Al Jazirah NewsPaper Friday  06/10/2006G Issue 12426مقـالاتالجمعة 14 رمضان 1427 هـ  06 أكتوبر2006 م   العدد  12426
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

نوازع
علاقة الأمويين بالصين
د. محمد بن عبد الرحمن البشر

في العصر الأموي بلغ عدد الوفود التي أرسلها خلفاء بني أمية إلى أباطرة الصين نحو سبعة عشر وفداً، وتقول بعض المصادر إن الإمبراطور كان ايوان وحده قد استقبل عشرة مبعوثين، وهذا أمر طبيعي بعد تعاظم أمر المسلمين واتساع مساحة بلادهم وأفول قوة الفرس والروم، بل إن المسلمين في هذا العصر قد وصلوا حدود الصين في عصر الخليفة عبد الملك بن مروان، حيث استطاع القائد المشهور قتيبة بن مسلم الباهلي أن يصل إلى آسيا الوسطى ويفتح بخارى وسمرقند وعند وصوله إلى هناك أقسم ألا يعود حتى يطأ أرض الصين وقد يكون دافعه إلى ذلك نشوة النصر وانتقاماً للمساعدة الصينية لحكام تلك المناطق، وعموماً فقد أرسل من قبله وفداً إلى إمبراطور الصين لمناقشته في الأمر، وهنا تتجلَّى الحكمة الصينية المعروفة فقد أرسل الإمبراطور الصيني إلى القائد العربي بعضاً من الهدايا والتحف الثمينة كما أرسل تربة من أرض الصين ليطأها القائد العربي المسلم ليبر بقسمه ويعود أدراجه خشية على بلاده وتقديراً لتبعات ما قد يكون فكان له ما أراد، حيث قَبِلَ قتيبة الهدايا وعاد إلى بلاده بعد أن وطأ تربة الصين دون أن يدخلها وقد أقرَّه الخليفة على فعلته تلك لأنه قد حقق الغاية دون إراقة الدماء، ولهذا فإن العرب في تاريخهم المديد ودولتهم التي امتدت إلى معظم أنحاء المعمورة لم يكونوا في خلاف مع الصين التي تعرضت للكثير من الغزاة ولا سيما من اليابان وأوروبا وأمريكا وهذا يسجّل للعلاقات الصينية العربية التي ظلَّت جيدة حتى وقتنا الحاضر وفي هذه الحادثة يقول الشاعر سوادة بن عبد الملك السلولي واصفاً ما حدث وما تم من اتفاق بين الجانب العربي والصيني وهو الذي عاشها وشارك أحدثها ورأى بأم عينه ما تم من مفاوضات وما تم التوصل إليه من اتفاقات كانت مرضية للطرفين، حيث قال:

لا عيب في الوفد الذين بعثتهم
للصين أن سلكوا طريق المنهج
كسروا الجفون على القذى خوف الردى
حاشا الكريم هبيرة بن مشمرج
أدى رسالتك التي استرعيته
فأتاك من حنث اليمين بمخرج

وهذا الشاعر الذي عاش الحدث سجَّل لنا حقيقة ما حدث، مادحاً القائد العربي الذي وصل إلى حدود الصين والمخرج الذي طرحه هبيرة مرسول قتيبة بن مسلم ليبر بيمينه.

كما أن الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك قد أوفد مرسولاً إلى الإمبراطور الصيني سيوان تسونغ طالباً تعزيز العلاقات السياسية والتجارية، وتم له ما أراد، وفي ظل هذه الأوضاع السياسية المناسبة أخذ التجار المسلمون يفدون إلى الصين حاملين معهم دينهم الجديد، ومنهم من طاب له المقام هناك وتزوج من نساء صينيات، والبعض الآخر استوطن الصين بعد أن قدم بزوجته وأولاده، وكانت رحلتهم تلك تستغرق نحو سنة كاملة ومع مرور الوقت تكوَّنت جالية إسلامية كبيرة في بعض مدن جنوب الصين وكان الصينيون يسمونهم آنذاك تشو تانغ، أي المقيمون في إمبراطورية تانغ، وقد وصل عددهم في المراحل الأولى إلى نحو ألف مسلم، ثم أخذ العدد بالتزايد، وقد كانوا محل احترام الحكومة الصينية في ذلك الوقت.




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved