Al Jazirah NewsPaper Friday  20/10/2006G Issue 12440مقـالاتالجمعة 28 رمضان 1427 هـ  20 أكتوبر2006 م   العدد  12440
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

لقاءات

نادى السيارات

شعر

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

نوازع
د. محمد بن عبدالرحمن البشر

مكة المكرمة
هذه المدينة العريقة، حل بها أبونا إبراهيم عليه السلام، وترعرع على أرضها أبونا إسماعيل عليه السلام، وبها تزوج من جرهم، وبقي نسله حتى هذا العصر، من نسله رسول الهدى محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي حمل وبشر بدين الإسلام، دين الخير والمحبة، الدين الذي جاء للناس أجمعين، وفي مكة كانت ولادة ونشأة رسول الهدى، عرفه أهلها بالأمين لصدقه في القول والعمل، آمن به بعض من أهلها، وكفر به البعض الآخر، فبها بدأ نزول الوحي عليه، وبها البيت العتيق الذي ظل الناس يؤمونه منذ أن أقام بناءه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وبها ماء زمزم المبارك الذي نبع تحت قدمي إسماعيل عليه السلام.
هذه المدينة المباركة بها بيت الله الحرام أفضل بقعة في الوجود، يؤمها الملايين من البشر، وتوجه إليها أنظار المسلمين خمس مرات في اليوم والليلة.
في رمضان يتوافد إليها جمع غفير من المسلمين من أقطار العالم أجمع يرجون رضا الله وثواب الآخرة، يتطلعون إلى عفو الباري من ذنوب قد ارتكبت، ويطمحون في فضل الكريم ففضله وجوده ليس له حدود.
هذا البيت العتيق يجمع أجناسا مختلفة الألوان، والألسن، والمراتب الاجتماعية لا فرق في هذا المقام بين غني وفقير، وأسود وأبيض، ومرأة ورجل، الجميع جاء طالبا لوجه الله يصلون الصلاة ذاتها في المكان ذاته، وهذا المنظر البديع يدل دلالة واضحة على أممية الإسلام وتأكيد على أنه دين الناس جميعا. فكل الناس عند ربهم سواء، وتظل التقوى هي المعيار الذي به يتميز المرء عند ربه دون سواه.
مكة المكرمة يأتيها رزقها من كل مكان على وجه البسيطة، يجلب إليها أنواع الفواكه والخضار والأغذية المتنوعة من لحوم ودواجن ومعلبات. يجد فيها من اعتاد على أكل بلده بغيته، فهناك لأهل الشرق مأكلهم ولأهل المغرب مأكلهم، ولأهل الشمال مأكلهم، ولأهل الجنوب مأكلهم، هذا التنوع في المآكل وبأسعار زهيدة يعطي دلالة واضحة أن الله يسهل لهذا البلد الكريم كل ما يحتاجه من رزق يجلب إليه من كل أقطار الدنيا.
مكة المكرمة يسير بها المرء بأمان ويعيش بها المرء في هدوء إن رغب في ذلك، كل يسير في طريقه دون مماحكة أو مجادلة إلا لمن أراد ذلك.
في هذا البلد الكريم يتسابق أهل الخير على البذل والعطاء، يعطون دون حدود، منهم من يعطي عينا، مثل الإفطار والسحور ومنهم من يعطي مبالغ من المال، وتجد المحتاجين يتهافتون لنيل مرادهم، وبعد برهة يرى المرء كثيرا من المحتاجين وقد شبعوا بحمد الله وحملوا معهم بعضا من الأكل الذي يسد رمقهم في فترات قادمة، هذا النوع من التكافل الاجتماعي ميزة عظيمة للمسلمين يمتازون بها عن سواهم.
هناك من يقول: قد يكون من المناسب جعل مثل هذه الأمور أكثر ترتيبا وأفضل توزيعا، لكن هيهات وأنت تتعامل مع ثقافات مختلفة، وأساليب متباينة، ويمكن للأساليب أن تتطور ذاتيا طبقا لثقافة المنفق، ووعي المتلقي، فهناك أمور واقعها أفضل حالا لها مع تطويرها ذاتيا دون تنظيم رأسي قد يصعب استيعابه.
هذه المدينة العظيمة، مكة المكرمة، قبلة المسلمين، ستظل رمزا للإيمان، والخير والعطاء، والتكافل، والتلاحم. حفظها الله من كل سوء.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved