل الايجابية تضعنا أمام خروج عما هو مألوف في عالم النحت الذي عرفناه من خلال أعمال الحجارة أو الرخام أو حتى الجرانيت الذي يعتبر اشد وأقسى.

لعل الفنانين في مدينة الدوادمي كانوا أكثر أبناء المملكة اهتماما بهذا الجانب ولعل أمورا ساهمت في تحقيق ذلك، وبينه أن طبيعة المكان تتوفر فيه صخور كانت المصدر للعمل كما كان اهتمام ابن هذه المدينة الفنان الراحل عبدالله العبداللطيف بالنحت قبل وبعد عودته من الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الفنان استطاع أن يسهم برفع الذائقة البصرية في مدينته من خلال المنحوتات أو الأعمال المجسمة التي احتلت مواقع في ميادين بمدينته (الدوادمي) ومع بساطة الأعمال ومباشرتها إلا أنها فتحت أبوابا لطلبته أن يواصلو السير وعلى خطاه، واصدر احدهم وهو الفنان عبدالعزيز الرويضان مؤلفا بسيطا عنه وتحرك البقية للعمل والمشاركة في المعارض المحلية والأجنبية، وقد نلاحظ أن التجربة النحتية في الدوادمي تتنامى بتباين بين الأعضاء المهتمين بالنحت فهناك تجارب مختلفة ومتباينة أحيانا عند علي الطخيس وهو الاسم الأكثر حضورا في بعض الملتقيات الخارجية وهو في ذلك استطاع الاستفادة كثيرا بفضل احتكاكه بعدد من النحاتين العرب المعاصرين مثل (آل بصبوص) في لبنان، أو منى السعودي أو غيرهم من النحاتين العرب في حين البقية من زملائة يظهر عليهم قلة الإنتاج وتكرار المشاركة بأعمال سبق عرضها لكنا أيضا مع نحات آخر نشط هو سعود الدريبي نجد خروجا عما هو متداول بل انه أكثر جرأة في تناول بعض الأفكار، من هذا السياق كانت ا عمال شاب هو فهد الدبيان الذي قدمته مجموعة الدوادمي في احد أنشطتها بقوة في مدينة الرياض قبل قرابة الثلاثة أعوام، هذا الاهتمام الذي ظهر من مكان واحد ومن طبيعة واحدة وكذا من معلم واحد جعل من التجربة قريبة من بعضها والمتميز فيها أعمال، وليس أسماء فالرويضان مثلا وهو ابن المدينة نفسها يختلف في بعض أعماله عن زملائة وأحيانا يكون أكثر جرأة، لكن الخامة تيسر التقريب إليهم وبالمثل مابين الدبيان أو احمد الدحيم، وهو ما يجعلنا ننتظر مفاجأة يحققها احدهم للخروج من هذه الدائرة، ربما محاولات الطخيس الأخيرة تحمل دلائل خروج أو تجارب الدريبي أو حتى الدبيان إلا أنا بالمقابل لم نزل في إطار امتلاك جرأة يفاجئنا بها احدهم وعلى نحو اكبر.

للحديث صلة

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5013» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة