Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/11/2006G Issue 12462مقـالاتالسبت 20 شوال 1427 هـ  11 نوفمبر2006 م   العدد  12462
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

صدى العلوم

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

بالفواصل تتبين أعراض وقيم وروابط
الدكتور عبدالمحسن بن عبدالله التويجري

ما بين شيء وآخر، أو حالة وأخرى من ممارسة ملزمة أو سلوك اجتماعي تربطه قيم يتحتم الأخذ بها أو فيما هو خاص بصحة الإنسان، أو علاقته الأسرية يتبين القصد من الفاصل؛ إذ إن هذا الفاصل نقلة بين ما هو طبيعي وما هو عكس ذلك. والفواصل في مجالات كتلك كثيرة، وهي بوفرة معطيات الحياة الزاخرة بالشيء وضده.. ولصعوبة تعداد الكثير من الفواصل فلعل في بعض الأمثلة دلالات لما نقصد، واستعراض تلك الأمثلة هو في سياق الفواصل مع اختلاف أمثلتها.

ومن هذه الأمثلة أننا جميعاً ندرك أهمية النوم من حيث الكم والكيف، وفيما بينهما فاصل كالأرق أو بعض من اضطرابات النوم.. وبالنسبة للكيف هو الفاصل بقدر ما يعاني أحدنا من أرق أو اضطراب مرضي في النوم، وفي حال كتلك فإن الكمي حتى وان استغرق احدنا في نوم عميق وبساعات كافية فإن هذا لا يحقق نوماً صحياً ينعكس على حيوية الإنسان ونشاطه، إلا أن هناك واجبات أمنية ومهنية تحتم على من يعمل في هذا المجال أن يسهر الليل بأكمله لأداء الواجب، وهذا قابل أن يعوض حين يفرغ المكلف من واجبه.

أما الأرق واضطرابات النوم فإنها الفاصل ما بين نوم صحي مشبع ونوم وان طالت مدته مع اضطراب في الكيف فإن لهذا انعكاسات على الصحة ومسؤوليات ملتزما بها من يعاني من تلك الاضطرابات.

ومن هذه الاضطرابات أن يتقطع وصول الأكسجين إلى مراكز معينة في المخ، وهذا يحدث خلال زمن قصير يقاس بالثواني إلا أنه يتكرر مرات ومرات وإن اختلف من شخص إلى آخر، وسبب آخر يتمثل في تكرار حركة أو ارتعاش في احد الساقين أو كليهما تتعدد معه تلك الحركة بمرات متفاوتة في سرعتها وتكرارها، وهذا يؤثر على مراكز معينة في المخ.

وهذان مثالان نسوقهما للدلالة على الفاصل بين حالات النوم، والأثر الذي ينتج عن الاضطراب في الكيف حيث يؤدي إلى عدم الإشباع بنوم طبيعي ينتج عنه خمول وكسل في النهار ورغبة في النوم، فقد يغفو من يعاني أثناء الصلاة أو قيادة السيارة أو في عمله، ومن خلال هذا الأثر الذي يؤدي إلى عدم انتظام الإنسان في عمله يؤخذ عليه بمفهوم الكسل والخمول أو عدم الاكتراث بعمله، ولو علم رئيسه في العمل بمعاناته لاعتبره مريضاً، وساعد على حل هذا الإشكال بمعاونة ذوي الاختصاص. وبالنسبة للمريض فإنه يعاني من قلق وكآبة لعجزه عن مقاومة هذا الإشكال، ولأنه لم يستشر الطبيب المختص في أحد مراكز اضطرابات وأمراض النوم، حيث إن تلك المراكز تخصص مستقل متواجد في عدد من بلدان العالم، ومن أهم ما تفضي إليه استشارة مثل هذه المراكز أنها وسيلة لتشخيص حالته، وهذا على الأقل أمر يطمئن به المريض بما يؤدي إليه من تحسن فيما يتعلق بقلقه أو كآبته، وإن استمر المريض في معاناته بلا تشخيص أو علاج فقد يؤثر هذا على بعض من وظائفه العضوية مثل ارتفاع ضغط الدم، واضطراب الذاكرة والضعف الجنسي.. والبعض قد يشكو من خفقان في القلب. ومما سبق يتبين الفاصل بين حالتين من النوم بمثل ما قيل (وضدها تتبين الأشياء).

وتماشياً مع سياق الفواصل أجد من المناسب أن نقول شيئاً حول العهد والوعد ومدى الالتزام بذلك، فلنتصور أن أحدنا التزم بعهد حول أمر صغير أو كبير فالقيمة لا تتجزأ سواء كان هذا العهد موثقاً أو بشرف الكلمة، وحين إخلال طرف بعهده في أمور اجتماعية أو أسرية أو أعمال لها صلة بالأرزاق، أو أنها أدوار لها علاقة بمصالح الغير فأخشى ان تكون الفادحة كبيرة، وهي كذلك على من تعهد وعلى مجالات عهده، التي منها ما هو موثق وما قد يؤدي به من سوء في السمعة، وقد يتطور الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك كاللجوء إلى المحاكم وما يترتب على ذلك من متاعب وقطيعة تؤثر على علاقة إنسانية.

ومن المعلوم أن الوعد التزام بين طرفين أو أكثر، وحين يخل أحدهما بوعده بلا مبرر فمن الجائز أن نقول عنه لقد فرط في قيمة مهمة من مجموعة قيمه، وهذا التفريط سيلحق به لوم إن لم يكن عتاباً وقطيعة. والوعد والتفريط فيه قد يؤثر على انجاز تم الاتفاق عليه يرتبط بمصالح مشتركة قد يكون لها بُعد اجتماعي، وكثير منا شاهد وعايش مثل تلك الحالات، وفي هذا ما يغني عن المزيد من التفاصيل.

وفاصل آخر مجاله النجاح والفشل، ومثال على ذلك الطالب في نجاحه أو فشله، والفاصل، هنا بما ينعكس على نفسه من أثر، وما يلحق بعد ذلك من أثر على مستقبله.

ومن الفواصل ما هو بين الصحة والمرض، فقد يشكو أحدنا من أعراض قد تكون بدايتها بسيطة، ولكنها على الطريق ستؤدي إلى مخاطر جسيمة، والإشكال أن يهمل المريض، وإن اعتقد انه لم يهمل فقد يبحث عن علاجه لدى من لا علاج ولا علم لديه، وخاصة أولئك المدعين بالمعرفة فيتوجه إليهم بأثر أن فلان قال، وأثنى على أحدهم وهو لا علاقة له بالطب فيقع المريض في المحظور تمهيداً لما هو أخطر، والحرص على الوعي بهذا الفاصل يزيد من الوعى الصحي بأثره النافع على صحته.

ومن خلال نفس السياق فقد يختصر المريض مرحلة العلاج والتشخيص المناسب لدى الطبيب المختص فيذهب إلى أقرب صيدلية أو مخزن للأدوية ليشكو حاله إلى مسؤول الصيدلية، والله أعلم بالأخ القائم عليها حتى وإن كان صيدلياً، فمن المؤكد أنه لا يقوم بمهمة الطبيب، ومع ذلك لا يتردد هذا المسؤول بصرف الدواء كما يعتقد، وغالباً ما يكون أكثر من دواء واحد، والمحصلة أن الدواء صار داءً لعدم تشخيص الحالة ومعرفة التاريخ المرضي - قديماً وحديثاً - للمريض؛ ما يعرضه إلى آثار جانبية ضارة بصحته، أو تداخل بين مفعول تلك الأدوية لتؤثر على مرض مزمن سابق عهده، وفي معظم الصيدليات الملتزمة لا يصرف الدواء إلا بوصفة طبية، وهذا لا يمنع من وجود بعض من الأدوية المسماة (بأدوية الرفوف) وتواجدها بالتنسيق مع الجهات المختصة.

ومن الفواصل مثال مهم يتعلق بحيوية ما يعنيه ويؤثر به، إنه الفاصل المتعلق بالأسرة، وهذا الفاصل متباين في أسلوب التعامل بين أسرة وأخرى، فعلاقة الزوج بزوجته لا يتوقف أثرها على الزوجين؛ بل الأمر أبعد من ذلك؛ فالأثر يمتد ايجاباً أو سلباً على الأبناء وفق نوعية العلاقة بين الزوج والزوجة؛ فحين يحنو الزوج على زوجته، أو الزوجة على زوجها على مشهد من أبنائهما بشكل تلقائي ومتصل فإن لهذا كبير الأثر على نفوسهم بالسرور والابتهاج؛ إذ له صدى على النفس تستقر به وتطمئن، فبين الأمرين فاصل به يتأثر الأبناء في نموهم النفسي، وفي حالة الاستقرار الأسري بوعي من العقل والتزام بالواجب والمسؤولية فإن الأبناء صياغة لوعي الوالدين تضاف إلى طبيعتهم التي خلقوا بها، ومن أمثلة ذلك احترام الأبناء وأهميته، وأن يكون الحوار وسيلة للتربية بشرط ألا يفرط بشيء بقدر ما يعمق ثقتهم بأنفسهم، واستقلالية ما هو جزء من طبعهم، وهذا له مردود على حياتهم المديدة مع الآخرين يحصن نفوسهم بقوة، عمق العلاقة بين الوالدين أساسها، وفي مراحل النمو وحتى لا يضطرب هذا النمو فَهُم في حاجة إلى أمن وطمأنينة ومصدرهما، والاساس في غرسهما مقدار الوفاق والتفاهم المشترك، والود فيما بين الوالدين.

وأمر في غاية الأهمية ليس له شيء من الفواصل، له أبعاد غير محددة بما هو رأسي أو أفقي، بل هو يتسع لما هو أبعد، وأعني علاقة الابن بوالدته أو والده والبر بهما وفق التوجيه الرباني الذي قرنه بعبادته، وفي مجال البر بالوالدين لا مزيد بعد هذا وإن كان من المناسب ما قال به من قال:

أطع الإله كما أمر
واملأ فؤادك بالحذر
وأطع أبك فإنه
رباك من عهد الصغر
واخضع لأمك وأرضها
فعقوقها إحدى الكبر
الأمام الشافعي
عليك ببر الوالدين كليهما
وبر ذوي القربى وبر الأباعد
طرفة بن العبد
نسيبك من أمسى يناجيك طرفه
وليس لمن تحت التراب نسيب
وإنما أولادنا بيننا
أكبادنا تمشي على الأرض
حطان بن المعلي




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved